تونس تحقق نجاحات أمنية في مكافحة الإرهاب

الوحدات المعنية بمكافحة الإرهاب تمكنت منذ سنة 2011 من القضاء على 100 عنصر إرهابي وإيقاف 324 آخرين.
السبت 2023/05/27
حملات تعقّب متواصلة

تونس - أكّد مسؤول أمني في تونس الجمعة تحقيق بلاده نجاحات أمنية في مكافحة الإرهاب بعد ثورة 17 ديسمبر 2010 – يناير 2011 وتدهور الوضع الأمني في البلاد، ما سمح بانتشار نشاط الجماعات الإرهابية.

وأفاد المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي بأن “الوحدات المعنية بمكافحة الإرهاب تمكنت منذ سنة 2011 من القضاء على 100 عنصر إرهابي وإيقاف 324 آخرين عقب تنفيذ 365 عملية ومهمة في إطار مكافحة الإرهاب”.

وأضاف في تصريح لإذاعة محلية أن “من بين الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم عناصر مطلوبة وطنيا ودوليا”.

ووفقا للجبابلي لا تشمل الإحصاءات المواجهات التي شهدتها مدينة بن قردان جنوب تونس، أثناء محاولة جماعات مسلحة موالية لتنظيم داعش الإرهابي اقتحام المدينة في فجر السابع من مارس 2016.

وأوقعت تلك المواجهات 36 قتيلا في صفوف المسلحين و12 في صفوف الأمن والجيش، وأودت بحياة سبعة مدنيين.

تونس تعلن من حين إلى آخر عن تفكيك خلايا إرهابية وإجهاض مخططات إرهابية بعمليات استباقية

وشهدت تونس عقب الثورة هجمات إرهابية دامية خلفت العشرات من القتلى في صفوف الأمن والجيش والمدنيين.

وفي يوليو 2013 تم اغتيال السياسي وعضو المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي عن حزب التيار الشعبي والمنسق العام للحزب والأمين العام السابق لحزب حركة الشعب الذي ينتمي إلى التيار الناصري، وعُرف البراهمي بمعارضته الشرسة لحركة النهضة.

وخلف هجوم على الجيش خلال شهر رمضان 2013 و2014، 23 قتيلا في صفوف الجيش، إضافة إلى الهجوم على متحف باردو في 2015 (خلف 22 قتيلا أغلبهم من السياح) وهجوم إمبريال بسوسة 2015 (38 قتيلا من السياح) وتفجير حافلة للأمن الرئاسي في نفس العام (12 قتيلا في صفوف رجال الأمن) بجانب عمليات خطف وقتل استهدفت مدنيين ورعاة ماشية في مناطق جبلية.

لكن الهجمات انحسرت بشكل كبير بعد نجاح قوات الجيش والأمن في تصفية أغلب العناصر القيادية وتفكيك عدة شبكات.

وبثّ تعيين العميد حسين الغربي آمرا لجهاز الحرس الوطني خلفا للعميد فاضل قزقز، وفق بيان لوزارة الداخلية، الشعور بالارتياح في نفوس الكثير من التونسيين، خاصة لدوره في القضاء على العديد من العناصر الإرهابية في السنوات الماضية.

الإحصاءات لا تشمل المواجهات التي شهدتها مدينة بن قردان جنوب تونس

وأكد الرئيس التونسي قيس سعيد بعد عملية جربة التي لم يتبناها أي تنظيم متطرف أن تونس ستظل آمنة رغم كل التحديات.

وتعلن تونس من حين إلى آخر عن تفكيك خلايا إرهابية وإجهاض مخططات إرهابية بعمليات استباقية، وتعتبر أن ذلك مؤشر جيد على جاهزية قوات الأمن، التي تقاتل منذ سنوات إرهابيين موالين لتنظيمي القاعدة وداعش ويتحصنون بجبال محافظات القصرين (وسط غرب) وجندوبة (شمال غرب) والكاف (شمال غرب) الحدودية مع الجزائر، ولديهم خلايا نائمة داخل المدن.

وقال مدير وحدة تفعيل القرارات الأممية المرتبطة بمنع تمويل الإرهاب في اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب ظافر بن حميدة إنّ القائمة الوطنية للأشخاص والتنظيمات والكيانات المرتبطة بالجرائم الإرهابية تضمّ حاليا 141 شخصا طبيعيا ومعنويّا بعد أن كانت تضمّ 154 اسما.

وأوضح بن حميدة في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الخميس، على هامش دورة تكوينية انتظمت لفائدة الإدارة العامة للجمارك بمدينة سوسة (وسط شرق)، أنّ “اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب قد أصدرت 13 قرارا بالحذف بسبب الوفاة”، لافتا إلى أنّ “قيمة الأرصدة المالية التي تمّ تجميدها في إطار تنفيذ قرارات اللجنة بلغت 650 ألف دينار”.

وبخصوص الدورات التدريبية التي انطلقت اللّجنة في عقدها حول منظومة تجميد الأموال والموارد الاقتصادية والأصول التابعة للأشخاص والتنظيمات المرتبطة بالإرهاب بين بن حميدة أنها “سلسلة من الدورات التكوينية والتحسيسيّة التي انطلقت اللجنة في تنظيمها بالتعاون مع اللجنة التونسيّة للتحاليل الماليّة”.

وتشن قوات الأمن التونسية منذ عام 2012 حملات تعقّب على جماعات مسلحة تنتمي إلى داعش وتنظيم القاعدة في الجبال الواقعة غرب البلاد على الحدود مع الجزائر.

ويجمع الخبراء والمختصون على ضرورة تضافر جهود الدولة عبر مقاربة شاملة في أبعادها التربوية والاقتصادية والاجتماعية حتى تتسنى لها محاربة الإرهابيين الذين يستغلون الثغرات التي يتركها الساسة، حيث لا يمكن للنجاحات الأمنية وحدها أن تكون ذات فاعلية في مواجهة الجماعات المتطرفة.

4