قيادي اخواني أسرته الدعم السريع يكشف كيف أشعل الاسلاميون الحرب في الخرطوم

الخرطوم – كشف رئيس حزب دولة القانون الإسلامي محمد علي الجزولي وهو أيضا عضو اللجنة العليا لنداء أهل السودان في اعترافات عن تفاصيل مخطط الانقلاب الذي قادته جماعة الإخوان المسلمين بالتواطؤ مع الجيش في الخامس عشر من أبريل الماضي، والذي أدخل البلاد في دوامة من حرب لا يعرف متى وكيف ستنتهي.
وفي مقطع فيديو نشرته قوات الدعم السريع عبر صفحاتها على فيسبوك وتويتر مساء الثلاثاء، أكد الجزولي الذي ألقي القبض عليه الأسبوع الماضي ضمن عدد من قيادات الحزب، أنه ينتمي لتنظيم داعش الإرهابي وأنه كان يوالي زعيمه السابق أبوبكر البغدادي الذي قتل في قصف أميركي في سوريا قبل سنوات.
وكشف الجزولي، أن معارضتهم للاتفاق السياسي الإطاري الذي جرى توقيعه بين العسكر والمدنيين في الخامس من ديسمبر الماضي، أصبحت علنية في 15 من الشهر نفسه، واعترف بأنهم بدأوا حملة واسعة لإسقاط هذا الاتفاق لما يمثله من خطر على مصالحهم.
واعترف زعيم حزب دولة القانون والتنمية عن اتصالات سرية مع الفريق الأول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان بوساطة من اللواء حسن البلال للقيام بما يلزم للانقلاب على الاتفاق، الذي كان يهدف إلى التمهيد لإجراء انتخابات والتحول للحكم المدني.
وقدم الجزولي نظرة ثاقبة عن أحداث مروي، والتي شاركها معه الشيخ علي كرتي، وهو أحد القيادات في جماعة الإخوان المسلمين في السودان والأمين العام المكلف للحركة الإسلامية.
وتحدث عن دور كرتي في تأجيج الأوضاع قائلا "بأن الكرتي أكد بأن وصف البرهان لقوات الدعم السريع بأنها قوات متمردة بداية إنهاء الاتفاق الإطاري وأنه يجب الاستفادة من هذه الفرصة".
وتوقع كرتي، انفجارا وشيكا للتوتر، محددًا ساعة الصفر ليوم السبت، وهو اليوم الذي تعرضت فيه قوات الدعم السريع بالمدينة الرياضية للهجوم من قبل فصائل مختلفة من بينها الجيش السوداني وكتائب الإسلاميين.
وأضاف الجزولي أن كتائب الإسلاميين كان يقودها أنس عمر الذي كان يخطط لهذا الانقلاب بمعية كل من أسامة عبدالله، وعلي كرتي نفسه، والذين يُطلق عليهم الآن اسم العقول المدبرة وراء اندلاع الحرب في السودان.
وشدد على أن الهجوم على قوات الدعم السريع انطلق في الساعة السادسة والنصف ما أدى إلى إنهاء الاتفاق الإطاري داعيا إلى إنهاء الفتنة حتى لا ينزلق السودان الى أتون حرب شبيهة بما حصل في سوريا وليبيا والعراق واليمن.
وتؤيد هذه الاعترافات ما سبق أن أكدته قوات الدعم السريع بأن البرهان وفلول الرئيس السابق عمر البشير وقيادات محسوبة على جماعة الإخوان داخل الجيش يعدون للقيام به لقلب الطاولة على العملية السياسية.
وأجهض تحرك الدعم السريع في ذلك اليوم محاولة الانقلاب جديدة بمعرفة البرهان، والذي ظل يناور ويراوغ الفترة الماضية للتنصل من عملية تسليم السلطة للقوى المدنية وفقا للاتفاق الإطاري.
وقال موسى خدام محمد مستشار حميدتي، في 28 أبريل الماضي إن الطلقات الأولى في الحرب السبت 15 أبريل أيقظت قوات الدعم السريع المتمركزة في سوبا.
وأضاف أن قوات الدعم السريع شاهدت قوات الجيش من خلف أسوار المعسكر وهي تنصب مدافع في المنطقة المحيطة به. وقال "شعرنا إنه في قوة جات في نفس الموقع"، مضيفا أن قوات أخرى تجمعت حول مقر إقامة حميدتي في الخرطوم.
وردد موسى خدام محمد مستشار حميدتي تصريحات أدلى بها علنا كل من قائد قوات الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير، بأن هناك طرفا ثالثا يلعب على الأرض، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الجيش والقوات شبه العسكرية.
وقال المستشار "هناك قوة داخل الجيش رافضة مسألة التحول الديمقراطي"، مضيفا أن مخابرات قوات الدعم السريع راقبت اجتماعات حلفاء للبشير يعارضون عملية الانتقال.
وذكر المستشار وقوى الحرية والتغيير أن هذه الكتلة تتألف من أنصار للبشير ومن بينهم إسلاميون. وعادت القوات الموالية للبشير للظهور مرة أخرى بعد انقلاب 2021. وعارضت علنا الاتفاق الإطاري المبرم في ديسمبر.
وقال الوزير السابق والعضو البارز في قوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف "هدد الاتفاق المساحة التي وجدها عناصر النظام البائد بعد انقلاب 25 أكتوبر، لذا فقد أججوا الصراع بين القوات المسلحة والدعم السريع ويعملون الآن على استمراره بعد اندلاع الحرب".
ومن جانبه، أكد القيادي البارز في قوى الحرية والتغيير طه عثمان نفس الرواية، وقال في اليوم الذي اشتعلت فيه الحرب فجر السبت الـ 15 من أبريل الماضي كان هناك اجتماع مهم انتهى في الساعة الثالثة من فجر ذلك اليوم بين كل من البرهان وحميدتي مع الرباعية والثلاثية والأحزاب الموقعة على الاتفاق الإطاري، وانتهى الاجتماع بالاتفاق على تكوين لجنة لخفض التوتر بين الجيش والدعم السريع برئاسة الهادي إدريس وعضوية الفريق خالد عابدين ممثلاً للقوات المسلحة واللواء عثمان ممثلاً للدعم السريع.
وأضاف أن بعد ساعة من انفضاض الاجتماع، أي في الرابعة صباحاً، تلقت الرباعية والأطراف التي كنت من بينها إخطاراً من قيادة الدعم السريع في معسكر منطقة سوبا بأن قوة من الجيش تحاصر معسكرهم ومعسكرات أخرى للدعم السريع محاصرة من طرف الجيش، وتندلع الحرب بعد ذلك في الساعة التاسعة صباحاً، أي بعد ست ساعات من اجتماع البرهان وحميدتي والرباعية واتفاقهما على خفض التوتر.
ولا يستبعد مراقبون أن تقويض الجيش لاتفاق وقف إطلاق النار لمدة أسبوع والذي دخل حيز التنفيذ مساء الاثنين، قد تكون الجماعات الإسلامية وفلول نظام عمر البشير وراءه، وذلك لإفشال أي محاولة لتهدئة الأجواء وإيجاد توافقات تنهي الحرب.
وذكرت تقارير اليوم الأربعاء أن الجيش خرق الهدنة ليل الثلاثاء/الأربعاء وقصف بالطيران الحربي مناطق سكنية، وذلك في محاولة لاستعادة المواقع الاستراتيجية التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع.