شكوك في جدية جبران باسيل لدعم جهاد أزعور في المنافسة على رئاسة لبنان

بيروت - عاد اسم الوزير السابق المقيم في الولايات المتحدة جهاد أزعور ليتصدر قائمة مرشحي المعارضة اللبنانية والتيار الوطني الحر، من أجل منافسة زعيم تيار المردة سليمان فرنجية على رئاسة الجمهورية في لبنان. وتحدثت أوساط لبنانية عن وجود اتفاق مبدئي بين الطرفين على أزعور، بعد أن تراجع التأييد له في الفترة الماضية، لكن متابعين يتشككون في الأمر.

وتقول هذه الأوساط إن بروز اسم الوزير السابق مجددا يعود إلى وصول رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى قناعة بأن حزب الله ليس في وارد تغيير موقفه بشأن دعم فرنجية لتولي المنصب الرئاسي، وهو ما أوضحه الأمين العام للحزب حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة. وقال النائب أديب عبدالمسيح إن "الاتفاق مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مبدئي، بانتظار توافق الجميع عليه، واقتربنا من الوصول إلى 65 صوتاً ومن دون هذا العدد لن ننزل إلى المجلس النيابي لإيصال مرشّحنا”.

وأضاف عبدالمسيح، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن الحزب التقدمي الاشتراكي “معنا وجهاد أزعور هو الأكثر حظًّا وتواصلنا مع البطريرك الراعي في هذا الخصوص وهو سيطلب من فرنسا وقف التدخّل في الاستحقاق الرئاسي، كما أنّ الفرنسيّين أكّدوا أصلاً أنّهم لا يتدخّلون ولا فيتو من قبلهم على أحد". وسيقوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الثاني من يونيو المقبل بزيارة إلى باريس، وسط اعتقاد بأن يطلب الراعي من فرنسا دعم مرشح المعارضة والتيار.

ويرى متابعون أن الحديث الجاري عن اتفاق مبدئي حول أزعور لا يزال مجرد تكهنات، لافتين إلى أن الأقرب أن باسيل يحاول المناورة لا غير، حيث أنه ليس في وارد اختيار مرشح مواجهة مع حزب الله. وقال النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله الأحد إن "المرشح الذي يتداول باسمه هو مرشح مناورة مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه"، داعياً الفريق الآخر إلى التوقف عن هدر الوقت وإطالة زمن الاستحقاق.

وأعرب رعد عن أسفه "لوجود أصوات ترتفع لترشح مثل هؤلاء ليصلوا إلى قصر بعبدا"، قائلا "إننا نريد تفاهما وطنيا وشراكة حقيقية تحفظ البلد الذي نحرص عليه لا مرشحي بدل ضائع، في حين أن التعليمات الخارجية كانت توجه البعض في لبنان الذين يملكون الوقاحة اللازمة للتصريح علناً برفضهم وصول مرشح للممانعة، في مقابل رضاهم بوصول ممثل الخضوع والإذعان والاستسلام". وأضاف النائب رعد "من لا يريد ممثلا للممانعة هو نفسه يقول لنا ‘لنا جمهوريتنا ولكم جمهوريتكم’ ويريد تقسيم البلد".

ويعكس الموقف الصادر عن رعد وجود رفض مطلق لتولي أزعور رئاسة الجمهورية، وأن حزب الله مصر على إيصال فرنجية إلى المنصب. ولا تقف الشكوك في نوايا التيار عند حزب الله بل تطال أيضا حزب القوات اللبنانية الذي يرى أن باسيل غير جاد في طرح أزعور.

وقال رئيس حزب القوات سمير جعجع، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إنّه “تبلّغ معطيات جديدة ومستجدّة من بعض أوساط المعارضة، تشير إلى تبنّي رئيس التيار الوطني الحر ترشيح الوزير السابق أزعور للرئاسة الأولى؛ لكن بعض الضياع القائم على مستوى التيار لا يزال يضيّع المسألة في كليّتها، فيما المفاوضات حاصلة بين جهات من المعارضة وبين باسيل، وليس القوات".

وأضاف "تقول هذه القوى المعارضة إنه وبعد أخذٍ وردّ استمرّ طيلة الأسبوع الماضي، اتخذ باسيل قراره خلال الساعات الماضية في السير بأزعور (بين ليل الخميس وصباح الجمعة). لكنني أطرح شخصياً علامات استفهام حتى أشاهد باسيل في المجلس النيابي ويقترع لمصلحة أزعور للتأكد جديًّا من المسألة".