شراكات جديدة بين الشارقة وكوريا الجنوبية في معرض سيول الدولي للكتاب

فنانون إماراتيون وكوريون يتبادلون القصص الشعبية.
الأربعاء 2023/06/21
تعاون فني على أرض القصص

أكدت مشاركة الشارقة ضيف شرف معرض سيول الدولي للكتاب هذا العام على أهمية الثقافة في بناء جسور التواصل، وخلق التقاء حضاري مع الآخر وتعزيز التعاون لنشر المعرفة والثقافة والإبداع، وترسيخ القيم الإنسانية المثمرة مثل السلام والأخوة، علاوة على الشراكات في عالم الثقافة وإنتاج المعارف بما تمثله من أدوات لتنمية مستدامة.

سيول - عقدت المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر سلسلة من الاجتماعات واللقاءات مع عدد من كبار الناشرين الدوليين من عدة دول آسيوية وأوروبية بينها كوريا الجنوبية وتايوان وماليزيا وفرنسا وإيطاليا أبدوا خلالها اهتمامهم بالتعرف على ما توفره المدينة لقطاع النشر من حلول وفرص في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية من خلال خدماتها المتنوعة وتسهيلاتها اللوجستية المتطورة التي تجمع الناشرين في الشارقة من مختلف بلدان العالم.

جاء ذلك خلال مشاركة المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الـ65 من معرض سيول الدولي للكتاب التي اختتمت مؤخرا، حيث استعرضت المدينة الحاصلة على جوائز وعضويات عالمية تشهد بجودة خدماتها وتنوع مرافقها، الدور الذي باتت تمثله كمركز حيوي حاضن لصناعة النشر على المستويين الإقليمي والعالمي ومعزز لمكانة الشارقة ودولة الإمارات كوجهة رائدة للثقافة والكتاب.

دعم قطاع النشر

"الخراريف" خلقت حوارا فنيا بين الثقافتين الكورية والإماراتية جسدها فنانون من الجانبين في رحلة استكشافية برؤية جديدة

كشفت المنطقة الحرة خلال اللقاءات بالناشرين المشاركين في المعرض عن تطلعها إلى استفادة أكبر عدد ممكن من الناشرين الدوليين من إمكانياتها التي تتركز حول تسريع الخدمات المتعلقة بقطاع النشر والطباعة وتسويق المحتوى المعرفي، بدءاً بما توفره من تسهيلات تختصر مراحل تأسيس الشركات واكتسابها المشروعية القانونية داخل الإمارات بترخيصها خلال 45 دقيقة ضمن طيف واسع من رخص الأعمال مثل رخصة التجارة الإلكترونية والتجارة العامة وأكثر من 1500 خيار من أنشطة الأعمال تتصدرها شركات النشر والخدمات الإبداعية مثل التصميم والطباعة وفق الطلب التي تتناسب مع احتياجات سوق النشر.

وعرضت المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر أمام المشاركين في معرض سيول الدولي للكتاب مجمل ما توفره من التسهيلات الجاذبة للمستثمرين في قطاع النشر، إذ تتيح حرية التَملّك لجميع الجنسيات بصورة قانونية وبنسبة 100 في المئة مع خفض تكاليف تأسيس الشركات وتسريع استخراج الوثائق والعقود وشهادات الأسهم والنشاط التجاري وخدمات الإقامة والتأشيرات إلى جانب المرافق المؤثثة ومساحات التخزين وخدمات النقل والشحن التي تكفل الوصول إلى المرافئ البحرية والجوية القريبة من مقر المنطقة الحرة بهدف تسهيل توسع الناشرين والوصول بإصداراتهم ومنتجاتهم المعرفية إلى المزيد من الأسواق الإقليمية والعالمية.

وقال منصور الحساني مدير إدارة خدمات الناشرين في هيئة الشارقة للكتاب مدير مدينة الشارقة للنشر بالإنابة “نحرص على التعريف بالخدمات والفرص التي توفرها المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر في كافة مشاركاتنا الخارجية وهذا ما ركزنا عليه بمناسبة الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف معرض سيول الدولي للكتاب حيث سعينا عبر اللقاءات لجذب المزيد من المستثمرين في مجال النشر وخاصة من دول آسيا، لأن المنطقة الحرة مصممة لتضع العاملين في هذا القطاع أمام خيارات وإمكانات عديدة تضمن لهم الانطلاق من الشارقة إلى أسواق عالمية جديدة”.

وأضاف “من أهم التسهيلات والإمكانيات التي يبحث عنها الناشر المعاصر الطباعة وفق الطلب وهو ما نوفره في الشارقة وبجودة وسرعة ومواصفات عالمية، إلى جانب العديد من المزايا التي نرى أن استفادة الناشرين منها ستحقق لهذا القطاع نقلة نوعية كبيرة سيكون لها انعكاسها الإيجابي على مستوى زيادة المنتج المعرفي للجمهور”.

يشار إلى أن المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر التي تأسست عام 2017 مفتوحة أمام المستثمرين وعملائهم على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، وتقع على مساحة تصل إلى 40 ألف متر مربع وتضم 600 مكتب و6000 متر مربع للراغبين في مساحات خاصة بأعمالهم، وتوفر أكثر من 20 قاعة اجتماع إضافة إلى مخازن ومرافق خدمية وفرع للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية وتسهيلات مالية وإدارية بالاتفاق مع بنوك وهيئات حكومية محلية واتحادية.

احتفاء بالقصص

شراكات جديدة في قطاع النشر
شراكات جديدة في قطاع النشر

من ناحية أخرى انتظمت بمناسبة الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف معرض سيول الدولي للكتاب 2023 في العاصمة الكورية سيول النسخة الثالثة من المشروع الإبداعي “الخراريف برؤية جديدة” التي أقيمت هذا العام بالتعاون بين المجلس الإماراتي لكتب اليافعين والمجلس الكوري لكتب اليافعين والمكتبة الوطنية للأطفال واليافعين في كوريا.

وضمن حوار فني بين الثقافتين الكورية والإماراتية انطلق جيل جديد من الفنانين الإماراتيين والكوريين في رحلة استكشافية أعادت اكتشاف “الخراريف” برؤية جديدة كان نتاجها معرض فني ضم 10 أعمال تُعبّر عن تفاعل الفنانين مع الحكايات الشعبية وتحويلها إلى لوحات تنبض بالحياة والإبداع.

وافتتحت نسخة كوريا الجنوبية من المشروع في مقر “المكتبة الوطنية للأطفال واليافعين” بسيول الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب والمؤسِّسة والرئيسة الفخرية للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وحضرها أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ومروة العقروبي رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين والدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث وعلي المري رئيس دائرة السلطان وراشد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين ولي هاي يونغ رئيسة معهد الملك سيجونغ يي تشونغ يول المدير العام لوزارة الثقافة والرياضة والسياحة في المنطقة وبارك جوك المدير العام للمكتبة الوطنية للأطفال والشباب ورؤساء وممثلو جهات ثقافية حكومية إماراتية إلى جانب عدد من وفد الشارقة والرسامين المشاركين في المعرض.

وبعد سلسلة من المحطات التي تنقل فيها من إيطاليا إلى المكسيك، سعى المشروع في نسخته الجديدة لتعزيز الحوار الثقافي وتبادل الأفكار الإبداعية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية حيث أعاد خمسة فنانين إماراتيين تخيّل الأساطير والحكايات الشعبية الكورية ورسمها برؤية جديدة، في حين رسم خمسة فنانين كوريين خمس حكايات شعبية إماراتية من زاوية حديثة.

المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر عرضت أمام المشاركين في معرض سيول للكتاب مجمل ما توفره لخدمة النشر

وقالت العقروبي إنه “منذ بدء تنفيذه ضمن برنامج الشارقة عاصمة عالمية للكتاب يشغل مشروع ‘الخراريف برؤية جديدة’ مكاناً متجدداً في كل مشاركة ثقافية خارجية نسعى من خلالها لربط الثقافة الإماراتية بثقافات العالم، وبمناسبة احتفاء معرض سيول الدولي للكتاب بالشارقة ضيف شرف وفر المعرض فرصة ثمينة لتعزيز التواصل والتبادل الثقافي بين الإمارات وكوريا عن طريق الفن الذي يعتبر لغة عالمية وتعريف زوار المعرض من مختلف الفئات بثقافات مختلفة ومتنوعة وثرية تحمل في طياتها قصصاً وحكايات تاريخية وشعبية تُعبّر عن بلدين صديقين، كما نأمل أن يكون المشروع مصدر إلهام للتعاون والابتكار في مجال الفن والإبداع يستمر من خلال سلسلة من المشاريع التي تجمعنا مع الأصدقاء في كوريا الجنوبية”.

وفي تفاصيل الإبداعات التي رسم فيها الفنانون الكوريون رؤاهم حول القصص الشعبية والتراثية الإماراتية استوحت الفنانة يون تشوهي عملها من حكاية إماراتية تراثية بعنوان “أخت الغزال” التي تحتفي بقوة الأخوة وتبرز شجاعة الأطفال وصمودهم في تحدي المصاعب حتى وإن كانت أجسامهم ضعيفة كما أنها تشير إلى أهمية اللطف في التعامل مع الأطفال وإن كانوا غرباء عنا، في حين أعاد مون جيون جين قصة “جزيرة الواق واق” التي كانت ترويها الجدات الإماراتيات لأحفادهن وبأسلوب قصصي جذاب يعبّر عن أهمية تحمّل المسؤولية عن أفعالنا وتعزيز ثقة الأطفال بقراراتهم التي يتخذونها.

أما “الرجل البومة” وهي قصة أسطورية من التراث الشعبي الإماراتي التي اختارها الفنان تشو يونغ لرسم أحداثها برؤيته الخاصة، فتدور أحداثها في الصحراء الإماراتية وتروي حكاية سيدة اسمها “شمسة” تتمنى أن تكون مع زوجها “مطر” لكن رغبتها تتعارض مع إصرار إخوتها على أن تلد في البيت الأصلي لأسرتها.

ومن الحكايات المتوارثة في الإمارات والتي كانت تنشر الفرح والتعليم بين الأطفال تبرز قصة “بعير بلا رأس” التي تعكس دور الجمل في حياة الإماراتيين وتاريخهم وقدّمتها بأسلوب فني مبتكر الفنانة الكورية كيم سيناي. أما قصة “زنفر خنفر” فروتها الفنانة جو سونا بطريقة مشوقة ومرحة ولامست فيها قضايا إنسانية شاملة مثل الزواج والغيرة والاستقلالية في اتخاذ القرارات.

وتنوعت رؤى الفنانين الإماراتيين للقصص التراثية والشعبية التي اختاروها من الثقافة الكورية لرسمها بأعينهم وتصورها بالشكل الذي يتخيّلونه حيث قدّمت علياء الشامسي عملاً فنياً حوّلت من خلاله قصة من الموروث الكوري بعنوان “الجنيّة ونجار الأخشاب” بطريقة ممتعة وجاذبة حيث تتلاقى في الحكاية عوالم البشر والجن بفعل الحب والمودة.

ورسمت الفنانة أروى السلامي قصة “دين الطائر الذي لا يُنسى” والتي تناقلتها الأجيال عن بعضها في التراث الشعبي الكوري ونقلت أحداثها إلى لوحة فنية تظهر فيها مواضيعها العميقة التي تبرز معاني التضحية والمسامحة.

وتألقت الفنانة علياء العوضي بعمل فني يروي القصة الشعبية الكورية “هونغبو ونولبو” والتي تُعلّم القارئ قيمة الأعمال الصادقة وعواقب الطرق الملتوية للوصول إلى الشهرة من خلال أخوين يسلكان طريقين مختلفين نحو الشهرة.

وأبدعت الفنانة ريم المزروعي لوحة فنية تعبّر عن روح قصة “كونججي وباتجي” وهي قصة تحمل رسالة التغلّب على الصعاب بالمرونة، بينما قدّم الفنان ناصر نصرالله لوحة تحكي قصة “العروس الحلزون”، داعيا القراء إلى الاكتشاف وتحقيق الأهداف.

12