السعودية تنزل بثقلها في المنافسة على استضافة إكسبو 2030

باريس - استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في غضون أربعة أيام كلاًّ من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الذين لم يكن هدفهم من زيارة باريس لقاء سيّد الإليزيه، بل الدفاع عن ترشيح بلادهم لاستضافة معرض إكسبو 2030 الدولي.

ولا يتمتّع الرئيس الفرنسي بأيّ صلاحية في منح حقّ استضافة هذا الحدث العالمي لهذه المدينة أو تلك، ومن هنا فإنّ الاجتماعات التي عقدها في الإليزيه، على أهميّتها، لم تكن الهدف الأساسي الذي أتى من أجله القادة الثلاثة إلى العاصمة الفرنسية.

وفي الواقع فإنّ الجهة المسؤولة عن منح حقّ استضافة هذه المعارض هي منظمة حكومية دولية مقرّها في باريس واسمها “المكتب الدولي للمعارض”.

وعقد المكتب جمعيته العامّة عصر الثلاثاء “للنظر في الترشيحات الثلاثة” التي تتنافس على نيل حقّ استضافة الحدث الدولي بعد سبع سنوات. والمدن الثلاث التي تتنافس على نيل حقّ الاستضافة هي الرياض وروما وبوسان الكورية الجنوبية.

وكانت هناك مدينة رابعة مرشّحة لخوض هذه المنافسة هي أوديسا الأوكرانية التي قدّمت ترشيحها في سبتمبر 2022، لكنّ اسمها لم يعد مذكوراً في لائحة الترشيحات الرسمية الصادرة عن المكتب الدولي للمعارض.

وأول من وصل إلى باريس للدفاع عن ترشيح بلاده كان وليّ العهد السعودي الذي يقود خطة تنموية ضخمة للمملكة تحت اسم “رؤية 2030”.

وفي حال نجح الأمير محمد في مسعاه لإسناد حقّ تنظيم المعرض الدولي إلى العاصمة السعودية فإنّ فرحته ستكون مضاعفة، إذ إنّ 2030 سيكون العام الذي تتحقّق فيه “رؤية 2030″ و”الرياض إكسبو 2030”.

وكشف وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال كلمة له أمام اجتماع الجمعية العمومية الـ172 للمكتب الدولي للمعارض، أن الميزانية المخصصة لاستضافة إكسبو 2030 بمدينة الرياض تبلغ 7.8 مليار دولار، مؤكدا أن تلك الميزانية تحفز مشاريع الاستثمار في الرياض.

وأضاف الفالح في معرض دفاعه عن ملف بلاده أن التجارب التي سيقدمها إكسبو 2030 بالرياض ستكون مذهلة، مؤكدا أن هذا يحدث بالتوازي مع بيئة الاستثمار والمشاريع في المملكة التي لا حدود لها.

وقال الفالح “تحت قيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وكجزء من رؤية المملكة 2030 نستهدف استثمارات بقيمة تتجاوز 3.3 تريليون دولار في المملكة بنهاية هذا العقد، سيكون منها أكثر من 30 في المئة منها بمدينة الرياض”.

والجمعة، تناول وليّ العهد السعودي الغداء مع الرئيس الفرنسي الذي أعرب منذ يوليو عن “دعم فرنسا لترشيح الرياض” لاستضافة معرض إكسبو 2030 الدولي.

واستقبل ماكرون الثلاثاء رئيس كوريا الجنوبية ورئيسة الوزراء الإيطالية في قمّة تأتي في وقت تشهد العلاقات الفرنسية – الإيطالية سلسلة اضطرابات ولاسيّما حول قضية الهجرة شديدة الحساسية.

وخلافاً لوليّ العهد السعودي، فإنّ الرئيس الكوري الجنوبي ورئيسة الوزراء الإيطالية شاركا في اجتماع الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض.

وخلال اجتماع الجمعية العامّة قدمت الدول الأعضاء البالغ عددها 179 دولة تقريراً بشأن الترشيحات الثلاثة المتنافسة. أمّا اختيار المدينة الفائزة فسيتمّ في نوفمبر بالاقتراع السرّي، وفقًا للمكتب الدولي للمعارض.

وتريد الرياض استضافة المعرض في الفترة الممتدّة من 1 أكتوبر 2030 ولغاية 31 مارس 2031 وقد وضعت لرؤيتها شعار “حقبة التغيير: المضيّ بكوكبنا نحو استشراف المستقبل”.

ويقام معرض إكسبو الدولي مرّة كلّ خمس سنوات ويستمرّ لفترة ستّة أشهر كحدّ أقصى.

ويسمح هذا الحدث للبلد الذي يستضيفه بأن “يبني أجنحة استثنائية وأن يحوّل المدينة المضيفة بشكل دائم”، وفقاً للمكتب الدولي للمعارض.

وعلى سبيل المثال فإنّ برج إيفل في باريس بني خصّيصاً بمناسبة استضافة العاصمة الفرنسية “معرض إكسبو 1889 الدولي”.

وجذبت النسخة الأخيرة من هذا المعرض في دبي 24 مليون زائر. أمّا معرض إكسبو 2025 فسيقام في أوساكا باليابان.