معرض أبوظبي للكتاب يدعم صناعة النشر ويروّج للثقافة العربية

مشاركة واسعة في المعرض الذي صار مركزا إقليميا ودوليا رائدا.
الخميس 2023/05/25
العارضون معفيون من الرسوم

يواصل معرض أبوظبي الدولي للكتاب دعمه لصناعة النشر في العالم العربي واستقطابه لضيوف من المثقفين والفنانين والناشرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، ما ساهم في ترسيخ المعرض منصة دولية لدعم الكتاب وصناعته ونافذة للإطلالة على ثقافات الدول الأخرى.

أبوظبي - تواصل فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب دعها لصناعة النشر، إذ أعلن مركز أبوظبي للغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، الجهة المنظمة للمعرض، عن إعفاء جميع العارضين من رسوم الإيجار والمشاركة بمعارض ومهرجانات الكتاب في إمارة أبوظبي لعام 2023.

وقال رئيس المركز علي بن تميم في بيان إن “إعفاء دور النشر والعارضين والناشرين المشاركين في معارض ومهرجانات الكتاب في أبوظبي للعام الثالث على التوالي، يشكل ركيزة أساسية لتطور قطاع النشر والصناعات الإبداعية محليا وإقليميا وعالميا”. ويسري القرار على معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض العين للكتاب، ومهرجان الظفرة للكتاب.

قوبل قرار إعفاء العارضين من رسوم الإيجار بالترحيب من اتحاد الناشرين العرب ممثلا في رئيسه محمد رشاد الذي أكد أن الإعفاء من رسوم إيجار الأجنحة يسهم بشكل كبير في “تخفيف الأعباء والظروف الاقتصادية الصعبة” التي يمر بها الناشرون.

وكان الاتحاد قد أشار في وقت سابق إلى أن صناعة النشر بالمنطقة العربية عانت، ولا تزال، من تبعات جائحة فايروس كورونا التي توقفت خلالها معارض الكتاب تماشيا مع قيود كبح الجائحة عالميا، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأحبار والورق لاحقا بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية.

كما أعلن مركز أبوظبي للغة العربية فتح باب التسجيل في منح “أضواء على حقوق النشر” بالتزامن مع الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يستمر حتى الثامن والعشرين من مايو الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

دعم النشر والمعرفة

◙ دعم متواصل وفرصة لدور النشر للتعريف بزادها
◙ دعم متواصل وفرصة لدور النشر للتعريف بزادها 

يقدم مركز أبوظبي للغة العربية منح “أضواء على حقوق النشر” للناشرين المشاركين في المعرض ممن يرغبون في شراء حقوق الترجمة أو تحويل الكتب إلى صيغ إلكترونية وصوتية، دعما لجهود ترجمة المحتوى من اللغة العربية وإليها، وتحويل الكتاب الورقي إلى رقمي. وتسعى المبادرة أيضا إلى ترسيخ أطر التعاون بين الناشرين العرب والدوليين، والارتقاء بالمحتوى العربي المتاح عبر مختلف الوسائط.

وساهمت منحة “أضواء على حقوق النشر”، منذ إطلاقها عام 2009، في نشر أكثر من 1035 كتابا ضمن فئات متعددة، بما في ذلك كتب الأطفال والعلوم والتاريخ والعلوم الاجتماعية وغيرها، من خلال أكثر من 140 ناشرا، مما أثرى المكتبة العربية بمؤلفات مترجمة عن عدة لغات عالمية، وفي عام 2022، تلقى معرض أبوظبي الدولي للكتاب طلبات تسجيل من 122 دار نشر من 12 دولة، حيث تم تقديم 135 منحة مالية.

وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب “تعد منحة ‘أضواء على حقوق النشر’ إحدى مبادرات معرض أبوظبي الدولي للكتاب لتطوير صناعة النشر في المنطقة، وتكريس احترام حقوق الملكية الفكرية في العالم العربي، إذ تعد دولة الإمارات رائدة في سن وتطبيق التشريعات التي تحمي هذه الحقوق، ومنذ إطلاق البرنامج لعب دورا رئيسا في تبادل الحقوق وتشجيع الترجمة وإثراء المحتوى العربي، إلى جانب مواكبة التطور التقني المتسارع الذي يشهده قطاع النشر”.

منحة "أضواء على حقوق النشر" إحدى مبادرات معرض أبوظبي الدولي للكتاب لتطوير صناعة النشر في المنطقة
◙ منحة "أضواء على حقوق النشر" إحدى مبادرات معرض أبوظبي الدولي للكتاب لتطوير صناعة النشر في المنطقة

ويمكن لدور النشر المشاركة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب التسجيل وتقديم الطلبات عبر الموقع الإلكتروني إلى هذه المنحة إلى غاية العاشر من  يونيو 2023.

بدورها تشارك جمعية الناشرين الإماراتيين في النسخة الثانية والثلاثين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وتستعرض الجمعية خلال مشاركتها مجموعة ضخمة من كنوز المعرفة والأدب عبر مشروع “منصة للتوزيع” تشمل 438 عنوانا من إصدارات 40 دار نشر محلية ستكون متاحة أمام الناشرين والأكاديميين والمؤلفين وجمهور المعرض، موفرة منبرا لترويج أعمال دور النشر الإماراتية المنضوية تحت مظلة الجمعية، وتحفيز ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع.

وعبر 14300 كتاب تغطي شتى صنوف الإبداع، بما فيها الأدب والرواية والشعر وقصص الأطفال، إضافة إلى الكتب التاريخية والأكاديمية، وتلك التي تعنى بالتنمية البشرية، فضلا عن الكتب المترجمة، وغيرها من منابع المعرفة والثقافة، تعكس “منصة” التنوع الثري في اختصاصات دور النشر الإماراتية، والتزامها بتلبية اهتمامات القراء من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، وإغناء الساحة المعرفية في دولة الإمارات، بما يسهم في تعزيز دور قطاع النشر في خدمة التنمية المجتمعية والثقافية والاقتصادية.

وقال عبدلله الكعبي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، “نؤكد من خلال مشاركتنا في هذا الحدث المميز مواصلة مسيرتنا، في الجمعية، نحو تعزيز المشهد الثقافي والفكري في دولة الإمارات، وترسيخ مكانة الناشر الإماراتي وتوسيع حصته من سوق النشر المحلية والعالمية، فضلا عن التزامنا بأداء رسالتنا في ترسيخ ثقافة القراءة سلوكا يوميا لدى جميع شرائح المجتمع”.

وأضاف “يجمع معرض أبوظبي للكتاب تحت مظلته قطاعات النشر الإقليمية والمعنيين بهذه الصناعة من شتى أنحاء العالم، ما يتيح فرصة ثمينة أمام أعضائنا للتواصل معهم والاطلاع على أحدث اتجاهات النشر العالمية، وعقد الشراكات التي من شأنها الإسهام في تعزيز أعمالهم ونموها، وصولا إلى النهوض بصناعة النشر الإماراتية ورفد الصناعات الإبداعية في الدولة”.

وسيتيح المعرض للناشرين الإماراتيين فرصة المشاركة في جلسات بيع وشراء الحقوق التي ستجمعهم مع الناشرين المشاركين من البلدان الأخرى، إذ سيشارك أعضاء الجمعية في اجتماعات مع الناشرين الأتراك، والصينيين، واجتماعات مع الناشرين الدوليين.

كما سيستكشفون خلال اجتماع عمل جماعي مع الناشرين الدوليين التطابقات المحتملة لمعاملات حقوق النشر، فضلا عن مناقشة الكتب التي يرغبون في بيع أو شراء حقوقها، ما يجعل هذه الجلسات بمثابة منصة للناشرين الأعضاء لإقامة شراكات تحقق منافع متبادلة. وستشارك الجمعية على مدار فترة المعرض في عدة جلسات وورشات عمل متخصصة ثرية تغطي كوكبة من المواضيع المتعلقة بصناعة النشر.

مشاركة دولية

◙ المعرض مناسبة للتعرف على ثقافات وألوان أخرى
◙ المعرض مناسبة للتعرف على ثقافات وألوان أخرى 

تشارك العديد من الدول في الدورة الحالية من المعرض على غرار سلطنة عمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب. وتأتي هذه المشاركة في إطار العلاقات الثقافية القائمة بين البلدين التي تتميز بعمقها ومتانتها.

وتحرص سلطنة عمان على رفد جناحها بمجموعة متنوعة وقائمة موسعة من عناوين الكتب والإصدارات المتعددة، إلى جانب عدد من الإصدارات لجهات ومؤسسات حكومية وخاصة ومؤسسات المجتمع المدني.

ويشهد جناح سلطنة عمان إقبالا كبيرا من قبل الزوار بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم الثقافية والفكرية، كما يلاقي الجناح اهتماما من قبل المؤسسات الأكاديمية والبحثية التي تسعى لاقتناء الكتب والإصدارات العمانية المتنوعة بشتى مجالاتها المعرفية. كما تشارك في المعرض جمهورية الصين الشعبية بجناح مميز ينقل للزوار أبرز ملامح الثقافة والتراث الصينيين.

سلطنة عمان تشارك ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب في إطار تعزيز العلاقات الثقافية القائمة بين البلدين
◙ سلطنة عُمان تشارك ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب في إطار تعزيز العلاقات الثقافية القائمة بين البلدين

وقال أحمد السعيد، المدير التنفيذي لبيت الحكمة للثقافة الصيني، في تصريح له “المشاركة الصينية هذا العام هي الأكبر في تاريخ المشاركات الصينية بمعرض أبوظبي للكتاب بعد مشاركتها في عام 2017 كضيف شرف”.

وأضاف "تؤكد المشاركة الصينية في المعرض أهمية العلاقات التاريخية والثقافية المميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الصينية، من خلال مشاركتها بوفد كبير يتألف من 40 مشاركا من المسؤولين والناشرين والمثقفين وكتاب من مختلف أنحاء الصين الشعبية، إضافة إلى مشاركة ثمانية برامج وفعاليات ثقافية ومهنية وأكثر من 50 دار نشر صينية تنوعت مشاركتها بين أكاديمية وتعليمية وأدبية وغيرها، وتعد هذه المشاركة الأكبر لها في أي معرض دولي".

وأشار السعيد إلى تنوع المشاركة الصينية بفعاليات مختلفة، منها ندوة عن تبادل حقوق النشر وندوة حول تجربة الصين في النشر الذاتي ومستقبله، إضافة إلى "ملتقى حقوق النشر العربي الصيني" و"منتدى حوار الحضارات الآسيوية - التعاون العربي الصيني في مجال النشر - آفاق وفرص"، بحضور متحدثين صينيين.

كما يشارك أكثر من 700 كتاب مترجم من اللغة الصينية إلى اللغة العربية و300 كتاب لتعليم اللغة الصينية، لكون مدارس الإمارات حافلة بمدارس تعليم اللغة الصينية.

وبين السعيد أن الجناح الصيني يشهد إقبالا كبيرا جدا وخاصة من الطلبة الإماراتيين للتعرف على الثقافة الصينية، حيث تتميز المشاركة بأنها الأكبر بالنسبة للصين في المنطقة العربية والشرق الأوسط، لكون دولة الإمارات واحدا من المراكز الثقافية المهمة في منطقة الشرق الأوسط .

كما سيشهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب إطلاق سلسلة إصدارات صينية مترجمة للعربية تضم عشرة إصدارات تعرض لأول مرة بالعربية، بحضور المترجمين والناشرين المشاركين إلى جانب فعاليات متنوعة، فضلا عن لقاءات واجتماعات للوفد الصيني المشارك وممثلي دور النشر الصينية مع مسؤولي مركز أبوظبي للغة العربية لمناقشة مشاركة المركز في معرض بكين للكتاب وسبل التعاون بين المعرضين. كما سيزور الوفد الصيني عددا من معالم أبوظبي الثقافية والحضارية.

ويعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب منبرا ومنصة إقليمية ودولية رائدة، تجمع سنويا أقطاب صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط، ويصاحبه برنامج ثقافي مهني وتعليمي وحفلات توقيع إصدارات الكتب.

 

12