معارضة إعلامية وإلكترونية لتعبير الفنانين المصريين عن امتنانهم علنا للسعودية

يستمر الجدل بين مستخدمي مواقع التواصل حول تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد الذي أعرب خلال حفل أقامه في جدة عن امتنانه الكبير للسعودية بطريقة اعتبرها البعض تقليلا من شأن بلده، فيما رفض آخرون المبالغة في تفسير تصريحات الفنانين.
القاهرة - أثار المطرب المصري محمد فؤاد غضب الكثيرين في مصر عقب تصريحات له خلال حفل في مدينة جدة السعودية، عبّر فيه عن امتنانه وشكره العميق للمملكة وشعبها بطريقة اعتبرها منتقدون أنها مبالغة كبيرة، ما أثار ردود فعل متباينة وسجالا على مواقع التواصل.
وخلال إحيائه حفلا غنائيا ضخما في موسم جدة 2023، وجه الفنان المصري محمد فؤاد رسالة إلى الجمهور السعودي، حيث قال “حلم أننا نغني لأعظم ناس على وجه الأرض.. السعودية ساكنة داخل قلب كل الوطن العربي.. الشعب السعودي هو من علمنا ماذا يعني أخلاق وكرم، وأحبكم من كل قلبي”، مشيرا إلى حفاوة الاستقبال “والله ممكن أتوقف عن الغناء بعد هذا الاستقبال".
واعتبر البعض ومنهم شخصيات فنية معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، أن تصريح فؤاد وغيره من الفنانين الذين قدموا حفلات مؤخرا في السعودية، لا يسيئون إلى أنفسهم وتاريخهم الفني فقط وإنما يحطون من شأن بلدهم ومكانته التاريخية في نشر وتعزيز الفن والثقافة في العالم العربي.
وكتب المنتج المصري محمد العدل في صفحته على فيسبوك:
وامتد الجدل إلى وسائل الإعلام بين شخصيات معروفة اختلفت في تفسيرها لتصريحات محمد فؤاد، حيث تطرق الإعلامي عمرو أديب، في برنامجه “الحكاية”، على قناة “إم.بي.سي.مصر” إلى الانتقادات التي تعرض لها الفنان محمد فؤاد، وحملة الهجوم عليه.
وقال أديب “ما حصل مع محمد فؤاد حصل مع كل الفنانين الذين سبقوه وغنوا في السعودية.. الفنان هذا حبيبك.. حتى لو قال كلمة زيادة قليلا أو خانه التعبير، يا أخي هذا ابن بلدك.. كل ما نذهب حفلة إلى الرياض يحصل هذا الهجوم على الفنان الذي يحيي الحفل. حصلت 20 مرة.. وكل مرة ننتظر منين سيأتي الضرب.. يحصل هجوم فظيع ومريع على السوشيال ميديا”.
ورأى أديب أن الانتقادات التي يتعرض لها الفنانون لا تخص الأداء الفني، حيث أوضح “كل واحد يذهب ليغني يتقطع حتت (إشارة إلى حدة الهجوم على مواقع التواصل).. ليس لأن الحفلة سيئة ولا الموسيقى ولا المسرح ولا القناة.. يتركوا كل شيء في الحفلة والتعب الذي تم ويتمسكون بكلمة.. وتلف في دوائر وشتيمة غير طبيعية”، معتبرا أن “الهجوم الذي يتعرض له الفنانون لا يحدث إلا في الحفلات التي تُقام في السعودية”.
وتابع “يذهب الفنانون إلى دبي والكويت وتركيا لا أحد يهاجمهم لكن عندما تكون الحفلة في الرياض يحصل هذا الأمر.. ”.
لكن هذا الرأي حول وجود حملات لمهاجمة الفنانين المصريين خلال تواجدهم بحفلات في السعودية، لم يعجب رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، الذي علق على حسابه في تويتر:
يذكر أن اللواء خيرت شكري وكيل جهاز مباحث أمن الدولة المصري السابق قال إن “دون وجود الفنانين المصريين في السعودية للمشاركة في المهرجانات والحفلات التي تنظمها هيئة الترفيه لن يكون لها لون ولا طعم ولا قيمة فنية أو تسويقية”. وتابع “كونك تشارك كفنان مصري ليست جميلة (جميلا) من هيئة الترفيه، لكن شرف عظيم للفن السعودي وتذكرة مرور نحو نجاح هيئة الترفيه، على مستوى الغناء والموسيقى والفن العربي”.
واتخذ البعض موقفا محايدا، وأمسكوا العصا من المنتصف داعين للتهدئة والتخفيف من حدة الهجوم على الفنانين الذين يقيموا حفلات في السعودية، فقد وجه الفنان صلاح عبدالله رسالة عبر حسابه الخاص على فيسبوك قائلاً “رجاء للأصدقاء والزملاء الذين يعرضوا فنهم في المملكة الشقيقة الغالية علينا كلنا.. طبعاً الشكر الجزيل واجب وحق لكرم الضيافة والاستضافة والتقدير الواضح للفن المصري رواده ونجومه وكل عناصره”.
وأضاف “لكن أنتم كمصريين عارفين طبيعة شعبكم وحساسيته فليس مطلوب منكم غير شيء واحد فقط، انتبهوا لكلامكم”.
بدوره، علق الفنان هاني شاكر في تصريحات صحافية على الجدل قائلا إن “محمد فؤاد أكيد لا يقصد ألا يعطي الجمهور المصري قيمته ومن المؤكد أن ما قاله فُهم خطأ”. وأضاف “محمد فؤاد صديقي وأخي وأتمنى من الجمهور أن يسامحه، لأنه يعشق الجمهور المصري”.
وعلى الضفة المقابلة أبدى سعوديون على تويتر احتفاء واسعا بالفنان المصري، واعتبروا أن هناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر، فالسعودية تكرم الفن والثقافة العربية، لذلك تحصد الحب والتقدير من كل الفنانين الذين يحيون حفلات على أراضيها، خصوصا أن بعضهم تم تهميشه لسنوات في بلده مثل محمد فؤاد: وقال مغرد:
وعلق ناشط:
وجاء في تعليق:
ويقول متابعون إن الانتقادات التي تعرض لها الفنانون المصريون، تأتي على خلفية سجالات ورسائل مبطنة تبادلها إعلاميون وكتاب من البلدين قبل فترة حيث تحول الفضاء الإعلامي والرقمي في مصر والسعودية إلى ساحة تراشق لفظي لإعلاميين مقربين من السلطات في البلدين. وأثارت هذه الحرب الكلامية، العديد من التساؤلات والتكهنات بشأن وجود توتر بين القاهرة والرياض.
وفي خضم التراشق المتواصل بين كتاب في البلدين، خرج البعض ليقلل من أهمية تلك التكهنات معتبرا ما يحدث بأنها مجرد “تصريحات فردية لا تعكس واقع العلاقات بين الدولتين”.