حملة سعودية على تويتر ضد إثارة النعرات الطائفية في الإعلام الرياضي

تجدد النقاش حول التعصب الرياضي في الإعلام وتداعياته وضرورة محاربته مع انتشار مقطع صوتي لإعلامي رياضي سعودي يسيء فيه لإحدى المناطق في المملكة، تسبب بموجة غضب واسعة.
الرياض - دشن ناشطون سعوديون على مواقع التواصل حملة لمحاربة النعرات الطائفية والعنصرية، إثر انتشار مقطع صوتي للإعلامي الرياضي مانع العرجاني يسيء فيه لمنطقة جازان في إطار جدال كروي على موقع تويتر.
وأعلنت السلطات السعودية اعتقال العرجاني، بعد موجة من غضب واسعة على تويتر، وتداول المقطع الصوتي الذي تجادل فيه العرجاني مع مغرد يدعى مشاري الشمري، وكلاهما مشجعان لنادي النصر، قبل أن يتدخل شخص ثالث يدعى أحمد الأمير، ويشتم العرجاني الذي انفجر غضبا بعد ذلك.
ووصف العرجاني الذي ينحدر من منطقة نجران جنوب المملكة، أهالي جازان جنوب المملكة أيضا بأنهم كانوا رعاة عندهم، وزاد بالاستنقاص من أهالي جازان، قبل أن يقوم بشتم والد أحمد الأمير. وزاد العرجاني بتهديده الأمير بضربه في حال مصادفته في ملعب نادي النصر بالرياض، ويعود لشتم قبيلته بالقول: “هذا السلتوح، وش هي قبيلته؟ وش سوّت؟”.
وانتشر المقطع الصوتي على تويتر، مستفزا الناشطين الذين اعتبروا أن انزلاق إعلامي رياضي لهذا المستوى من الطائفية والعنصرية لا يغتفر، وقال مغرد:
وكتب آخر:
وقال ناشط:
man3_al3rjani@
حتى الاعتذار لو صدر منه لا يكفي #مانع_العرجاني_يسئ_لجازان
ورحب متابعون بمعاقبة العرجاني على تصريحاته ومحاسبته، وقال ناشط:
وقالت الشرطة السعودية، إنه جرى القبض على العرجاني لـ”إثارته النعرات القبلية، ونشره محتوى من شأنه المساس بالنظام العام”. ولفتت إلى أنه جرت إحالة العرجاني إلى النيابة العامة لبدء الإجراءات النظامية بحقه.
والعرجاني صحافي رياضي متعاون مع صحيفتي “اليوم” و”البلاد”، كما أنه عضو في الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي.
وجددت الحادثة النقاش حول ظاهرة التعصب الرياضي التي اتخذت أبعادا مقلقة وأفرزت ظواهر تعكر صفو الأجواء الرياضية، وأكد ناشطون أن بعض البرامج الرياضية تتسبب في تأجيج التعصب في الشارع الرياضي السعودي.
وأضافوا أن التعصب الرياضي تجاوز حد المعقول، وتغذيه الأخطاء التي تقع في برامج الرياضية، وأصبح ظاهرة يتعمدها بعض مشاهير إعلام الرياضة سواء في لقاءاتهم أو على حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي للشهرة وزيادة المتابعين.
وكتب مغرد:
وأضاف آخر:
وعلق أحدهم:
وأكد آخر:
وطالب رواد مواقع التواصل، المسؤولين عن الإعلام الرياضي باتخاذ الإجراءات الرادعة ضد مثيري العنصرية والعنف الطائفي في البرامج الرياضية.
ويعتقد مغردون أن ما يحدث من البعض في الإعلام الرياضي السعودي في الأشهر الأخيرة تجاوز الحدود، ولم يعد الأمر مجرد مناكفات إعلامية واستفزازات مقبولة، بل اكتسى ثوب الابتذال وأصبح خارج حدود المنطق ودخل منطقة العبث.
ويقول مراقبون إن ما يحدث من بعض الإعلاميين والصحافيين لا يُسيء لهم فقط، بل للإعلام الكروي السعودي كاملًا ولكرة القدم السعودية ويدور في فلك “تجارة السوشيال ميديا” التي تهدف للبحث عن التفاعل القوي من المتابعين ومن ثم المزيد من الانتشار والتأثير والحصول على الإعلانات والربح المالي.
وإثر الجدل حول الموضوع، أصدر الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، بياناً الأحد، قال فيه إنه خلال الفترة الماضية تم رصد تجاوزات إعلامية تخالف الأهداف التي من أجلها أنشئ الاتحاد، وتم اتخاذ الإجراءات النظامية في حق المخالفين بحسب اللوائح والأنظمة، ومنها إسقاط عضوية عضو قام بالإساءة الصريحة والتميز المناطقي والانتقاص بمنطقة من مناطق المملكة.
وقال البيان، “تابع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي ومن كثب ما يطرح أخيراً من قِبل بعض الأعضاء المنتمين إلى الاتحاد في وسائل الإعلام، ومنها ما يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتابع أنه “في الوقت الذي يؤمن فيه الاتحاد بالدور الكبير الذي يسهم فيه الإعلام الرياضي في المملكة لنقل الصورة الايجابية عن واقع الرياضة في مملكتنا الحبيبة؛ ونقل الرسالة الإعلامية السامية التي تتوافق مع السياسة الإعلامية للمملكة؛ نؤكد أن الاتحاد وبالتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية ذات العلاقة، ماضٍ في اتخاذ الإجراءات النظامية بحق كل مخالف مسجّل عضويته في الاتحاد”.
المقاطع الصوتية على تويتر، تشهد اتهامات متبادلة بين الإعلاميين الرياضيين بشكل مستمر، في ما يخص النزاهة، والعلاقة بلجنة الحكام وغيرها
وتشهد المقاطع الصوتية على تويتر، اتهامات متبادلة بين الإعلاميين الرياضيين بشكل مستمر، في ما يخص النزاهة، والعلاقة بلجنة الحكام وغيرها.
وكان الدوري السعودي انتهى قبل أيام بفوز الاتحاد فيه بعد غياب لأكثر من عشر سنوات، فيما فشل النصر الذي تعاقد الموسم الماضي مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في تحقيق أي بطولة.يذكر أن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، قد أكدت على الضوابط واللوائح تجاه أي تجاوزات أو إساءات أو طرح مسيء عبر منصات الإعلام المختلفة من شأنه أن يؤجج التعصب ويضاعف الاحتقان ويُخرج المنافسات الرياضية عن المسار الذي تستهدفه.
وأقرت الهيئة عدداً من الإجراءات الخاصة بالتعامل مع المخالفات والتجاوزات الإعلامية بحيث تتولى لجنة الالتزام بالهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع النظر والبت في التجاوزات الإعلامية وإيقاع الجزاءات بشكل عاجل.
وتشمل العقوبات غرامات مالية تصل إلى الحد الأعلى المنصوص عليها في نظام الإعلام المرئي والمسموع بما يتناسب مع حجم وجسامة المخالفة؛ كما يتم إحالة التجاوزات الإعلامية الداخلة ضمن اختصاصات الجهات الأخرى لاتخاذ ما يلزم حسب اختصاصها.
وشددت الهيئة وبالتنسيق المباشر مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي على ضرورة التزام القنوات الفضائية والبرامج الرياضية بعدم السماح بظهور أي ضيف ممن أشتهر بوصفه إعلامي إلا بعد الحصول على عضوية الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، وتصنيف مهني من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، إلى جانب إلزام القنوات الفضائية والبرامج الرياضية بوضع آلية محددة تطبق فوراً بما يكفل عدم تكرار الأخطاء والتجاوزات والتعامل معها عند حدوثها، ووضع حد لكل طرح مخالف لضوابط المحتوى الإعلامي بما في ذلك إزالة المحتوى المخالف من تسجيلات الحلقة وعدم عرضها على المنصات الرقمية.
وقالت الهيئة أنها مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي يتطلعان بهذه الإجراءات للنهوض بالإعلام الرياضي وبكل ما يطرح عبر منصات الإعلام والبعد عن السجالات الإعلامية التي تخالف المبدأ الذي يقوم عليه الإعلام المهني؛ مع ضرورة الابتعاد عن كل ما يثير التعصب والاحتقان، مع التأكيد على حرية النقد البنَّاء دون إساءة أو تجريح.