الأردن يترقب مكاسب الربط الكهربائي مع العراق

عمّان - شكل إعلان العراق أن الربط الكهربائي مع الأردن سيبدأ اعتبارا من يوليو المقبل نقطة تحول بالنسبة لعمّان الطامحة إلى جني مكاسب هذه الخطوة بالتزامن مع سعيها إلى استكمال مشروعها مع بقية دول منطقة الشرق الأوسط مستقبلا.
ويؤكد خبراء طاقة أردنيون أن الربط ستكون له آثاره الفنية والاقتصادية الإيجابية للشبكة المحلية وللنظام الكهربائي عموما، بما يعزز فرص استثمار الفائض وتحقيق إيرادات إضافية تدعم به الحكومة خزينة الدولة.
وتعد مشكلة الطاقة في الأردن أحد التحديات الأساسية التي تواجه الاقتصاد، إذ يبلغ متوسط الفاتورة السنوية 6.4 مليار دولار، وهي في ارتفاع مستمر مع الزيادة الاضطرارية في عدد سكان البلاد.
وقالت وزارة الكهرباء العراقية في بيان الأسبوع الماضي إن “الربط ضمن جهود لحل أزمة شح الطاقة الكهربائية في العراق خلال فصل الصيف، وكمرحلة أولى بطاقة 50 ميغاواط”.
وكان يفترض أن يدخل الربط للعمل اعتبارا من مطلع هذا الشهر، ولكن نتيجة لبعض الظروف الجوية وأمور تتعلق بالجانب الأردني تم تأجيله.
وقال المدير العام الأسبق لشركة الكهرباء الأردنية أحمد حياصات إن “الربط الكهربائي ستكون له إيجابياته الاقتصادية، من خلال استجرار طاقة رخيصة”.
وأوضح في حديث مع الأناضول أنه يمكن للدول المرتبطة بهذه المشاريع أن تشتري الطاقة الكهربائية من مصادر أقل كلفة من توليدها محليا، خصوصا في أوقات الذروة واستغلال فرق توقيت أحمال الذروة بين الشبكات.
أما فنيا فيساعد الربط الكهربائي شبكات الدول المرتبطة عند حدوث أية مشاكل طارئة، مثل حدوث الإطفاءات المفاجئة، وقد وقعت هذه الحادثة مرتين تقريبا في الأردن.
وزاد “كذلك، سيسهم الربط في تمكين النظام الوطني من تصريف الطاقة الفائضة على الشبكة، في أوقات معينة، ما يحقق استقرار هذا النظام”.
وبين حياصات أن الأردن من أوائل دول المنطقة التي أنجزت مشاريع من هذا النوع منذ عام 1999 عندما ارتبطت بالشبكة المصرية ثم السورية ثم الفلسطينية.
وبموجب الاتفاق بين الجارين سيزود الأردن العراقَ بألف غيغاواط سنويا، بعد استكمال شبكة الربط بين البلدين، وتتبع ذلك مرحلة ثانية تتيح للجانبين رفع قدرة تبادل الطاقة الكهربائية.
ويتضمن المشروع في مرحلته الأولى، التي تمتد من محطة الريشة إلى منطقة القائم وبطول حوالي 330 كيلومترا، تزويد العراق بنحو 150 ميغاواط.
ووضع البلدان في أكتوبر الماضي حجر الأساس للمشروع المشترك على مقربة من الحدود بين البلدين داخل الأراضي العراقية.
وستشمل خطة الربط لاحقا مرحلة ثانية بنحو 500 ميغاواط، ومرحلة ثالثة بحوالي 900 ميغاواط. ولم يكشف البلدان عمّا إذا كانت هناك مراحل أخرى بعد ذلك.
وقال المدير العام السابق لشركة الكهرباء الأردنية عبدالفتاح الدرادكة إن “الربط الكهربائي مع الشبكات المجاورة هو النموذج الأكثر نجاحا، لتحقيق استقرار النظام الكهربائي في الدول المرتبطة فيما بينها”.
ووصف الدرادكة الربط الكهربائي بأنه “وحدات احتياط حدودية تساعد على توفير ما يعرف فنيا باسم الاحتياطي الدوار في توليد الطاقة، إضافة إلى استغلال أكبر قدر من الطاقة المتجددة في ظل تأخر توفير حلول التخزين”.
◙ مشاريع الربط الكهربائي تعد من أهم الحلول الممكنة إلى جانب مشاريع التخزين، من أجل تعزيز وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة في الأردن
ووفقا لأرقام شركة الكهرباء الأردنية، تراجعت كمية الطاقة المصدرة بنسبة 9.5 في المئة إلى 55.94 غيغاواط ساعة، خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام مقارنة بـ61.8 غيغاواط ساعة في العام الماضي.
وتظهر البيانات أن صادرات الكهرباء ارتفعت بشكل طفيف إلى المركز الحدودي العراقي طريبيل لتبلغ 2.14 غيغاواط، مقارنة مع 2.11 غيغاواط خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الماضي بزيادة قدرها 1.4 في المئة.
وقال عميد الكلية الوطنية للتكنولوجيا أحمد السلايمة للأناضول إن “مشاريع الربط الكهربائي تعد من أهم الحلول الممكنة إلى جانب مشاريع التخزين، من أجل تعزيز وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة في الأردن، في ظل محدودية الشبكة الحالية لاستيعابها”.
وبين أن هذه المشاريع باتت ضرورة ملحة من أجل تمكين استخدام الطاقة المتجددة، في مختلف الأوقات، خصوصا بعد زيادة المشاريع محليا بشكل يزيد فنيا عن قدرة الشبكات.
ويكثف الأردن جهوده لتحقيق أمن الطاقة وخاصة الكهرباء عبر زيادة مساهمة الطاقة المستدامة في مزيج استهلاك الطاقة، في ظل تسارع نمو الطلب وارتفاع مستوى معيشة السكان.
ويتجه البلد، الذي يعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية، إلى تنمية اقتصاده الهش بهدف زيادة حصة الطاقة من المصادر المتجددة إلى النصف في نهاية العقد الحالي، مقارنة مع واحد في المئة عام 2014.