معرض المدينة المنورة للكتاب يحتفي بالكوميكس

"الكوميكس" فن تسويقي رائج تجاريا بامتياز من خلال سوق الكتب والقصص واللوحات والرسوم بثيماتها المختلفة.
الثلاثاء 2023/05/23
فن له جذور تاريخية

المدينة المنورة (السعودية)- استعرضت ورشة “الفن التاسع وعصر جديد”، التي نظمها البرنامج الثقافي في معرض المدينة المنورة للكتاب 2023 وقدمها مؤلف كتاب “هيكل وبنداوي” الكاتب والرسام إبراهيم اللامي، تاريخ الرسوم المصورة وأساسياتها وتكوين الشخصية وأبعادها وأهمية التنوع والترويج لها.

ويوما بعد يوم، يثبت فن الكوميكس (القصص المصورة) أنه فن اللحظة الراهنة واللغة العالمية التي توحد البشر في الحكايات والرسوم والأحداث والشخصيات والبورتريهات والأفكار البصرية المتعددة التي يبتكرها ويطورها، ما جعل العديد من التظاهرات تكرس لهذا الفن.

◙ الرسوم المصورة بدأت عبر الصحف التي اقتبستها من رسوم الفراعنة ومن ثم انتشر فن الكارتون والكاريكاتير

وترسخ فن الكوميكس كفن حياة يلتف حوله أفراد الأسرة من الصغار والكبار على حد السواء، كما أنه فن تسويقي رائج تجاريا بامتياز من خلال سوق الكتب والقصص واللوحات والرسوم بثيماتها المختلفة.

وأشار اللامي إلى أن أشهر الشخصيات الكرتونية “ميكي ماوس” التي ابتكرت لأول مرة من قبل والت ديزني، مضيفا أن الإنسان رسم قبل أن يكتب، وذلك منذ العصر الحجري، فالرسم أول طريقة للتعبير لدى البشر، ومن ثم تحولت الرسوم إلى منحوتات عبر الحضارات، وجاء الفن الفرعوني الذي مر بمراحل تطور حتى أصبح ملونا.

وتطرق إلى بدايات الرسوم المصورة في القرن الثامن عشر، حيث بدأت عبر الصحف التي اقتبستها من رسوم الفراعنة، ومن ثم انتشر فن الكارتون والكاريكاتير، وكانت الكتابة تحت الرسوم المصورة، ثم تطورت لتصبح في أعلاها، لافتا إلى أن أول بطل خارق في الرسوم المصورة هو “باباي” المقتبس من إنسان حقيقي.

واستند هذا الفن في بداياته إلى الصحف والمجلات، التي كانت تحتضن محاولات محدودة للوحات تروي طرفة أو حادثة مضحكة أو موقفا ساخرا من بعض مظاهر الحياة في ذلك الوقت.

إبراهيم اللامي: الرسم أول طريقة للتعبير لدى البشر
إبراهيم اللامي: الرسم أول طريقة للتعبير لدى البشر

ولما استحسنها القراء صارت تجمع تلك اللوحات في كتيبات دورية، قبل أن ترى النور دور نشر متخصصة في هذا الفن الجديد الذي وجد جمهوره في أوساط الناشئة التي عملت على ترسيخه وتطويره، خصوصا وأن إنجازه لا يتطلب غير فنان واحد يتولى كتابة السيناريو والرسم، حينما كانت الكتب لا تستعمل الألوان، أو ثلاثة متخصصين في المجالات الثلاثة أي التأليف والرسم والتلوين، فظهرت ألبومات متنوعة تحوي أكثر من حكاية، وسلاسل تحوم حول بطل ما في حلقات متتابعة. ومع تزايد اهتمام شريحة معينة من القراء تستهويها قراءة الكتب المصورة، ظهرت روايات مرسومة في كتب مستقلة (Graphic novel).

وتحدث اللامي عن بدايات السينما -أفلام الخيال العلمي- وإدخال الإنسان ضمن الرسوم المصورة من قبل الفنان الفرنسي إميل كول، ودور بيكاسو في إلهام رواد الفن التاسع، وعلاقة التماثيل الإغريقية بالرسوم المصورة، وابتعاد الفنانين اليابانيين عن الطباعة الملونة واهتمامهم باللونين الأبيض والأسود مع التركيز على التظليل لأسباب اقتصادية، والمداخيل المليارية لبعض الكتب المصورة، وتناول شخصية “سوبر ماريو”، وتأثير “سبايدرمان” على أطفال التوحد وتفاعلهم معه.

ويرى أنصار الفن التاسع الذي انتشر في شتى بلدان العالم أنه، كالأدب الروائي، لا ينكب عن أي موضوع، ذو أفق واسع لا حدود له سوى الخيال، فهو يتناول الظرف والمغامرة والتأمل والعلاقات العاطفية والرياضة والاستكشافات الجغرافية والحياة في العصور القديمة ووقائع التاريخ وحماية البيئة والأبحاث البوليسية والرعب والخيال العلمي بكل مكوناته، بل إن بعض المؤلفين والرسامين يقومون بعمل توثيقي دقيق ليقدموا للقراء مشاهد ألصق بالواقع الذي يصورونه، من حيث الحقائق التاريخية فضلا عن الملابس والديكور وملامح الشخصيات والوسائل المستعملة في حضارات سادت ثم بادت.

13