إسرائيل تتخوف من نجاح وساطة عمان في تحقيق التقارب المصري-الإيراني

القدس – ألقت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على مساعي التقارب الأخيرة بين مصر، وكل من إيران وتركيا، مستدعية تحذيرات سابقة من قادة إسرائيل من مغبة تطوير العلاقات بين طهران والقاهرة تحديدا، بعد تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، التي أطلقها الاثنين حول ترحيبه باستئناف العلاقات مع القاهرة خلال لقائه بسلطان عمان هيثم بن طارق.
وقال المرشد الأعلى الإيراني، إن إيران ترحب بتجديد كامل للعلاقات الدبلوماسية مع مصر، ونتجه نحو تطبيع العلاقات بين البلدين بعد عقود من الانقطاع.
وقالت مجلة "يسرائيل ديفينس" التي تصدر عن الجيش الإسرائيلي، إن العلاقات بين إيران ومصر ظلت مقطوعة معظم العقود الأربعة الماضية بعد قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979، ولكن بات الآن بعد الوساطة الأخيرة لسلطنة عمان، التي زار زعيمها طهران بعد زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي، إلى تطبيع العلاقات بين العاصمتين.
وبحسب الإعلام الإيراني فقد أعرب خامنئي عن استعداده لتجديد العلاقات بعد أن “أبدى سلطان عمان استعداد مصر لتجديد العلاقات مع الجمهورية الإسلامية".
وتأتي زيارة السلطان العماني التي استغرقت يومين إلى طهران في أعقاب زيارته الأسبوع الماضي إلى القاهرة، حيث ورد أنه بدأ حملة للتقريب بين الجانبين.
وقال الإعلام الإسرائيلي إنه على مدى العقد الماضي، انخرطت عُمان في حل المشاكل طويلة الأمد بين إيران وخصومها أو أعدائها، وعلى وجه الخصوص، توسطت القيادة العُمانية بين طهران وواشنطن في عام 2013، مما أرسى الأساس لمحادثات ماراثونية توجت بالاتفاق النووي مع إيران في عام 2015.
وتخشى إسرائيل، وفق تحاليل وسائل إعلامها، من عودة العلاقات بين الدولتين الشرق أوسطين الكبيرتين لما لهما من ثقل سياسي واستراتيجي وعسكري كبير في المنطقة وحضارة ضاربة بجذورها عمق التاريخ.
وحذر الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي تامير باردو، في مؤتمر "هرتسليا" للأمن، من التقارب بين إيران ودول المنطقة خاصة السعودية ومصر.
كما حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، حكومة تل أبيب بزعامة بنيامين نتنياهو، من أي تقارب بين مصر وإيران.
ولم تعلق القاهرة رسميا، على تصريحات المرشد أو تؤكد كلام مسؤولين في إيران سابقا بشأن وجود اتصالات تمهد لعودة العلاقات. وصرح وزير الخارجية المصري سامح شكري قبل أيام حول ما يتردد عن وجود مسار مصري – إيراني جديد، قائلا "هذه الأخبار تكهنات لا أساس لها من الصحة"، لكنه شدد على أنه لا شيء ثابت في السياسة.
وذكر أن "علاقة القاهرة مستمرة مع طهران على ما هي عليه، وعندما تكون هناك مصلحة في تغيير منهج ما بالتأكيد نلجأ دائمًا لتحقيق المصلحة”، مشيرا إلى “عدم الثبات في السياسة شيء طبيعي، لأن الهدف منها تحقيق المصلحة، والمتغير يتطلب تقييمًا للعوائد المستفادة منها، وما هو المستقبل من تطوير تلك العلاقات".
ولم تغلق تصريحات شكري بشأن إيران الباب أمام ما تردد على لسان مسؤولين في طهران، بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الذي ألمح من قبل إلى إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الإيراني ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي.
كما اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتسليط الضوء على القرارات الأخيرة التي اتخذتها كلا من مصر وتركيا، بالبدء الفوري في ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
وقالت قناة i24NEWS الإسرائيلية، أن أنقرة عينت سفيراً ذا خبرة كبيرة لدى مصر كقائم بالأعمال، وهو صالح موطلو شن، الذي عمل سابقاً سفيراً لتركيا لدى منظمة التعاون الإسلامي في جدة.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان، الاثنين إن "الرئيس عبدالفتاح السيسي هاتف نظيره التركي رجب طيب أردوغان وهنأه على فوزه بالانتخابات التركية واتفقا على البدء الفوري في ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء".
بينما قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو الأحد إن هناك مسارا إيجابياً يتشكل مع مصر، والعلاقة معها تسير على ما يرام.
وأضاف تشاووش أوغلو "التقينا بوزير الخارجية سامح شكري ثلاث مرات خلال شهر، وسننتقل بعد الانتخابات إلى مرحلة التعيين المتبادل للسفراء، كما أننا نستعد لاجتماع القادة ونعمل على ذلك".