قمة جدة تختم أعمالها بتوافق تاريخي وبحضور عربي استثنائي

إعلان جدة يؤكد على رفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة.
الجمعة 2023/05/19
الأمير محمد بن سلمان: قرارات القمة وإعلان جدة تم اعتمادهما من القادة الحضور

جدة - أعلنت السعودية مساء الجمعة اختتام أعمال القمة العربية في دورتها العادية الـ32 بمدينة جدة واختيار البحرين لاستضافة نسختها الـ33، فيما كانت قمة استثنائية بحضور عربي كبير ومشاركة الرئيس السوري بشار الأسد لأول مرة بعد 12 عاما من القطيعة إضافة لحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أول زيارة له لبلد عربي والمملكة منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، حاملا مبادرة سلام أوكرانية قال إنه سيعرضها على القادة العرب ما يؤشر إلى وساطة عربية محتملة لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الاختتام، إن قرارات القمة وإعلان جدة (البيان الختامي) تم اعتمادها من القادة الحضور، مشيرا إلى أن البحرين ستستضيف القمة العربية المقبلة.

وتنعقد القمة كل عام في مارس بشكل معتاد، باستثناء ما يتفق عليه أن يتم في مواعيد أخرى من العام.

وشدد القادة في بيانهم على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها أحد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة مع إدانة للممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم كافة، مؤكدين على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية.

ودعا إعلان جدة "المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة التي من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية وتقويض جهود السلام الدولية".

وشكل النزاع السوداني المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع أحد أهم الملفات التي بحثتها القمة العربية. وأكد البيان الختامي على أهمية تسوية الأزمة، مضيفا "نتابع باهتمام تطورات الأوضاع والأحداث الجارية في السودان ونعرب عن بالغ قلقنا من تداعيات الأزمة على أمن وسلامة واستقرار دولنا وشعوبنا".

وشدد "على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف ورفع المعاناة عن الشعب السوداني والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية ومنع انهيارها والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين".

واعتبر القادة العرب أن المحادثات غير المباشرة التي عقدت في جدة في 6 مايو بين ممثلين عن قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تعتبر خطوة مهمة يمكن البناء عليها لإنهاء هذه الأزمة وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان وحماية مقدرات شعبه.

وبالنسبة لسوريا، رحب إعلان جدة "بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري الذي تضمن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها"، مضيفا "نأمل في أن يسهم ذلك في دعم استقرار الجمهورية العربية السورية ويحافظ على وحدة أراضيها".

واشار البيان الختامي كذلك للأزمة اليمنية، مؤكدا على "دعم كل ما يضمن أمن واستقرار اليمن ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية".

وأعرب إعلان جدة الصادر في ختام اجتماع القادة العرب عن التضامن مع لبنان مع دعوة الفرقاء اللبنانيين إلى الحوار "لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته".

ورفض البيان التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وقال" نشدد على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة".

وأكد "على أن التنمية المستدامة والأمن والاستقرار والعيش بسلام، حقوق أصيلة للمواطن العربي ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى المستويات كافة".

وكان الأمير محمد بن سلمان قد قال في كلمته خلال القمة "نؤكد للدول الصديقة في الشرق والغرب أننا ماضون في السلام"، مضيفا "لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى منطقة صراعات". وقال إن القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية العرب المحورية.

وثمن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط عدم تفويت فرص حل الأزمة السورية سياسيا. ورحب بالرئيس الأسد في القمة وبعودة سوريا إلى الجامعة العربية، معتبرا أن "ثمة فرصة لا يجب تفويتها لمعالجة الأزمة سياسيا".