"شو قولك".. مناظرات لبنانية في بث مباشر موحد حول مواضيع سياسية شائكة

الهدف الأساس من البرنامج هو إنشاء منصة مستقلة وشاملة للنقاش بمناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الأربعاء 2023/06/07
الشباب قوة تغيير

بيروت - توحدت القنوات اللبنانية "الجديد" و"أو تي.في" و"إن.بي.إن" و"تلفزيون لبنان" ابتداء من يوم الجمعة الماضي في الوقت نفسه عند الساعة التاسعة والنصف مساء لعرض برنامج مباشر ضمن نقاشات تتعلق بالتركيبة المستقبلية للبلد بعيدا عن سطوة الأحزاب أو الأفكار المناطقية والمذهبية.

ويجتمع 30 شابا وشابة من مختلف المناطق والأحزاب تحت لواء الحوار، ببرنامج يحمل اسم "شو قولك"، وهو عبارة عن مناظرة تلفزيونية بين الشبان الثلاثين، يقدمه الإعلامي زافين قيومجيان، ويتطرق إلى أبرز المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتي تشكل مادة خلافية دسمة بين جميع اللبنانيين على اختلاف تنوعهم الثقافي والاجتماعي والسياسي.

وقال زافين إنّ "برنامج شو قولك أجنبي سبق أن نُفذت منه نسخة منه في تونس. هو مناظرة بين مجموعة من الشباب، وأنا أقوم بالإشراف على قوانين تلك المناظرة ليس إلا. نحن في أزمة تاريخية وبحاجة لنسمع صوت الشباب اللبناني، ودعم ثقافة المناظرة وخلق مساحات الحوار في الإعلام". ويتابع المقدم أن "من إيجابيات التجربة أن الشباب يصنع البرنامج، وسيكون هناك نقاش لافت في كل حلقة".

"شو قولك" أول برنامج حواري سياسي من هذا النوع يمتد على مدى 12 حلقة يتم عرضه بشكل أسبوعي في بث موحد

ويُعتبر "شو قولك" أول برنامج حواري سياسي من هذا النوع ويمتد على مدى 12 حلقة، يتم عرضه بشكل أسبوعي في بث موحّد، وذلك ضمن إطلاق مشروع "صنّاع الرأي" الذي تنظمه "مبادرة مناظرة"، التي تعرّف عنها بأنها "جمعية عمل إعلامية إقليمية، تهدف إلى تعزيز ثقافة التناظر والحوار البنّاء، من خلال التلفزيون والراديو وورش العمل". وقد نظّمت هذه المبادرة حتى اليوم أكثر من 100 محادثة تلفزيونية في الدول العربية.

وقال ممثل "مبادرة مناظرة" في لبنان بول أبي إسحق في حديث لمواقع لبنانية محلية إن "الهدف الأساس من البرنامج هو إنشاء منصة مستقلة وشاملة للنقاش بمناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقوم على تزويد الشباب في العالم العربي بمنصات ليعبّروا من خلالها عن آرائهم بغض النظر عن العمر والتوجه السياسي والخلفيات والجنس، من أجل إنشاء مجال عام وفضاء سياسي يتميز بالتطور والتسامح تجاه وجهات النظر المختلفة".

وتابع "هذا البرنامج ضمن مشروع ’صنّاع الرأي’ الذي أطلقته المبادرة وتم تنفيذه أولا في تونس واليوم في لبنان، لتمكين 30 شابا وشابة على مدار سنتين ونصف السنة من خلال تدريبهم والعمل على صورتهم وتوفير منصة لهم للتناظر فيها والتعبير عن آرائهم”. ويؤكد أبي إسحق “تم اختيار المشاركين بعد مسابقة ضمت عددا كبيرا من المرشحين إلى أن وقع الاختيار على هؤلاء الأشخاص من قبل لجنة تحكيم ضمت عددا من الأساتذة الجامعيين والإعلاميين".

وفي الحلقة الأولى من البرنامج، تناظر الشباب حول أطروحة "شو قولك.. الفيدرالية نموذج صالح للحكم في لبنان؟". وأثار موضوع الحلقة جدلا واسعا في لبنان. وكتب مغرد:

 

واعتبر آخر:

 

وأكد معلق:

 

في المقابل أعاد مغردون نشر هاشتاغ #الفيدرالية_هي_الحل. ويترنح اللبنانيون تحت نموذج عيش مشترك أصبح عبئا ثقيلا في ظل أزمات تعصف بالبلاد أدت إلى تصدع اجتماعي ينذر بحرب أهلية.

ويقول لبنانيون إن لبنان يحتاج إلى عقد اجتماعي جديد من أجل إعادة إحيائه، ويرون في الفيدرالية الحل. ويسخر البعض في المقابل من "الفكرة الجميلة"، مؤكدين أنها لن تنجح في بلد ترسخ فيه الانقسام على أسس مناطقية وطائفية ضيقة، أن تتحول تلك الكيانات الفيدرالية إلى دويلات متصارعة.

وبحسب أبي إسحق فإنّ الهدف من هذا البرنامج هو "خلق مساحة شاملة للشباب اللبناني للتعبير عن آرائهم دون أيّ تدخل سياسي أو توجيه من قبل القناة، وعرض القضايا التي تهمهم وتقديمها من وجهة نظرهم وليس بحسب الأفكار المتوارثة أو السائدة".

ويطمح أبي إسحق "أن يكون الشباب قوة قادرة على التغيير، ونأمل من التدريبات التي مرّ بها الشباب أن يكونوا قد تعلموا الكثير من فن الخطابة وصناعة الصورة ومحاربة الأخبار المغلوطة، وأن يكونوا بالتالي يتمتعون بالقدرة على إيصال أفكارهم إلى العامة ولو حتى بتغيير صغير".

واللافت أنّه من ضمن المشاركين، شباب ينتمون إلى أحزاب سياسية، وبحسب أبي إسحق “نريد أيضا لهذه الفئة من الشباب التي تنتمي إلى الأحزاب أن يكون لديها أيضا مجال للتعبير عن آرائها، حتى لو كانت لديهم ميول سياسية معينة، ولكن في إطار مختلف عما هو سائد، فهذه المنصة هي لخلق رؤية بعيدا عن التقليد".

5