الفرقاء المسيحيون في لبنان في رحلة بحث عن رئيس إصلاحي في مواجهة مرشح الثنائي الشيعي

باسيل يستثمر في الحوار مع المعارضة لتحسين شروط التفاوض مع حزب الله.
السبت 2023/05/27
باسيل يناور

لا تجد التصريحات الإيجابية التي يطلقها التيار الوطني الحر عن المفاوضات القائمة بينه وقوى المعارضة، أي صدى لدى الكثير من اللبنانيين، الذين يتشككون في جدية التيار فعلا في التوصل إلى توافق مع الكتلة المعارضة لتقديم مرشح رئاسي توافقي، معتبرين أن الأخير يناور في محاولة من قبله لجر حزب الله إلى تنازلات لصالحه.

بيروت - يحرص المسؤولون في التيار الوطني الحر على التأكيد أن المفاوضات الجارية مع قوى المعارضة للاتفاق على مرشح إصلاحي لرئاسة الجمهورية، لم تبلغ طريقا مسدودا، وأنها مستمرة، لكن كثيرين يستبعدون حدوث اتفاق بين الطرفين، في ظل شكوك تلف نوايا التيار. ولم تحقق المفاوضات التي انطلقت منذ فترة بين التيار الوطني الحر وقوى المعارضة، يتقدمها حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب، أي تقدم عملي في اختيار اسم المرشح في مواجهة زعيم تيار المردة سليمان فرنجية مرشح الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل.

ويرى متابعون أن فجوة الثقة والتباينات في إدارة المعركة الرئاسية بين الأضداد المسيحيين تحول دون أي اتفاق على مرشح واحد، على الرغم من أن بورصة الترشيحات عادت لصالح الوزير السابق جهاد أزعور. وأعرب التيّار الوطني الحر، الجمعة، عن تفاؤله بإمكانية حصول تقدم، قائلا في بيان له إن “موقفه من الحوار مع المعارضة، وكافة الكتل، إيجابي منذ يوليو الماضي".

وأشار التيار إلى أنّ “ما تغيّر هو الإيجابية بالحوار التي ظهرت عند الكتل المعارضة التي بدأت تترجم بتوافق على الأسماء، على أن يسري قريبا على المقاربة والبرنامج، وعلى أمل أن تشمل هذه الإيجابية كافة الكتل، كي يتمّ التفاهم على رئيس إصلاحي مستقل يجمع اللبنانيين على برنامج إصلاحي سيادي ينقذ لبنان الكيان ويبني لبنان الدولة". وقال عضو تكتل لبنان القوي النائب نيقولا صحناوي في وقت سابق إن الحديث عن انقسام داخل التكتل والتيار حول موضوع رئاسة الجمهورية هو من نسج خيال كاتبيه.

نيقولا صحناوي: التقارب بين التيار والقوات حول موضوع الرئاسة ما زال قائما
نيقولا صحناوي: التقارب بين التيار والقوات حول موضوع الرئاسة ما زال قائما

وأشار صحناوي إلى أن الآراء في "اجتماعاتنا حول الموضوع الرئاسي لم تخرج ولن تخرج يوما عن وحدة موقفنا الذي يزعج كثيرا المراهنين على انقسامنا، أو لنقل المراهنين على إنهاء التيار نضاله التغييري والإصلاحي". وشدد النائب عن تكتل لبنان القوي على "أن التقارب بين التيار والقوات حول موضوع رئاسة الجمهورية ما زال قائما، وأنا أتحدث معكم وإلى جانبي نائب قواتي".

وكانت العلاقة بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر شهدت تقاربا خلال الفترة الماضية، وتحديدا منذ قرار حزب الله اللبناني دعم فرنجية مرشح حركة أمل لرئاسة الجمهورية في لبنان. ويرى مراقبون أن قرار التيار الوطني الحر الانخراط في المفاوضات مع حزب القوات اللبنانية وباقي الطيف المعارض الغرض منه خلق جبهة مضادة لترشيح فرنجية، وإحراج موقف حليفه حزب الله.

وقد جرى طرح اسم الوزير السابق المقيم في الولايات المتحدة جهاد أزعور كمرشح توافقي بين القوى المسيحية المتفاوضة، لكن الأمور لا تزال قيد البحث والدراسة. وقال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مؤخرا إن "لا حل لأزمة الانتخابات الرئاسية إلا بالتوافق على رئيس لا يشكل تحديا لأحد، وغير ذلك إضاعة وقت وخسارة أكثر للبلد".

ولفت باسيل إلى أن علاقته بحزب الله عادية لا فيها القرب الذي كان في السابق ولا القطيعة، مشيرا “نتفق على أمور كثيرة نجدها ضرورية وأساسية لحماية لبنان وللدفاع عنه وللحفاظ على الوحدة الوطنية، ونختلف على أمور أيضا كبيرة وليست بسيطة لأنها تتعلق بالدولة في لبنان وبالوضع الاقتصادي والمعيشي فيه وبالحاجة إلى معالجة مختلفة، هم لا يزالون على رأي مختلف معنا بهذا الموضوع وهذا سبب إشكالا كبيرا وليس صغيرا".

وعن إمكانية التفاوض مع حزب الله لكسر الجمود الرئاسي، أوضح رئيس التيار الوطني الحر أنه "لا توجد إمكانية لمبادرة طالما أنهم متمسكون بموقف واحد، عندما يكون لديهم قبول للحوار الفعلي الذي فيه أخذ ورد ونتيجة، نحن حاضرون وكل دقيقة نعبر عن حفاظنا على عنصر القوة الذي يمثله حزب الله ولا نريد التفريط به، ولا نريد أن يتحداه أي أحد من اللبنانيين ولا نسمح بأن نخسره لبنانيا، لكن بنفس الوقت غير قادرين على الاستمرار بنمط هو بالنهاية نتيجته تدميرية للكيان والوطن والدولة".

ويرى متابعون أن تصريحات باسيل تشي بأنه حريص على إبقاء الباب مواربا مع حزب الله في الملف الرئاسي، وهو ما يعزز موقف البعض الذي يتهم التيار الوطني الحر باستثمار الحوار مع المعارضة لتحسين شروط التفاوض مع الحزب، وأن الحديث عن توافق حيال بعض الأسماء لا يعدو كونه مناورة. ومن غير المرجح أن تتم الدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس للبنان دون تأمين النصاب القانوني لأي مرشح، وإن كانت الأرجحية حتى الآن تميل إلى مرشح الثنائي الشيعي.

اقرأ أيضا: 

لبنان يعارض خطة أممية لدولرة المساعدات النقدية للنازحين السوريين

2