الشارقة سفيرة الثقافة العربية في معرض سيول الدولي للكتاب

أعلنت كوريا الجنوبية عن اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف “معرض سيول الدولي للكتاب 2023” لتنضم بذلك إلى قائمة المراكز الثقافية العالمية التي تحتفي بالمشروع الثقافي الحضاري للشارقة، التي باتت تمثل سفيرة للثقافة الإماراتية والعربية في المحافل الدولية.
الشارقة - تحتفي كوريا الجنوبية بالمشروع الحضاري لإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة عبر تنظيم سلسلة فعاليات وجلسات حوارية ونقاشية أمام الجمهور الكوري، تعكس من خلالها راهن وتاريخ الثقافة الإماراتية والعربية وحجم الحراك الإبداعي الذي تشهده، وذلك ضمن برنامج “الشارقة ضيف شرف” الدورة الـ65 لمعرض سيول الدولي للكتاب خلال الفترة من الرابع عشر إلى الثامن عشر من يونيو الجاري.
وبهدف ترسيخ الروابط والشراكات بين الثقافات المختلفة الممثلة في المعرض، يشمل برنامج الشارقة أجندة حافلة بالفعاليات الثقافية والجلسات الحوارية، إضافة إلى تنظيم لوحات الفنون التراثية والمعارض الفنية التي تستعرض جماليات الثقافة الإماراتية، وذلك بمشاركة نخبة من الناشرين والأدباء والفنانين والمفكرين الذين ستتاح لهم فرصة لقاء نظرائهم لتبادل الخبرات وبحث فرص الاستثمار في المعرفة والصناعات الإبداعية.
فعاليات ضيف الشرف
يستضيف جناح ضيف شرف المعرض تحت إشراف هيئة الشارقة للكتاب 12 مؤسسة ثقافية و11 كاتبا ومبدعا وأكاديميا إماراتيا يشاركون في 33 فعالية تسعى إلى تعزيز الروابط بين الثقافتين الإماراتية والكورية، وتشمل ندوات وورش عمل وحفلات توقيع كتب وأنشطة أدبية وفنية.
الشارقة تجسد خلال مشاركتها رؤيتها لتعزيز حضور الثقافة الإماراتية والعربية على المستويين الإقليمي والدولي
تجسد الشارقة خلال مشاركتها في المعرض رؤيتها تجاه تعزيز حضور الثقافة الإماراتية والعربية على المستويين الإقليمي والدولي، وتسعى إلى فتح فرص جديدة للتعاون والتبادل الثقافي وبحث تطوير آفاق الترجمة بين اللغتين العربية والكورية.
وتتيح الشارقة عبر جناحها المجال للتواصل بين الكُتاب والمبدعين من الجانبين وتعرض تجارب الناشرين الإماراتيين وتبرز جهودها في دعم صناعة النشر على المستويين العربي والعالمي.
وقالت الشيخة بدور القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، “لا شيء يفوق قوة الثقافة في بناء علاقات عميقة بين بلدين أو مدينتين، ذلك أن الثقافة يمكن وصفها بأنها البصمة الوراثية للمجتمعات، وما إن تتجانس مع ثقافات أخرى حتى تأخذ من صفاتها وملامحها، لهذا يمثل الاحتفاء بالشارقة فرصة واسعة أمام الحراك الثقافي الإماراتي لتطوير علاقته مع نظيره الكوري، وهو مناسبة للنظر في حجم المعارف والآداب والفنون المترجمة عن الكورية إلى العربية والعكس”.
وأضافت “مهمتنا اليوم أن نتعلم من أجدادنا وعلماء وأدباء العرب والمسلمين الذين زاروا مختلف بلدان العالم وكتبوا عنها وترجموا من آدابها وعلومها، وبنوا نهضتهم الخاصة التي لا يزال نورها يشع حتى اليوم على العالم كله”.
ويتضمن البرنامج جلسات وفعاليات تتناول مواضيع مختلفة في الأدب والشعر والتراث والفن، حيث تنظم مبادرة PublisHer جلسة عن دور المرأة في صناعة النشر في كوريا وأمسيات شعرية تجمع بين شاعرات من دولة الإمارات وكوريا.
وتسلط مختلف الفعاليات الضوء على نقاط التقارب والتاريخ الأدبي بين ثقافتي البلدين سواء في مجال الخط أو الحكايات أو التراث الشعبي والفني والترجمة والأدب النسوي.
وتفتح المشاركة الباب واسعا أمام المثقفين والباحثين لبحث آفاق تطوير العلاقات الثقافية العربية – الكورية، إذ تتناول ورش عمل مصاحبة الفنون الرقمية وتحويل الشعر الشعبي إلى مختارات مكتوبة والمقارنة بين تقنيات فنون الطباعة، فيما تقدم الفرق التراثية الإماراتية استعراضات للفنون الشعبية لتعريف جمهور المعرض على التراث الفني للإمارات.
وتشهد جلسات الحوار والورش مشاركة نخبة من الكتاب والأكاديميين والإعلاميين الذين سيقدمون رؤاهم في مجالات مختلفة من الأدب والفن والثقافة، حيث يلتقي زوار المعرض بالكاتب والروائي سلطان العميمي رئيس اتحاد أدباء وكتاب الإمارات، والشاعرة خلود المعلا والشاعرة نجاة الظاهري والدكتورة عائشة الشامسي والكاتبة أسماء الحمادي والإعلامية عائشة سلطان والكاتبة شيخة الجابري والدكتورة بديعة الهاشمي والروائي والصحافي عيسى يوسف والكاتبة دبي بالهول والباحث في التراث الإماراتي علي العبدان.
إنجاز نوعي
تساهم 13 مؤسسة وهيئة ثقافية في دولة الإمارات بفعاليات احتفاء “معرض سيول الدولي للكتاب” بإمارة الشارقة “ضيف شرف” في المعرض، من بينها دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة واتحاد كتاب وأدباء الإمارات وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون ومعهد الشارقة للتراث وجمعية الناشرين الإماراتيين وجمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ، وهيئة الشارقة للآثار، إضافة إلى المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومجموعة كلمات وبيت الحكمة ودائرة الثقافة وهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة.
فعاليات ضيف الشرف تعزز الروابط بين الثقافتين الإماراتية والكورية وتشمل ندوات وورش عمل وتوقيع كتب وأنشطة أدبية وفنية
وقال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، “لا يمر عام إلا وتسجل الشارقة فيه إنجازا نوعيا جديدا يضاف إلى السجل الذي يفخر به كل عربي، لأنه إنجاز لمشروعها الثقافي الذي يتداخل مع مجمل الحراك الثقافي العربي”.
وأضاف العامري أن احتفاء كوريا الجنوبية بالمشروع الثقافي للشارقة باختيارها ضيف شرف معرض سيول الدولي للكتاب 2023 هو احتفاء بمنجزات دولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد ترسيخ المعرفة أساسا للتنمية والتقدم، واحتفاء بالثقافة العربية وتكريم لكل كاتب وناشر ومؤسسة ممن ساهموا في صياغة مشهدنا الثقافي محليا وإقليميا وعالميا.
ويعد “معرض سيول الدولي للكتاب” من أشهر معارض الكتب في آسيا والعالم، والذي بدأ محليا منذ العام 1954، ثم تطور إلى معرض دولي عام 1995، ويمثل حلقة وصل بين الناشرين والموزعين وخبراء صناعة النشر على مستوى القارة، وتتخذ منه كوريا الجنوبية منصة للتعريف بإسهاماتها في تطوير صناعة النشر اعتمادا على بنيتها التحتية المتطورة في مجال التقدم التقني والعلمي، إضافة إلى التعريف بأوجه الثقافة الكورية التي تتميز بالانفتاح والتواصل مع مختلف الثقافات.
ويذكر أن الشارقة حلت في ديسمبر الماضي ضيف شرف على معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب في المكسيك، محولة أيام مشاركتها في المعرض إلى احتفالية عالمية بالثقافة الإماراتية والعربية، وتصدر جناح الإمارة “ضيف شرف الدورة الـ36 من المعرض” الأجنحة المشاركة على البوابة الرئيسة لإكسبو المدينة، ليفتح أمام الزوار عالما على الأدب العربي وجماليات الخط والموسيقى والتراث.