تبون: الجزائر ليست مصدر تهديد لأحد والقوة العسكرية لحماية سيادتنا

الرئيس الجزائري يؤكد عزم بلاده على عصرنة المنظومة الدفاعية وذلك خلال إشراف لأول مرة على تدريب عسكري بالذخيرة الحية.
الاثنين 2023/06/26
تبون: مقدرات الجيش ستوجه لمواجهة المشكلات الأمنية

الجزائر - قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الأحد، إن بلاده "لم تكن مصدر تهديد لأحد"، وأن "اكتساب القوة العسكرية أولوية لحماية سيادتها أمام محاولات تهديد الاستقرار في المنطقة"، وهو ما يعكس أنه لا يزال منغمسا في خطاب المؤامرة في ظل استمرار سلسلة الإخفاقات الداخلية رغم محاولات شراء السلم الاجتماعي.

وأكد تبون في كلمة خلال إشرافه لأول مرة على مناورات عسكرية بالذخيرة الحية حملت اسم "فجر 2023"، نفذها الجيش بولاية الجلفة جنوب العاصمة، أن بلاده "كانت وما زالت قلعة للسلم والأمان، ولم تكن منذ استقلالها مصدر تهديد أو اعتداء على أحد". وفق بيان للرئاسة.

وأضاف "لا يخفى على أحد في العالم أن اكتساب موجبات القوة يعد من أولوياتنا حماية لسيادتنا أمام محاولات تهديد الاستقرار في منطقتنا"، دون الإشارة إلى تهديدات محددة، لكن على ما يبدو أنه يلمح إلى نشاط بعض التنظيمات الإرهابية ومجموعات وشبكات الجريمة والاتجار بالبشر وتهريب الأسلحة والمخدرات التي تنتشر في شمال النيجر ومالي.    

وبحسب تبون، فإن "السياقات الإقليمية تزيد من عزمنا في عصرنة منظومتنا الدفاعية ومعداتنا والتحكم فيها، لمسايرة التكنولوجيات المتطورة والتحكم في تقنياتها، بهدف حماية أمننا ومصالحنا الوطنية الحيوية، والدفاع عن حدودنا البرية والبحرية ومجالنا الجوي". دون ذكر تفاصيل أكثر عن طبيعة تلك السياقات.

وحصل الجيش الجزائري هذا العام على موازنة هي الكبرى منذ استقلال البلاد، بلغت 22.3 مليار دولار أميركي، بما يقارب ربع الموازنة العامة للبلاد، وجهت لتنفيذ صفقات أسلحة وتطوير قدرات الجيش البرية والجوية والبحرية، واقتناء منظومات حديثة وتجهيزات لصدّ الحرب الإلكترونية.

وتبرر السلطات الجزائرية الارتفاع المطرد للإنفاق العسكري بزيادة المخاطر الأمنية وضرورة توفير مستلزمات حماية المناطق الحدودية مع ست دول، هي النيجر ومالي وموريتانيا وليبيا وتونس والمغرب، ومواجهة تهديدات تنظيمات إرهابية ومجموعات وشبكات الجريمة والاتجار بالبشر وتهريب الأسلحة والمخدرات التي تنتشر في شمال النيجر ومالي.

وتأتي هذه الزيادة غير المسبوقة على الإنفاق العسكري في سياق توترات شديدة بين الجزائر والمغرب، بعد أن قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في أغسطس 2021، ثم إغلاق مجالها الجوي أمام كل الطائرات العسكرية والمدنية المغربية في الثاني والعشرين من سبتمبر من نفس السنة، بسبب قضية الصحراء المغربية على وجه الخصوص، التي تقترح الرباط منحها حكما ذاتيا، لكنها تبقى تحت سيادتها.

لكن جبهة البوليساريو الانفصالية والجزائر ترفضان هذا المقترح، وتدعوان إلى ضرورة القيام باستفتاء حول "تقرير المصير"، وهو أمر ترفضه بشدة الرباط، التي تتشبث بـ"الوحدة الترابية" للمغرب.

وأكد الرئيس تبون أن المقدرات المادية والبشرية للجيش الجزائري "ستوجه حصريا لمواجهة مشكلات أمنية متعددة الأوجه تحيط بالبلاد، مثل حماية الحدود الوطنية، والمواقع الاستراتيجية، ومحاربة الهجرة غير الشرعية، والمخدرات، والعملة المزورة".

وتعد هذه المرة الأولى التي يشرف فيها الرئيس الجزائري على مناورات للجيش، إذ جرت العادة أن يحضرها قائد أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة.

وحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، نفذت المناورات العسكرية بالذخيرة الحية بميدان الرمي والمناورات بولاية الجلفة (300 كيلومتر جنوب العاصمة)، بحضور قيادات مدنية وعسكرية.

وأوضحت الوكالة أن المناورات العسكرية الأخيرة تأتي في إطار اختتام برنامج القوات المسلحة للعام التدريبي 2022-2023.