توم ستوبارد ينال جائزة "توني" للمرة الخامسة في تاريخه

"ليوبولدشتات" و"بارايد" مسرحيتان عن معاداة السامية تتوجان بجائزتين في برودواي.
الثلاثاء 2023/06/13
"ليوبولدشتات" حكاية عائلة يهودية

احتلت معاداة السامية منصة التتويج في حفل توزيع جوائز “توني” المعادلة للأوسكار في برودواي بنيويورك، وذلك بتتويج عملين في هذه الثيمة، التي تلقى علاوة على ثيمة التمييز الجنسي اهتماما بالغا في الثقافة الغربية عموما، بينما كان الكاتب البريطاني التشيكي توم ستوبارد نجم سهرة التتويج الذي ناله أكثر من مرة.

نيويورك (الولايات المتحدة) - فازت مسرحية “ليوبولدشتات” للكاتب توم ستوبارد عن عائلة يهودية خلال الهولوكوست ومسرحية غنائية عن مراهقة تتقدم في السن بسرعة كبيرة بأبرز جوائز “توني” المعادلة للأوسكار في برودواي بنيويورك.

وحصلت “ليوبولدشتات” على أربع جوائز من بينها جائزة أفضل مسرحية، في تكريس جديد للكاتب المسرحي البريطاني البالغ 85 عاماً.

التتويج الخامس

المسرحية تروي في خمسة فصول قصة عائلة يهودية ثرية تعيش في فيينا تنقلب أحوالها مع صعود النازية وحدوث المحرقة
المسرحية تروي في خمسة فصول قصة عائلة يهودية ثرية تعيش في فيينا تنقلب أحوالها مع صعود النازية وحدوث المحرقة

أثناء تتويجه قال الكاتب البريطاني مازحا على خشبة المسرح “تنتابني مشاعر لا يستطيع روبوت محادثة فهمها”، في إشارة ساخرة إلى الإقبال الكبير على أدوات الذكاء الاصطناعي على غرار “تشات جي بي تي” والتي يخشى البعض أن تشكّل خطرا على الابتكار الفني.

وانتهز ستوبارد مثل غيره من الفائزين الآخرين المناسبة لتوجيه تحية إلى كتّاب السيناريو الذين ينفذون إضرابا في هوليوود سعيا إلى تحسين أجورهم والحصول على نسبة أكثر إنصافا من أرباح منصات البث التدفقي.

وبفوز “ليوبولدشتات”، ارتفع عدد جوائز “توني” التي حصل عليها توم ستوبارد إلى خمس، وهو الذي سبق أن شارك في كتابة سيناريو “برازيل” (1985) و”شكسبير إن لاف” (1998) الفائز بجائزة أوسكار.

والكاتب الذي توفي أجداده الأربعة في معسكرات الاعتقال النازية، يروي في المسرحية المؤلفة من خمسة فصول، قصة تجري أحداثها بين عامي 1899 و1955 عن عائلة يهودية ثرية تعيش في فيينا، تنقلب أحوالها رأساً على عقب مع صعود النازية وحدوث المحرقة.

وقد أعلن ستوبارد منذ يونيو 2019 أنه قد انتهى من مسرحيته الجديدة “ليوبولدشتات”، التي عُرضت لأول مرة في يناير 2020 في مسرح ويندهام بإخراج باتريك ماربر. في أكتوبر 2020، وفازت بجائزة أوليفييه لأفضل مسرحية جديدة.

وتوم ستوبارد ، كاتب مسرحي وكاتب سيناريو تشيكي – إنجليزي من مواليد يوليو 1937، وقد ألف العديد من الأعمال في الأفلام والراديو والمسرح والتلفزيون. يغطي عمله مواضيع حقوق الإنسان والرقابة والحرية السياسية، وغالبا ما يتعمق في الموضوعات الفلسفية الأعمق للمجتمع. كان ستوبارد كاتبًا مسرحيًا في المسرح الوطني وهو أحد أكثر المسرحيين أداءً دوليًا في جيله.

ختام موسم كامل

أداء مسرحي يحاكي الواقع
أداء مسرحي يحاكي الواقع

وحصل عمل آخر عن معاداة السامية هو “بارايد” الذي يروي قصة محاكمة وإعدام يهودي أميركي في عشرينات القرن الماضي في جنوب الولايات المتحدة، على جائزتي أفضل إخراج وأفضل نسخة جديدة لمسرحية غنائية.

ومُنحت جائزة أخرى مهمة هي “أفضل مسرحية غنائية” إلى “كيمبرلي أكيمبو” التي نالت خمس جوائز “توني”. وتروي هذه المسرحية قصة مراهقة أصيبت بمرض نادر يتسبب في تقدم سنها قبل الأوان.

أما جائزة أفضل ممثلة في مسرحية فانتزعتها جودي كومر عن دورها في مسرحية “بريما فايسي”، وهي التي يعرفها الجمهور خصوصاً من خلال مسلسل “كيلينغ إيف”. وتجسّد في المسرحية شخصية محامية تدافع عن مرتكبي الاعتداءات الجنسية إلى أن تتعرض هي نفسها لاعتداء من هذا النوع.

توم ستوبارد: تنتابني مشاعر لا يستطيع روبوت محادثة فهمها
توم ستوبارد: تنتابني مشاعر لا يستطيع روبوت محادثة فهمها

وكانت جيسيكا تشاستين (“إيه دولز هاوس”) أبرز منافسات كومر على هذه الجائزة.

وللمرة الأولى حصل ممثلان من اللاثنائيين جندريا هما أكسل نيويل على جائزتين، بفوز أكسل نويل في فئة أفضل دور ثانوي في مسرحية غنائية وج. هاريسون غي في فئة أفضل ممثل في مسرحية غنائية.

وشكلت الحفلة السادسة والسبعون لتوزيع جوائز “توني” التي نقلتها شبكة “سي بي إس” التلفزيونية وتولت تقديمها الممثلة أريانا ديبوز، مسك الختام لأول موسم كامل لبرودواي منذ أن أجبرت جائحة كوفيد - 19 المسارح على الإغلاق لمدة 18 شهرا.

ومن مايو 2022 إلى مايو 2023، شهدت مسارح برودواي 40 عملا جديدا حضرها 12.2 مليون مشاهد وحققت إيرادات بقيمة 1.5 مليار دولار، على ما أفادت أخيرا رابطة “برودواي ليغ” التي تمثل 41 مسرحا.

وفي 2018 - 2019، استقطبت مسارح برودواي 14.7 مليون مشاهد وحققت إيرادات تزيد عن 1.8 مليار دولار.

ومن أبرز ما شهده هذا الموسم إسدال الستار على “فانتوم أوف ذي أوبرا”، أقدم مسرحية غنائية في حي المسرح النيويوركي الشهير وأحد رموزه، بعد 13981 عرضاً في 35 عاماً، بفعل الضعف الكبير في إقبال الجمهور على حضورها بعد الجائحة.

13