التصعيد سيد الموقف في السودان بعد مرور شهرين على اندلاع الصراع

الحرب التي تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والطائرات الحربية حولت العديد من أجزاء البلاد إلى مناطق "منكوبة".
الخميس 2023/06/15
دخان الحرب لا يزال ينذر بالمزيد

الخرطوم - قصفت طائرات حربية الأربعاء مدينة الأبيض في جنوب السودان، وفق شهود، مع انتهاء الشهر الثاني من النزاع بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، غداة تحذير الأمم المتحدة من حصول "جرائم ضد الإنسانية" في إقليم دارفور.

وحوّلت الحرب التي تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والطائرات الحربية، العديد من أجزاء البلاد إلى مناطق "منكوبة". وقال أحمد طه، أحد سكان الخرطوم، الأربعاء "أصبحنا بلا طعام ولا شراب ولا دواء.. الرصاص والدانات في كل مكان". وأضاف "أي منطقة في السودان الآن أصبحت منكوبة".

وصرّح مواطن آخر في الخرطوم الأربعاء "لا نعرف ما هي نهاية هذه الحرب.. فقط ندعو الله أن يرفع البلاء". وذكر شهود في مدينة الأبيض أن طائرات تابعة للجيش نفذت "غارات جوية للمرة الأولى في محيط الأبيض"، عاصمة ولاية كردفان والواقعة على بعد 350 كيلومترا جنوب الخرطوم والتي تطوقها قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب.

وفي الخرطوم، قال مسؤول عسكري، طلب عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس إن قوات الدعم السريع استخدمت في هجومها الثلاثاء على سلاح المدرعات "طائرات بدون طيار، ما يثير شكوكا، من أين حصلوا عليها؟".

◙ توقعات بأن تكون قوات الدعم السريع قد حصلت على دعم لوجيستي من مصنع اليرموك للصناعات العسكرية بجنوب الخرطوم

في المقابل، أكدّ مصدر من قوات الدعم السريع "حصلنا عليها من مراكز الجيش التي سيطرنا عليها". ويرى خبير عسكري أن هذا التطور "سيكون له أثر على سير الحرب"، متوقعا أن تكون قوات الدعم السريع "حصلت عليها من مصنع اليرموك للصناعات العسكرية" في جنوب الخرطوم.

وتدور منذ الخامس عشر من أبريل معارك طاحنة تتركّز في الخرطوم وفي إقليم دارفور الذي عانى بدوره على مدى عقدين من النزاعات الدامية في عهد الرئيس السابق عمر البشير. وأسفر القتال عن مقتل أكثر من 1800 شخص، حس مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح "أكليد"، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

ووفق أرقام الأمم المتحدة، تسبّب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص، بينهم أكثر من 900 ألف فرّوا من العاصمة بسبب العنف، وأكثر من 475 ألفا لجأوا إلى البلدان المجاورة. وأبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار لم يصمد أي منها. لكن الطرفين التزما بشكل كبير بهدنة مدتها 24 ساعة بوساطة أميركية - سعودية انتهت صباح الأحد، أفاق سكان الخرطوم بعدها على تجدد المعارك.

وقالت السودانية سهى عبدالرحمن التي تقيم في العاصمة "نحن نعاني، نعاني من ويلات الحرب، ولا يعلم بحالنا إلا الله". والاتصالات صعبة مع السودان بشكل عام، والمعلومات عما يجري عن الأرض غير متوافرة بدقة من مصادر مستقلة، لاسيما من دارفور في غرب البلاد. ويعاني السودانيون من أزمات متعددة؛ من نقص في الوقود والمواد الغذائية والسيولة. وحذّر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس الثلاثاء من أن أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور قد ترقى إلى "جرائم ضد الإنسانية".

 

• اقرأ أيضا:

            العالم لا يرغب في حرب في السودان

2