على المشرق العربي الانفتاح أكثر على ثقافة بلاد المغرب

الفنان وسام جبران: تدهشني موسيقى كناوة وآلاتها التراثية.
الاثنين 2023/06/26
نقدم شيئا بسيطا وهو الهوية العربية الفلسطينية

اشتهرت فرقة “الثلاثي جبران” الفلسطينية التي تتشكل من ثلاثة أشقاء عازفي عود في مختلف أنحاء الوطن العربي، واتسعت شهرتها لتبلغ مدى عالميا بتقديمهم للكثير من الحفلات في مختلف دول العالم، لذا صاروا سفراء فنيين لفلسطين وللفن العربي المشرقي عموما، بينما يبقى الفن المغاربي بعيدا نسبيا عن المشارقة، وهو ما يسعى الكثيرون لتجاوزه من بينهم الفنان الفلسطيني وسام جبران.

الصويرة (المغرب) - يقول الموسيقي والملحن الفلسطيني وسام جبران، أحد أعضاء فريق الإخوة المعروف باسم "الثلاثي جبران"، إنه يتعين على دول المشرق العربي التقارب مع ثقافة بلاد المغرب العربي.

ويقول في مقابلة معه على هامش مشاركته في مهرجان كناوة وموسيقى العالم في مدينة الصويرة المغربية "المغاربة مطلعون جدا على الثقافة المشرقية، وحين آتي إلى المغرب أشعر كأنني طالب يسعى إلى تعلم هذه الثقافة العريقة".

يضيف الفنان "نحن كمشارقة ملقاة على عاتقنا مسؤولية أن نتقرب من ثقافة المغاربة كما تقربوا من ثقافتنا". وشارك الإخوة جبران مساء السبت في حفل أقيم في برج مراكش التاريخي وسط مدينة الصويرة العتيقة وكان بمثابة أمسية جمعت بين عبق الكلمة للشاعر الفلسطيني الشهير الراحل محمود درويش وأنغام أوتار العود التي عزفها الأخوة الثلاثة وسام وعدنان وسمير.

واختتم مهرجان كناوة وموسيقى العالم فعاليات دورته الرابعة والعشرين السبت. ويهدف المهرجان إلى الاحتفاء بموسيقى كناوة التراثية التي لها في الأصل ارتباطات روحية وعقائدية في بعض الأوساط المغربية التقليدية.

المشرق والمغرب

تحولت أنظار الموسيقيين والمهتمين إلى هذا النمط الموسيقي بعد اكتشاف جذور مشتركة لفن كناوة مع موسيقى الجاز والبلوز
◙ أنظار الموسيقيين والمهتمين تحولت إلى هذا النمط الموسيقي بعد اكتشاف جذور مشتركة لفن كناوة مع موسيقى الجاز والبلوز

وتحولت أنظار الموسيقيين والمهتمين إلى هذا النمط الموسيقي بعد اكتشاف جذور مشتركة لفن كناوة مع موسيقى الجاز والبلوز. ويبدي وسام إعجابه واندهاشه بموسيقى كناوة وبآلاتها التراثية على رأسها الكمبري وهي آلة وترية كما العود.

ويقول وسام "هذه المرة الثانية التي نشارك فيها في مهرجان كناوة، أجد هذه الموسيقى ثرية جدا، وعازفوها وآلاتها يرقون إلى مستوى العالمية، ونحن سعداء جدا بالتواجد في هذا المهرجان". ويواصل قوله "للأسف آلة الكمبري غير معروفة في الشرق، كما قلت المشرق غير مطلع على الثقافة المغربية، حان الوقت لنكتشف ثقافتهم".

◙ موسيقى كناوة ترقى إلى مستوى العالمية وفق الفنان وسام جبران الذي أسعدته المشاركة في مهرجان هذه الموسيقى

وشكل مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة في دورته الرابعة والعشرين، مناسبة لتقديم لوحات فنية وإيقاعات ورقصات متنوعة في الفن الكناوي العريق، من قبل مجموعة من "المعلمين"، إضافة إلى مشاركة فنانين من مختلف دول العالم.

وبالموازاة مع الحفلات والأنشطة الفنية الأخرى، أتاح المهرجان أيضا فرصة للتداول والحوار في إطار المنتدى الفكري الذي عقد بالموازاة مع هذا الحدث، والذي تمحورت تيمته الأساسية هذه السنة حول "الهويات المتعددة وسؤال الانتماء"، من خلال نقاشات شارك فيها فنانون ومفكرون وجمعويون ثقافيون من مختلف الآفاق والبلدان.

وتضمن برنامج المهرجان هذه السنة كذلك تنظيم ورشات موسيقية لفائدة الشباب والكبار بهدف مواكبتهم للاطلاع على التراث الكناوي المتميز، واكتشاف وتعلم موسيقاه والعوالم المرتبطة به من تاريخ وأدوات وإيقاعات، إضافة إلى تنظيم معرض "صحوة الذاكرة"، واللقاء مع فنانين من خلال فضاء اللقاء والنقاش "شجرة الكلام".

موسيقى عريقة

برنامج المهرجان هذه السنة كذلك تنظيم ورشات موسيقية لفائدة الشباب والكبار بهدف مواكبتهم للاطلاع على التراث الكناوي المتميز، واكتشاف وتعلم موسيقاه والعوالم المرتبطة به من تاريخ وأدوات وإيقاعات
◙ المهرجان أتاح الفرصة أمام الشباب للتعرف على التراث الكناوي المتميز واكتشاف وتعلم موسيقاه والعوالم المرتبطة به 

قدم الثلاثي جبران حفلات وعروضا كبيرة في الغرب، ونالوا إعجاب الجماهير الغربية خاصة في فرنسا. ووفق الكاتبة المغربية ريم نجمي، فإن الثلاثي جبران يشكل استثناء، ليس فقط لأن الفرقة مكونة من ثلاثة إخوة، ولكن لأنهم أول فرقة في تاريخ الموسيقى العربية تضم ثلاثة عازفي عود. فالعود ظل وإلى وقت قريب يُعزف بشكل فردي.

ويعزف الثلاثي المنحدر من الناصرة بمهارة فائقة ويتقنون العزف على العود بجميع الأشكال. رئيس المجموعة هو الأخ الأكبر سمير جبران البالغ من العمر 39 سنة. ولد سمير وأخواه في إسرائيل، لأب يشتغل صانعا لآلة العود وأم مطربة من الناصرة.

◙ آلة الكمبري غير معروفة في الشرق إذ المشرق العربي غير مطلع على الثقافة المغربية، حان الوقت لتجاوز ذلك

وينتمي الإخوة رسميا إلى عرب إسرائيل، لكنهم يعتبرون أنفسهم فلسطينيين. أو بتعبير أصح فلسطينيين وموسيقيين لأنهم لا يمكن لهم أن يكونوا مجرد موسيقيين فقط. حتى حين لا يتكلمون في السياسة فإنهم يجدون أنفسهم في نهاية الأمر يقومون بذلك من خلال حفلاتهم الموسيقية أو حواراتهم الصحفية.

ويقول وسام "نحن نجحنا في الغرب لسبب مهم، هو أننا قدمنا الهوية التي تمثلنا، وهي الهوية العربية الفلسطينية". ويضيف "نعزف العود وهو آلة عربية، والألحان من تأليف الثلاثي جبران، الذين قدموا من خلفية طبيعية بسيطة، ألهمنا إياها البلد الذي قدمنا منه".

ويتابع "نقدم شيئا بسيطا، وهو الهوية العربية الفلسطينية، والهوية الموسيقية التي ابتكرناها أيضا بثلاثة عيدان من الموسيقى العربية. كما أننا ثلاثة ملحنين وإخوة من نفس الأم ونفس الأب. وهذا جديد في التجربة الموسيقية العربية".

12