شراكة سعودية مع أيرباص لتوطين صناعة المروحيات

باريس - عززت السعودية من خطواتها نحو بناء قاعدة قوية من الاستثمارات في مجال الطيران، بعقد أحد أبرز شركات البلاد شراكة مع العملاق الأوروبي أيرباص لتوطين صناعة المروحيات.

وقال فواز العقيل، الرئيس التنفيذي لشركة سكوبا السعودية للصناعات العسكرية للتلفزيون الرسمي، الاثنين إن الشركة “وقعت اتفاقية مع أيرباص لتوطين صناعة طائرات الهليكوبتر المدنية والعسكرية بالمملكة”.

وأُعلنت الاتفاقية على هامش منتدى استثمار سعودي – فرنسي عُقد خلال زيارة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لفرنسا بدأت الأسبوع الماضي.

وتعكس الشراكة الجديدة حرص البلد الخليجي على السير قدما في مسار توطين الصناعات الدفاعية وفي مرحلة لاحقة توطين التصنيع المدني ضمن رؤية طموحة لولي العهد تستهدف تنويع الاقتصاد.

وصرح العقيل بأن أول طائرات هليكوبتر تُنتج في مصانع سكوبا وأيرباص المشتركة في السعودية ستُعرض بعد عامين في معرض الدفاع العالمي، الذي قال إنه سيوضع به “حجر الأساس” للمشروع.

وتُعد سكوبا من أبرز الشركات الدفاعية في السعودية، وهي مملوكة بالكامل لمجموعة “عجلان وإخوانه القابضة”، وتأسست تماشيا مع توجهات رؤية 2030 التي تستهدف توطين الصناعات العسكرية بالبلاد وللمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.

وذكر العقيل أن شركته تتوقع تصنيع أكثر من 100 طائرة هليكوبتر وتوفير 8500 فرصة عمل في السعودية، بفضل خطة تستمر لمدة عشر سنوات.

وأوضح بدون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل أن الشركة تتوقع استثمارات بأكثر من 25 مليار ريال (6.67 مليار دولار) خلال 20 عاما.

وقال التلفزيون الرسمي السعودي، دون التطرق إلى المزيد من التفاصيل، إن “شركات سعودية وفرنسية وقعت 24 اتفاقية في المنتدى”.

ويتزايد رهان الحكومة على قطاع الصناعة عموما لتوسيع آفاق سوق العمل ومواجهة تحديات البطالة، في ظل مناخ الأعمال المستقر وحزم الدعم التي تقدمها الحكومة لتعزيز برنامج التوطين في كافة المجالات ضمن برنامج الإصلاح الهادف إلى تنويع مصادر الدخل.

وفي أبريل 2022، أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية “سامي”، خلال فعاليات معرض الدفاع العالمي الذي أقيم بالرياض، عن إبرام اتفاقية مع عملاق صناعة الطائرات الأميركية بوينغ بغية تأسيس مشروع “إستراتيجي مشترك في المملكة”.

وبموجب تلك الاتفاقية، سيتم تقديم خدمات الصيانة والإصلاح والعمرة لمنصات الطائرات العمودية.

وكانت سامي وبوينغ قد أسستا في مارس 2018 مشروعا مشتركا يهدف إلى توطين أكثر من 55 في المئة من صيانة وإصلاح الطائرات الحربية ذات الأجنحة الثابتة والطائرات العمودية في السعودية.

وفي خضم هذا الزخم من الشراكات وتطوير قطاع النقل الجوي في السعودية، أكدت أيرباص الاثنين على هامش معرض باريس الجوي أن شركة فلاي ناس قدمت طلبية لشراء 30 طائرة إضافية من عائلة “أي 320 نيو” بقيمة تتجاوز 3.73 مليار دولار.

وكان رئيس شركة طيران الرياض توني دوغلاس قد تعهد بأن تكون الشركة السعودية الناشئة مستدامة من الناحيتين التجارية والبيئية، ونبه إلى أن شركات الطيران التي تتجاهل المخاوف المتعلقة بالمناخ لن يكتب لها النجاح.

وشركة طيران الرياض مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي لديه 620 مليار دولار من الأصول الخاضعة لإدارته.

وجاءت تصريحات دوغلاس في مؤتمر عشية معرض باريس الذي يأتي في وقت تتعرض فيه شركات الطيران لضغوط للوفاء بأهداف الانبعاثات الناجمة عن الصناعة.

وتواجه الشركات ضغوطا قانونية بسبب مزاعم تتعلق بظاهرة “الغسيل الأخضر” التي تتمثل في نشر مؤسسات وشركات معلومات مضللة لإثبات التزامها بمكافحة تغير المناخ.

وقال دوغلاس “في نهاية المطاف ستكون استدامة الطيران التجاري هي التي ستميز بين الفائزين والخاسرين، وأي شخص لا يأخذ الأمر على محمل الجد سيفشل بالتأكيد”.

واستبعد دوغلاس الإعلان عن طلبيات طائرات جديدة خلال معرض باريس الجوي هذا الأسبوع.

لكن مصادر في صناعة الطيران ذكرت أن من المرجح أن توقع طيران الرياض اتفاقا مع جنرال إلكتريك للحصول على محركات لتشغيل طائرات دريملاينر التي تم طلبها مؤخرا.

وكانت الشركة كشفت عن طلبية مؤقتة لشراء ما يصل إلى 72 طائرة بوينغ 787 دريملاينر في مارس الماضي، وكانت هناك تكهنات بإتمام الطلبية خلال هذا المعرض الذي ينعقد في الفترة بين التاسع عشر والخامس والعشرين من يونيو الجاري.