تونس - يؤدي وزير الهجرة البريطاني روبرت جنريك زيارة إلى تونس والجزائر، في مسعى لتقديم كافة إمكانيات الدولة البريطانية والمساعدة في تعطيل عصابات الهجرة غير النظامية وتفكيكها، خشية من تزايد أدفاق المهاجرين نحو أوروبا.

وأكّدت صحيفة “ديلي ميل” أنّ الوكالة الوطنية للجرائم في بريطانيا تستعد للعمل مع تونس والجزائر على تتبع شبكات تنظيم عمليات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا من خلال تبادل المعلومات وتقديم المساعدة للكشف عن هذه العصابات.

ونقلت الصحيفة عن وزير الهجرة البريطاني روبرت جنريك قوله إنّ “بريطانيا ستقوم بإجراءات جديدة للحدّ من عدد المهاجرين غير النظاميين القادمين من أفريقيا نحو أوروبا لأنّها تخشى أن يتسبّب ذلك في ارتفاع عدد المهاجرين الذين يتجهون نحو أراضيها وستكثف جهودها للقضاء على العصابات التي تنظم عمليا الهجرة”.

وأكّدت “ديلي ميل” أنّ وزير الهجرة البريطاني يقوم بداية من الاثنين بجولة تدوم 5 أيام في أفريقيا وأوروبا تشمل تونس والجزائر أين سيقدم كافة إمكانيات الدولة البريطانية للمساعدة في “تعطيل وتفكيك عصابات الهجرة غير النظامية”.

وأعلنت السلطات التونسية الخميس أنها ألقت القبض على منظم عمليات هجرة غير قانونية صدرت بحقه أحكام بالسجن لمدة 79 عاما وكان وسيطا في عملية هجرة قتل فيها عشرون تونسيا إثر غرق مركبهم.

وقال الحرس الوطني التونسي في بيان على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك إن “فريقا مشتركا بين الفرقة الأولى والثانية للاستخبار بإدارة الاستخبارات والأبحاث وفرقة الإرشاد البحري بصفاقس (شرق)، تمكن من إلقاء القبض على منظم عمليات اجتياز صادر في حقه 24 منشور تفتيش وأحكام بالسجن لمدة 79 سنة”.

وأضاف أنه مدان في “قضايا متعلقة بالمشاركة في تكوين وفاق قصد اجتياز الحدود البحرية خلسة الناجم عنه الموت وارتكاب جريمة الاتجار بالبشر من قبل مجموعة إجرامية منظمة”. كما أنه شارك في تنظيم “عملية اجتياز من سواحل مدينة الشابة (وسط) وأسفرت عن مقتل 20 مجتازا تونسيا إثر تعرض مركبهم للغرق”.

وتبعد أجزاء من سواحل تونس أقل من 150 كيلومترا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وتسجل بانتظام محاولات هجرة في اتجاه السواحل الإيطالية غالبية المشاركين فيها من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وكان الحرس الوطني التونسي أعلن في وقت سابق أنه أنقذ أو اعترض “14 ألفا و406 أشخاص بينهم 13 ألفا و138 شخصا يتحدرون من أفريقيا جنوب الصحراء، والباقون تونسيون، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري”. ويناهز هذا العدد خمسة أضعاف ما تم إحصاؤه خلال الفترة نفسها من العام 2022.

وحسب وزارة الداخلية الإيطالية، وصل أكثر من 45 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام الجاري، أي ما يقرب من أربعة أضعاف العدد الذي سجّل العام الماضي خلال نفس الفترة.

ووصل أكثر من 280 مهاجرا على متن عدة قوارب إلى سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية ليل الأحد قادمين من تونس وليبيا، وفق مصادر أمنية.

وذكرت  وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء أن زوارق الدورية التابعة لقوات الشرطة المالية وخفر السواحل، تتبعت القوارب الصغيرة، مشيرة إلى أن المهاجرين قالوا إنهم انطلقوا من تونس وليبيا.

وأفادت نقلا عن مصادر أمنية بأن “المهاجرين يتواجدون الآن في نقطة إمبرياكولا الساخنة، على جزيرة لامبيدوزا”.

وفي تونس،  قالت السلطات الأمنية إن وحدات الحرس البحري ضبطت 162 مهاجرا غير نظامي خلال طلعات جوية يومي السبت والأحد الماضيين على طول سواحل صفاقس الشمالية التي تعد المنصة الرئيسية لانطلاق قوارب الهجرة، وسواحل مدينة الشابة المجاورة.

وقال المتحدث باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي إن المهاجرين كانوا على متن أربعة مراكب حديدية وينحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وشهدت السواحل التونسية منذ بداية العام الجاري موجات هجرة قياسية مقارنة بالأعوام السابقة مع تواتر حوادث غرق مأساوية.

ووفق بيانات وزارة الداخلية الإيطالية وصل أكثر من 24 ألف مهاجر إلى السواحل الإيطالية انطلاقا من السواحل التونسية وحدها منذ بداية 2023 وحتى يوم الثاني مايو الجاري، أي بزيادة تفوق 1000 في المئة مقارنة بـ2201 من المهاجرين خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وتقول الحكومة الايطالية، التي أعلنت حالة الطوارئ الوطنية بسبب التدفقات القياسية للهجرة غير النظامية هذا العام، إنها تعمل على تعزيز تعاونها مع تونس بشكل أكبر للحد من تلك التدفقات.