"سمفونية الفن" معزوفة بصرية

أعمال تشكيلية مختلفة لفنانين تونسيين تراهن على التفرّد والتميّز على المنتوجات الراقية.
الاثنين 2023/06/26
معرض استثنائي

تونس - يجتمع عدد من الفنانين التشكيليين التونسيين والأجانب في معرض تحت عنوان “سمفونية الفن، معزوفة تدرك بالبصر” من تنظيم مؤسسة “المدينة كونسيبت” المختصة في ترويج العلامات العالمية في ميدان الأثاث والتأثيث بصفاقس بالشراكة مع المؤسسة الإيطالية الشهيرة الرائدة في صالونات الجلد “سالوتيتاليا”.

ويتضمن المعرض الذي انطلق في الثاني والعشرين من يونيو ويستمر لمدة أسبوعين، لوحات فنية وأعمالا تشكيلية مختلفة لفنانين تونسيين وأجانب قبلوا أن يودعوا أعمالهم لدى مؤسسة اختارت منذ تأسيسها سنة 2003 طريق التفرّد والتميّز والمراهنة على المنتوجات الراقية.

ويصل عدد الرسامين والفنانين المشاركين في المعرض إلى 23 مبدعا ومبدعة أودعوا أعمالهم للمنظمين وهي تشكيلة مميزة من الإبداعات بمختلف الألوان والاختصاصات والمدارس تجمع بين الرسم الزيتي والرسم المائي والرسم الغرافيكي والحفر والخزف والفسيفساء والتحت والتقنية المزدوجة ذات البعدين والتنضيد.

“كان حلمي ولا يزال أن أؤسّس عبر التظاهرات الثقافية لتقاليد في صفاقس تكرّس هذا التقارب والترابط الجميل بين فنّ التأثيث ونبل اللوحات الفنية التي لا يعيرها الكثيرون ما تستحق من أهمية ولا يقدرونها حقّ قدرها”، يقول المدير المؤسّس لعلامة “المدينة كونسيبت” رامي القلال الذي لم تمنعه صفته كرجل أعمال أن يكون حاملا لمشروع ثقافي وأن يكون مسكونا بهاجس المقاربة والمزاوجة بين عالمي الفن والأعمال المتباعدين.

التظاهرة التشكيلية تكتسي جاذبية خاصة من الناحية الفنية في ظل حضور وازن لفنانين تشكيليين من الطراز الأول
التظاهرة التشكيلية تكتسي جاذبية خاصة من الناحية الفنية في ظل حضور وازن لفنانين تشكيليين من الطراز الأول

ولم يولد هذا الحس المرهف وهذه الرؤية الراقية من فراغ، إذ ليس من باب الصدفة أن تكون “المدينة كونسيبت” المؤسسة التي ارتبط اسمها اليوم بكبريات العلامات التجارية في عالم التأثيث ومنها على سبيل الذكر لا الحصر “سالوتيتاليا”، “فيتروتاك”، “لابريمافيرا”، “كامينغو”، “مايسا” و”فاسكوم”.

هذا الحس ذاته وهذه الرؤية نفسها كانا وراء قرار تنظيم معرض “سمفونية الفن، معزوفة تدرك بالبصر” الذي لا يعدو أن يكون محاولة جريئة لربط الصلة بين العمل الثقافي والنشاط الاقتصادي.

وتكتسي التظاهرة جاذبية خاصة من الناحية الفنية في ظل حضور وازن لفنانين تشكيليين من الطراز الأول على غرار سمير التركي، الحبيب بيدة وحمدة دنيدن من تونس، ومعتز كمال من مصر وعبدالقادر بادر من ليبيا وميشالا مارغاريتا سارتي من إيطاليا وآخرون.

وتكمن أهمية هذه السمفونية من الأعمال في هذا المعرض الأول من نوعه، بحسب المشرفة على المعرض الرسامة عايدة الكشو خروف التي تشارك بدورها بأعمال جديدة لها، في كونه مناسبة مميزة لتقاسم الفن ومشاركته بين الفنانين والجمهور باعتبار أن الأعمال المشاركة ستكون معدة للعرض والبيع بما يجعل حظوظ إدراجها ضمن السلوك الاستهلاكي للتونسي وتحويلها إلى عنصر أساسي من عناصر التأثيث المنزلي والمكتبي أكبر وأوفر.

من جهتها، ترى الفنانة التشكيلية والدكتورة في نظرية الفن ألفة معلى أن معرض “سمفونية الفن” هو “سمفونية بصرية” تتيحها لنا الأعمال المقدمة في ثرائها وتنوعها وتفرد أساليب المشاركين فيها بما يعكس رؤاهم الخاصة بهم وما تحيل عليه أعمالهم من تجارب فنية مختلفة أنتجت في فضاء واحد أعمالا عذبة و”بانوراما من الأشكال والألوان والأحجام”.

15