يونيسيف: الأطفال في السودان يتحمّلون أكبر عبء في الأزمة الحادة

الخرطوم - أكد المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عمار عمار لفرانس برس أن “الأطفال يشكّلون أكثر من نصف عدد سكان السودان” المقدّر بـ45 مليون نسمة.
ووفق تصنيف المنظمة، الطفل هو كلّ من لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر.
وحذّرت ممثلة يونيسيف مانديب أوبراين من أن “مستقبل السودان على المحك، ولا يمكننا أن نقبل الخسارة والمعاناة المتواصلة لأطفال هذا البلد”، مضيفة “الأطفال عالقون في كابوس بلا هوادة، يتحمّلون العبء الأكبر لأزمة عنيفة لم يكن لهم أي دور في اندلاعها”.
وأسفت لأن هؤلاء باتوا أسرى “النيران، مصابين، يتم استغلالهم، نازحين ويواجهون الأمراض وسوء التغذية”.
وأكدت يونيسيف أن أكثر من مليون طفل نزحوا في الشهرين الماضيين جراء النزاع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن زهاء 25 في المئة منهم موجودون في إقليم دارفور.
وقالت المنظمة إن “أكثر من مليون طفل نزحوا جراء شهرين من النزاع في السودان”، مشيرة إلى أنها تلقت تقارير تفيد بـ”مقتل أكثر من 330 طفلا وإصابة أكثر من 1900 آخرين”.
وحذّرت من أن الكثيرين غيرهم يواجهون خطرا جسيما جراء النزاع الذي اندلع في 15 أبريل الماضي بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وتسبب النزاع في مقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
الأطفال في السودان عالقون في كماشة متعددة الفكوك؛ النيران، الاستغلال، النزوح، الأمراض، سوء التغذية
كما تسببت المعارك، التي تتواصل دون أن يلوح في الأفق أي حلّ، في نزوح أكثر من 2.2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم إلى دول الجوار، وفق أحدث بيانات منظمة الهجرة الدولية.
وأثّر النزاع على كل مناحي الحياة في السودان، أحد أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك. ويعاني السكان من نقص في المواد الغذائية والخدمات الأساسية خصوصا الطبية منها، إذ أن ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال أصبحت خارج الخدمة.
وكانت يونيسيف حذّرت في أواخر مايو الماضي من أن أكثر من 13.6 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني المنقذ للحياة.
وأعربت المنظمة عن قلقها خصوصا بشأن دارفور، مشيرة إلى أن “انقطاع الاتصالات وعدم إمكان الوصول” إلى الإقليم الواقع في غرب السودان، ويشكّل نحو ربع مساحته، يجعلان الحصول على معلومات دقيقة مهمة صعبة.
وتشير تقديرات المنظمة إلى “أن 5.6 مليون طفل يعيشون في الولايات الخمس لدارفور، ويقدّر أن نحو 270 ألفا منهم باتوا نازحين جددا بسبب القتال”.
وتثير الأوضاع في دارفور قلقا متزايدا في الآونة الأخيرة، إذ حذّرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده الإقليم قد يرقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”.
واعتبر مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث أنه يتوجب اجتراح حلول تحول دون وقوع “كارثة إنسانية جديدة” في دارفور الذي عانى على مدى عقدين من نزاع دامٍ أودى بحياة 300 ألف شخص وهجّر أكثر من مليونين ونصف المليون شخص، وفق المنظمة الأممية.