يوم الشاي العالمي

يحتفل العالم اليوم بثاني أكثر المشروبات انتشارا في العالم واستهلاكا من قبل البشر وهو الشاي، الذي كانت الهند أول دولة خصصت له يوما وطنيا في العاصمة نيودلهي عام 2005 بهدف تعزيز إنتاجه المستدام وتجارته واستهلاكه، وفي اليوم الموالي اقترحت على منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) توسيع الاحتفالات في جميع أنحاء العالم. وبحسب المنظمة، تعود أصول الشاي إلى أكثر من 5000 عاما، ولكن مساهماته في الصحة والثقافة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لا تزال ذات صلة في عصرنا الحالي. بات الشاي يزرع في مناطق جدّ محددة، ويدعم أكثر من 13 مليون شخص، بما في ذلك صغار المزارعين وأسرهم الذين يعتمدون على قطاع الشاي في سبل عيشهم.
ويعتقد أن استهلاك الشاي بدأ في شمال شرق الهند وشمال ميانمار وجنوب غرب الصين، لكن المكان المحدد لنمو النبات لأول مرة غير معروف. إلا أن هناك أدلة على أن الشاي بدأ استهلاكه في الصين قبل 5000 عام، حيث تقول الأسطورة أن قصة الشاي المؤثرة بدأت العام 2737 قبل الميلاد في عهد الإمبراطور شينونج الذي كان خبيرا في طب الأعشاب، ومهووسا بالنظافة، حتى أنه لا يشرب الماء إلا بعد غليه جيدا، وفي أحد الأيام كان في رحلة إلى البرية مع أفراد أسرته، وأثناء فترة الراحة وضع مساعدوه قدرا لغلي الماء تحت إحدى الأشجار، وما إن هب النسيم على أغصانها حتى سقطت منها بعض الأوراق في الماء الذي كان على وشك الغليان، وعندما تذوق الإمبراطور المزيج وجده لذيذا ومنعشا ويمنح الطاقة والنشاط.
كانت تلك الأوراق من شجر الشاي الأخضر البرّي الذي سيتحول لاحقا إلى واحد من أهم عناصر الطب الشعبي، والذي لم تظهر سجلاته رسميا حتى القرن الثالث قبل الميلاد، عندما بدأ استهلاكه في الانتشار بين الناس الذين اتجهوا لزراعة الشاي في بساتينهم الصغيرة، وإلى ابتكار أساليب التجفيف والمعالجة، ثم وفي القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد أصبح الشاي منتشرا في الصين، وتم تقديمه كتكريم للإمبراطور وبدأ بيعه في النزل والفنادق والمطاعم.
في العام 2022 سجلت تركيا أعلى معدل لشرب الشاي حيث قال 9 من كل 10 أشخاص إنهم يشربون الشاي الساخن بانتظام، فيما احتلت كينيا، وهي منتج ومصدر رئيسي للشاي، مرتبة عالية أيضا بين 56 دولة حيث قال 83 في المئة من المشاركين في استطلاع آراء إنهم يشربون الشاي بانتظام، واحتلت المملكة المتحدة، المشهورة كدولة تحب فنجانا من الشاي وتحدد له مواعيد مثل “شاي الخامسة”، مرتبة أقل قليلا حيث يشربه 59 في المئة من الناس.
لكن يبدو أن هذه الإحصائيات لم تأخذ في الاعتبار المجتمعات العربية التي تقضي فترات طويلة وبشكل يومي وهي تقيم طقوس الشاي الأسود وخاصة في المناطق الريفية، وتتفنّن في إعداده كجزء من برنامج الحياة اليومية للأسر، إذ لا يمكن للفرد أن يتصور، مجرد التصور، الحياة دون برّاد الشاي.