صراخ وزير عراقي على مواطن يتحول إلى اشتباك طائفي على مواقع التواصل

مغردون يختزلون السنة والشيعة بشخصي وزير التجارة "المتعالي" ووزير التعليم "المتواضع".
الأربعاء 2023/06/21
الجدل دائم في العراق

أثارت الطريقة الفظة والقاسية لتعامل وزير التجارة العراقي مع مزارع مُسن طالب بتسريع الاستجابة لطلبه، غضبا واسعا في العراق وتسببت بجدال طائفي استنادا إلى المرجعية الدينية لوزراء المحاصصة في العراق.

بغداد - تحول غضب ناشطين عراقيين من إساءة وزير التجارة أثير الغريري لأحد الفلاحين إلى سجال طائفي على مواقع التواصل الاجتماعي، واختصار لأهل السنة جميعا في شخص الوزير الذي “استعاد ممارسات البعث”، وفق الناشطين.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل مقطعا مصورا لوزير التجارة وإلى جانبه محافظ كركوك راكان الجبوري أثناء زيارة تفقدية للحملة التسويقية لمحصول الحنطة، الأحد، والتقى خلالها مجموعة من المزارعين المسوقين، حسب بيان رسمي للوزارة. وأظهر الفيديو تجاوز الغريري على مزارع مُسن من كركوك بالصراخ والتوبيخ، حيث خاطب الوزير المواطن صارخا في وجهه “ماذا عندك؟ تعال عندي، هل يجوز أن أتكلم أنا وأنت في نفس الوقت؟”.

ولم يتمكن المواطن، الذي تقول وسائل إعلام محلية إنه يعمل فلاحا، من الحديث سوى بكلمات قليلة قائلا “لا أحد يسمعني، صار 4 أيام المعاملة واقفة”، حتى أسكته الوزير والمحافظ بالصراخ. ولم يفهم من الفيديو بوضوح ما الذي طلبه المزارع المسن من الوزير إلا أنه بدا يشتكي من تأخر بعض الدوائر التابعة لوزارة التجارة.

وندد ناشطون بالطريقة الفظة التي تعامل بها وزير التجارة مع مزارع مُسن طالب بإنجاز معاملته المتأخرة، ووصفوه “بالشائن والمعيب والمستعلي” على المواطنين وحقوقهم، في وقت يجب أن يكون فيه المسؤول بخدمة الشعب، مطالبين رئيس الوزراء بالتحقيق مع الغريري والاعتذار إلى الرجل المُسن. وسط دعوات عدد من الناشطين إلى إقالة الوزير.

وكتب الصحافي أحمد علي:

وقال مغرد:

وسخر آخر من أسلوب الوزير في التعامل مع مواطن، ومن المحاصصة الطائفية التي فرضت على العراق مسؤولين حسب طائفتهم لا حسب أهليتهم للمنصب، وقال:

ولم يصدر عن الوزير أو المحافظ أي توضيح حيال المقطع المتداول للكشف عن أسباب الهجوم على المواطن، رغم انتشار الفيديو انتشارا واسعا في العراق، ليزداد الغضب الشعبي ويدخل الموضوع ميدان التراشق الطائفي واتهام الوزير باستعادة ممارسات البعث في زمن الرئيس الأسبق صدام حسين، باعتباره يمثل الطائفة السنية وفق رأي بعض المغردين، وقال أحدهم:

وأشار البعض إلى أنهم كانوا في انتظار أن يسارع وزير التجارة بالاعتذار عما بدر عنه من إهانة مواطن في سن والده، لكن ما حدث هو العكس، فقد نشرت الصفحة الرسمية لوزارة التجارة في فيسبوك فيديو يتضمن اعتذار المواطن من الوزير، في إشارة إلى إصرار الوزير على التعنت بموقفه من منطلق السلطة.

وقال مغرد:

وجاء في تغريدة:

واعتبرت مغردة:

وكتب حساب في نفس السياق:

والمحاصصة الحزبية والطائفية في العراق تعد أحد أسس النظام السياسي في البلاد، منذ سقوط النظام السابق عام 2003. وبات نظام المحاصصة في العراق نظاما يتسم بالقصور ويسهل المحسوبية والفساد. أدى عجز الحكومة عن تقديم الخدمات وتلبية الاحتياجات الأساسية إلى تآكل الثقة في المسؤولين وصناع القرار، والتشكيك في خدمات الحكومة وكفاءتها. وفي استطلاع للرأي، أعرب 85 في المئة من العراقيين، عن انخفاض ثقتهم في الجهات الحكومية.

ورغم ذلك يصر ناشطون على المقارنة بين تعامل الوزير أثير الغريري “السني” ووزير التعليم العالي نعيم العبودي “الشيعي” خلال زيارته لجامعة بابل، التي بدا فيها متفهما لاحتياجات الطلاب. وجاء في تغريدة:

ولم ينس البعض استعادة السجل الطائفي للمسؤولين بهذه المناسبة. وقال مغرد:

يعد نظام المحاصصة إحدى العقبات الأساسية في طريق إصلاح العراق اليوم. فيسمح هذا النظام بهيمنة وترسيخ الأحزاب السياسية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الضيقة على حساب المصالح العامة. بالإضافة إلى ذلك، إن هذا الترتيب السياسي يضعف الهوية الوطنية العراقية.

من جانبها، أوضحت إدارة محافظة كركوك في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية أن الوزير “دعا المُسوق عدة مرات ولم يسمع النداء له بسبب التزاحم وأحاديث المسوقين وسائقي الشاحنات في نفس الوقت”. وأضافت أن “الوزير طلب الهدوء لكي يسمع كل شخص ويعمل على حل مشكلته مباشرة كونه جاء إلى كركوك بعد تلقيه شكاوى ومناشدات لكي يطلع عليها ميدانيا، ما اضطره إلى أن ينادي بصوت مرتفع”. وتابعت إأن “الشخص الذي أثير حوله الفيديو لم يعط مجالا للاستماع لشكواه بسبب استمراره بالتهجم على الدوائر الزراعية”.

يذكر أنه في السابع والعشرين من أكتوبر 2022، منح مجلس النواب (البرلمان) العراقي الثقة للحكومة التي شكلها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وتضم حكومة السوداني 23 وزيرا، بينهم 12 وزيرا من الطائفة الشيعية، و6 وزراء من الطائفة السنية، و4 وزراء من الأكراد، ووزيرة واحدة للأقليات.

5