واشنطن: طرفا الصراع لا يتعاملان بجدية مع الوساطة

واشنطن- قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء إن طرفي الصراع في السودان لا ينتهزان فرصة محادثات جدة التي بدأتها الولايات المتحدة والسعودية بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، في إشارة واضحة إلى أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا يتعاملان بجدية مع الوساطة الأميركية – السعودية في غياب ضغوط قوية عليهما.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث للصحافيين في واشنطن شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة تُجري حاليا مشاورات مع السعودية ودول عربية وأفريقية بهدف التوصل إلى مسار للمضي قدما وتأمل في الإعلان عن نهج موصى به في الأيام القليلة المقبلة.
وتابع قائلا “نعتقد بأننا قدمنا لهما كل الفرص المتاحة. لقد اخترنا هذا المكان لنتيح لهما المحاولة والالتقاء معا ومحاولة إيجاد طريقة للمضي قدما لا تفضي إلى نتيجة تقوم على العنف أو الهيمنة العسكرية”.
◙ القتال امتد ليشمل أجزاء أخرى من السودان، ولاسيما مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور حيث أعلن ناشطون مقتل 1100 شخص
وأضاف “من الواضح أنهما لا ينتهزان (الفرصة التي تتيحها) هذه الصيغة التي قدمناها لهما. الطريقة التي اتفقا عليها في البداية غير ناجحة فيما يتعلق بهذه العملية التدريجية الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية”.
ولم تفض محادثات جدة إلى وقف دائم للقتال وزادت حدة الاشتباكات بمجرد انتهاء سريان وقف لإطلاق النار يوم الأحد.
وقال المسؤول الأميركي إن الجيش رفض تمديد وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة.
وهزت الضربات الجوية والقصف المدفعي وإطلاق نار العاصمة الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، مما أدى إلى مقتل مدنيين.
واستمرت أعمال العنف في بعض مناطق الخرطوم الاثنين بينما أشار سكان إلى وجود حالة من الهدوء النسبي. ويتسبب القتال في أزمة إنسانية كبيرة للمدنيين مع انقطاع الكهرباء والمياه في الكثير من الأحيان.
وقالت الأمم المتحدة الخميس الماضي نقلا عن إحصاءات حكومية إن 866 شخصا على الأقل قُتلوا وأصيب أكثر من ستة آلاف في القتال.
وصرح مسؤول كبير آخر بالخارجية الأميركية للصحافيين بأن هناك “إدراكا بدأ يلوح في الأفق” بين طرفي الصراع بعدم وجود حل عسكري مقبول. وقال المسؤول إن هذا لم يُترجم بعد إلى استعداد لاتخاذ خطوات ملموسة لوقف إطلاق نار لفترة أطول ووضع حد نهائي للأعمال القتالية.
وقال المسؤول الثاني إن الولايات المتحدة تتساءل إلى أي مدى يمكن أن تؤدي محادثات جدة إلى وقف أوسع للأعمال القتالية، وتدرس ما إذا كان لها أن تقلص المحادثات وتركز على المساعدات الإنسانية.
866
شخصا على الأقل قُتلوا وأصيب أكثر من ستة آلاف في القتال
وأضاف المسؤول “هذا شيء نتحدث عنه بنشاط مع الشركاء”.
وقال إن طرفي الصراع لم يتلقيا الكثير من الدعم الخارجي حتى الآن رغم المخاوف من أن يجتذب الصراع جهات أجنبية، مضيفا أنه يجري العمل لإبقاء الوضع على ما هو عليه الآن.
وقال المسؤول الأول “أعتقد أن شركاءهما السابقين مصدومون إلى حد ما. الجميع مصدومون، لا أحد يمكن أن يصدق أن أحدا سيتصرف بهذه الطريقة الانتحارية. وهم قلقون بشأن التأثير على بلدهم ومنطقتهم”.
وقالت قوات الدعم السريع الثلاثاء إنها سيطرت على قاعدة أم دافوق العسكرية بالقرب من الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى.
ولم يتضح بعد حجم الخسائر التي تكبدها الجانبان لكن الجيش وقوات الدعم السريع لم يثبتا تفوقهما على ما يبدو.
وامتد القتال ليشمل أجزاء أخرى من السودان، ولاسيما مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور حيث أعلن ناشطون مقتل 1100 شخص.
وسمحت اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة بوصول بعض المساعدات الإنسانية إلى البلاد، لكن وكالات إغاثية ذكرت أن القتال والإجراءات البيروقراطية والنهب لا تزال تعرقل وصول المساعدات.