النيابة الجزائرية تطلب تثبيت حكم سجن الصحافي إحسان القاضي

تحذيرات من "تحول الجزائر تدريجيا إلى زنزانة كبيرة تلتهم الصحافيين الناقدين وكل الأصوات غير الموالية للسلطة".
الاثنين 2023/06/05
الصحافة الجزائرية تعيش أحلك أيامها

الجزائر - طلبت النيابة العامة الجزائرية الأحد من محكمة استئناف في العاصمة تثبيت إدانة الصحافي إحسان القاضي بالسجن خمس سنوات ثلاث منها نافذة.

وتتم محاكمة القاضي (63 عاما)، مدير إحدى آخر المجموعات الصحفية الخاصة في الجزائر والتي تضم “راديو أم” وموقع “مغرب إيمرجنت” الإعلامي، بتهمة تلقي “تمويل أجنبي”. وهو مسجون منذ التاسع والعشرين من ديسمبر، وقد أثار توقيفه موجة تضامن بين زملائه ونشطاء حقوق الإنسان في الجزائر وأوروبا.

وحكم عليه ابتدائيا في الثاني من أبريل بالسجن خمس سنوات، اثنتان منها مع وقف التنفيذ.

يتهم إحسان القاضي بأنه “تلقى أموالا أو هبة أو مزية، بأي وسيلة كانت، من دولة أو مؤسسة أو أي هيئة عمومية أو خاصة أو من أي شخص طبيعي أو معنوي، داخل الوطن أو خارجه، قصد القيام بأفعال من شأنها المساس بأمن الدولة أو باستقرار مؤسساتها”، وفق ما أعلنت محكمة الجزائر حينذاك. كما قضت المحكمة بحل شركته “أنتر فاس ميديا” ومصادرة جميع ممتلكاته، إضافة إلى فرض غرامات عليه وعلى شركاته.

وفي قرار تبناه في الحادي عشر من مايو، طالب البرلمان الأوروبي بـ”الإفراج الفوري وغير المشروط” عن الصحافي، ودعا السلطات الجزائرية إلى احترام حرية الإعلام.

عاملون في الإعلام الجزائري يرون أن الصحافة الجزائرية تعيش أسوأ مراحلها، حيث يتعرض العديد من الصحافيين والمدونين إلى السجن والملاحقات الأمنية

واعتبر مجلس الأمة الجزائري (الغرفة الثانية للبرلمان) قرار البرلمان الأوروبي “تدخلا متواترا مردودا عليه وتماديا في التدخل في الشؤون الداخلية لدولة سيّدة”، وأعرب عن “استهجانه” للنص الذي “فيه مغالطات فظيعة”.

واحتلت الجزائر المرتبة 136 من بين 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” العام 2023. وجمعت عريضة أطلقتها “مراسلون بلا حدود” للمطالبة بإطلاق إحسان القاضي أكثر من عشرة آلاف توقيع.

ونشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية الأسبوع الماضي رسالة مفتوحة للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، وقعها مثقفون وكتاب من مناطق مختلفة من العالم، طالبوا فيها بوضع حد لاعتقال الصحافي الجزائري إحسان القاضي، وباقي معتقلي الرأي.

وحذر الموقعون على الرسالة التي نشرت في جريدة “لوموند” الفرنسية، الرئيس تبون من “تحول الجزائر تدريجيا إلى زنزانة كبيرة تلتهم الصحافيين الناقدين وكل الأصوات غير الموالية للسلطة”.

ووقع الرسالة عالم اللسانيات الأميركي نعوم تشومسكي، والفيلسوف الفرنسي إيتيان باليبار، والجامعية وعضو شبكات دعم جبهة التحرير الجزائرية خلال حرب الاستقلال جويس بلو، والروائي اللبناني إلياس خوري، والشاعر المغربي عبداللطيف اللعبي والفيلسوف التونسي يوسف الصديق، إضافة إلى آني إرنو الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل للآداب، وكين لوتش السينمائي البريطاني، وآخيل مبيمبي المؤرخ الكاميروني، وأرونداتي روي روائية هندية.

ويرى عاملون في الإعلام الجزائري أن الصحافة الجزائرية تعيش أسوأ مراحلها. وبالإضافة إلى القاضي، يتعرض العديد من الصحافيين والمدونين إلى السجن والملاحقات الأمنية.

5