السوداني يثمن دور الصحافة العراقية في مواجهة الإرهاب والفساد

بغداد - وصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم السبت، الصحافة العراقية بأنها شريك فاعل وشاهد على التحولات السياسية التي تشهدها البلاد، معلنا عن حزمة من الإجراءات لفائدتهم.
وقال السوداني خلال حضوره احتفالية نقابة الصحافيين العراقيين بالعيد السنوي للصحافة العراقية ومرور 154 عاماً على إصدار جريدة (زوراء) عام 1869 إن "الحكومة العراقية تتعامل مع الصحافة العراقية على أنها شريك فاعل في مواجهة الإرهاب والفساد، فضلا عن أنها شاهد على التحولات السياسية التي تشهدها البلاد".
وتابع "تطلعنا من أجل دور حقيقي للسلطة الرابعة لترسيخ أركان النظام الديمقراطي يحتم علينا تقديم ما يوفر للصحافي الحياة الكريمة، وألّا يكون لقمة سائغة لمن يستغل الصحافة، وصنّاع الرأي العام لغايات شخصية".
وذكر السوداني "أن الصحافة العراقية تجاوزت كل المحن التي مر بها العراق وعبرت عن هموم العراقيين، ولم تكن وسيلة لنقل الخبر بل كانت أرشيفا لتاريخ العراق وهي شريك فاعل في الكشف عن الكثير من الملفات خاصة ملف الفساد الذي تغلغل حتى أصبح جائحة خطيرة".
وأضاف أن "الصحافة يجب ألا تكون باباً ينفذ منه أصحاب النوايا السيئة الذين يعتاشون على الفوضى والادعاء وتشويه الحقائق لغايات تسقيطية تستهدف عمل الدولة أو تسقيط العملية السياسية، أو اتخاذها وسيلة للابتزاز، وهو أمر نرفضه بشكل قاطع لأنه يسيء لسمعة الصحافة التي تمثل صوت الناس وتعبر عن همومهم وأحزانهم".
ولفت إلى أن "بعض وسائل الإعلام العاملة في داخل العراق وخارجه انهمكت، ببثِّ السلبية، لغايات سياسية أو نفعية، ما تسبب بنفور خارجي حرم العراق من فرص للاستثمارِ والتنمية".
وأكد أن "مسؤولية الصحافة الوطنية والقائمين عليها تنظيم العمل الصحافي، لأنَّ هناك من لا يميزُ بين الحرية والفوضى".
ومرت الصحافة العراقية بمراحل حكمتها الظروف السياسية، فتارة تكون الصوت المعبر عن السلطة الحاكمة، وتارة أخرى تتحكم فيها الأحزاب والمال السياسي، فهناك من يعتقد أن الصحافة في العراق لم تشهد أي فترات ازدهار، إذ تجاذبتها الحكومات المتعاقبة التي كانت تنظر إلى الصحافة على أنها العدو وليست المرآة لتصحيح الأوضاع.
وعمدت الأحزاب والطبقة السياسية إلى تقييد حرية الرأي والتعبير في العراق، وقامت بإغلاق الكثير من المكاتب التابعة لقنوات فضائية، وهناك تقييد أيضا لعمليات النشر.
وقال السوداني إن "الحكومة اتخذت حزمة من الإجراءات لدعم الصحافيين العراقيين وأن الحكومة تفتح أبواب التواصل مع الصحافة التي تنقل الوجه الإيجابي للعراق، ونرفض بشكل قاطع أن يتخذ من الصحافة وسيلة للابتزاز التشهير".
وتابع "وجّهنا هيئة النزاهة، قبل أكثر من اسبوعين، بدراسة مشروع قانون حق الحصول على المعلومة وتقديم الملاحظات بشأنه، من أجل إرساله إلى مجلس النواب".
ومن جانبه، أعرب الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد عن تقديره البالغ للدور الذي تقوم به الصحافة العراقية في العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع العراق وتنوير الرأي العام وتبصيره بحقائق الأمور والدفاع عن مصالح الشعب ومكتسباته.
جاء ذلك في كلمة الرئيس العراقي التي ألقاها نيابة عنه ممثله عدنان إبراهيم محمد.
وأكد الرئيس العراقي أن الصحافيين العراقيين لم يدخروا جهدا في الدفاع عن وطنهم حتى سقط منهم العديد من الشهداء خلال تصديهم للإرهاب ومواجهة كافة أشكال التمييز والتطرف والفكر المنحرف.
وأشار إلى أن الصحافيين العراقيين لم يألوا جهدا في العمل على تحقيق التعايش السلمي في المجتمع والمساهمة بدورهم المهني في إعلاء الديمقراطية.
هذا وقد وجّه السوداني، بإصدار حزمة من الإجراءات والتوجيهات واجبة التنفيذ الداعمة للصحافيين العراقيين والمؤسسات الإعلامية، وذلك بمناسبة العيد الوطني الـ 154 للصحافة العراقية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان اليوم السبت، إن السوداني وجّه الوزارات والمحافظات كافة والهيئات غير المرتبطة بوزارة، بتذليل العقبات وتقديم التسهيلات اللازمة للكوادر الصحافية والإعلامية الحاصلة على رخصة رسمية من هيئة الإعلام والاتصالات، بما ينسجم مع القانون.
ووجّه أيضا الجهات المعنية بتزويد المؤسسات الإعلامية بخدمة الإنترنت بأسعار مدعومة، وكذلك إعادة النظر بالحوالات المالية الخاصة بوسائل الإعلام في ما يخص (الأقمار الصناعية) للقنوات والمكاتب الإعلامية، بما يخدم الواقع الإعلامي في العراق، وذلك استنادا لقانون البنك المركزي العراقي وتعليمات الرقابة على التحويل الخارجي.
وبهدف تسهيل إجراءات تنقل الكوادر الصحافية والإعلامية الحاصلة على رخصة رسمية، فقد وجه السوداني جميع نقاط التفتيش والمفارز الأمنية المرابطة بين المحافظات كافة، لتنفيذ ذلك، كما وجه بتقديم التسهيلات اللازمة والتعامل بشكل أكثر انسيابية لمرور كوادر الصحافيين ومنتسبي المكاتب الإعلامية ومعداتهم الخاصة في المطارات العراقية، وكذلك إجراء التسهيلات بمنح سمات الدخول للصحافيين العاملين في المكاتب والقنوات الإعلامية وتسهيل إجراءات إقامتهم في العراق، استناداً لقانون إقامة الأجانب رقم (76) لسنة 2017.
وفي مجال الدعم المتواصل، وجه رئيس مجلس الوزراء بتسهيل إنجاز معاملات الضمان الاجتماعي الخاصة بالكوادر الصحافية العاملة، في مختلف المؤسسات الإعلامية، كما وجه بإعادة النظر بأجور الماء والكهرباء المفروضة على القنوات والمكاتب الإعلامية، وأيضاً أجور وقود المولدات.
وأشاد مؤيد اللامي نقيب الصحافيين العراقيين رئيس اتحاد الصحافيين العرب بالدور الذي يقوم به الصحافيون العراقيون في نشر الحقائق والمعلومات والدفاع عن وطنهم والمساهمة في كل ما من شأنه الدفع به قدما إلى الأمام، مستعرضا دور الصحافيين المشهود في العراق في مواجهة الإرهاب والتطرف والعنف بكل قوة وشجاعة حتى سقط منهم العديد من الشهداء.
وقال اللامي - في كلمته خلال الاحتفال بعيد الصحافة العراقية الـ 154 - إن ما قام به الإعلام العراقي من نقل للصورة الحقيقة لما يشهده العراق من أمن وسلامة واستقرار كان باعثا على الدفع قدما بمسيرة التنمية والبناء وجذب الاستثمارات إلى العراق وزيادة زيارات الوفود له.
وأضاف أن العراق لا يوجد فيه سجين رأي واحد في قضايا نشر، مشيدا بدور الصحافيين في الدفاع عن وطنهم ومساندتهم له في قضاياه ومواجهتهم للعنف والإرهاب.
وتابع أن الصحافيين العراقيين لهم دور كبير الآن في إعداد مستقبل أفضل للأجيال القادمة عبر المساهمة في مسيرة البناء ومواجهة الفساد والتعبير عن آمال وطموحات الشعب العراقي.
وقام رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني - في ختام الاحتفال - بتكريم أسر شهداء الصحافة بمنحهم دروعا بهذه المناسبة.
وأعدت نقابة الصحافيين العراقيين كرنفالات فرح بمشاركة العشرات من الوفود الصحافية العربية والأجنبية للاحتفال بعيد الصحافة العراقية فضلا عن عقد اجتماع على هامش المناسبة للأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب.
وأشادت عشرات الشخصيات العربية والمحلية الصحافيين العراقيين عيدهم الرابع والخمسين بعد المئة، بالإعلام العراقي ودوره الفاعل في نقل الاحداث ومواكبتها في ظل الكثير من التحديات.
وكانت حماية حرية التعبير ودعم الصحافيين في الحصول على المعلومة وتأمين حمايتهم هو أبرز ما تسعى نقابة الصحفيين لتحقيقه.
وما زال الصحافي في العراق منذ سنوات يواجه العديد من المخاطر والتحديات وسط مطالبات بضرورة تفعيل قانون حماية الصحافيين وتسهيل مهامهم في تغطية الاحداث والبحث عن الحقائق.