الحوادث المنزلية تلحق الأذى بـ80 في المئة من الأطفال الأقل من 5 سنوات في تونس

تونس - يعد التعرض لحوادث منزلية السبب الرئيسي للحروق البليغة من درجة ثانية وثالثة لدى الأطفال الأقل من 5 سنوات في تونس، وفق ما أفاد به رئيس قسم إنعاش مصابي الحروق بمستشفى الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أمان الله المسعدي، داعيا بمناسبة حلول فصل الصيف وعيد الأضحى إلى التوقي والانتباه من هذه الحوادث حفاظا على صحة الأطفال.
وقال أمان الله المسعدي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن 80 في المئة من الأطفال المصابين بالحروق تكون أسباب إصابتهم حوادث منزلية في المطبخ أو في بيت الاستحمام، وذلك حسب ما تمت معاينته حديثا من حالات ترد على القسم. ولفت إلى أن قسم إنعاش مصابي الحروق نظم بالشراكة مع مستشفى الأطفال بباب سعدون ومستشفى هانوفر بألمانيا الأيام العلمية لحروق الأطفال يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين من يونيو الجاري.
وذكر أنه تم في اليوم الأول إجراء ثلاث عمليات جراحية للأطفال من المصابين بالحروق درجة ثانية حرجة ودرجة ثالثة، وذلك بمستشفى الأطفال بباب سعدون. وخصص اليوم الثاني لإلقاء محاضرات علمية حول حروق الأطفال بمقر المجلس الوطني لعمادة الأطباء.
ويخسر أطفال تونسيون حياتهم في حوادث احتراق تحصل في لحظات غفلة لا عودة عنها يرتكبها أولياء أمورهم عن طريق السهو أحيانا أو بسبب سوء في تقدير التصرفات. ففي الثاني من يونيو 2021، اشتعلت النار في منزل بمنطقة بئر الحفي في سيدي بوزيد (وسط غربي تونس)، توفي على إثرها طفل رضيع ونجا شقيقه البالغ من العمر أربعة أعوام.
وسبق ذلك في العشرين من مايو من نفس العام، نشوب حريق في منزل بالمدينة العتيقة في المنستير (وسط شرق) تسبّب في وفاة فتى في الثالثة عشرة من عمره، متأثرا بإصابته بحروق من الدرجة الثالثة ذات الخطورة الكبيرة من ضمن مقياس من خمس درجات.
من أجل توعية الأسر بأخطار الحوادث المنزلية، أصدر الديوان الوطني للدفاع المدني تحذيرات ونصائح وتوجيهات عن الأماكن الأكثر خطرا في المنزل، خصوصا المطبخ الأكثر عرضة للحرائق، إذ يحتوي على تجهيزات لإشعال النيران ومواد سريعة الاحتراق. كذلك حذّر الجهاز من الأخطار المرتبطة باستخدام أجهزة الكهرباء وسخانات المياه في الحمامات.
وقال المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني معز تريعة إن “حوادث الحرائق تتكرر في منازل يُفترض أن تكون آمنة، لكنّها تتحوّل إلى بيئة خطرة على الأطفال وتحصد أرواحهم. والسبب الأوّل في ذلك هو الإهمال وغياب ثقافة السلامة". ويرى تريعة أنّ أسباب الحرائق المنزلية متعددة. وفي حالات كثيرة يتسبّب فيها الأولاد أنفسهم ويتضرّرون منها، لذا يجب أن يتنبه أولياء الأمور إلى عدم ترك أسلاك كهرباء مكشوفة وإبعاد أطفالهم عن أماكن الأفران ومواضع المواد القابلة للاشتعال.
وأكد أن غالبية الحوادث تحصل بسبب ترك الأطفال بمفردهم وبلا مراقبة، فيلهو بعضهم بإشعال نار تؤدّي إلى حوادث وكوارث ووفيات يكون وقعها كبيرا على العائلة والأطفال. كذلك تندلع حرائق بسبب ترك الأمّ المنزل لقضاء حاجة ملحة مع إبقائها على الفرن مشتعلا من أجل إنجاز الغذاء في موعده فتحصل المأساة.
وأضاف أنه يمكن القول إنّ المسؤولية يتحمّلها الأهل بالدرجة الأولى، لأنّه لا يمكن ترك الأطفال من دون مراقبة مهما كان السبب. وأوضح تريعة أنّ الأطفال الذين يتعرّضون إلى حوادث احتراق يُنقلون إلى المستشفى، ولا يسلّمون إلى أهلهم إلا بعد نيل إذن من مندوب حماية الطفل وتأكيد طبيعة الحادثة.