السوري طوني الأمير يعرض لوحات وبورتريهات في "متحف البازل"

دمشق - خرج الفنان طوني الأمير عن كل ما هو مألوف في عالم الفنون التشكيلية من خلال معرضه الفردي الأول من نوعه على مستوى سوريا، والمتخصص في فنون تركيب قطع البازل، وهو بعنوان "متحف البازل".
وتضمن المعرض، الذي تواصل حتى الثامن عشر من مايو الحالي ونظمه المركز الثقافي العربي بأبورمانة، مجموعة من اللوحات مختلفة القياسات والمواضيع ما بين الطبيعة وبعض اللوحات العالمية لرسامين مشهورين عالميّا، إضافة إلى لوحات معاصرة وبورتريهات شخصية وغيرها.
قال الأمير "بدأت هوايتي في تركيب البازل منذ الصغر"، مضيفا أن قطع البازل هي "إحدى الألعاب المفضلة التي استهوتني، وداومت على تركيبها، إلا أنه خلال السنوات العشر الماضية وخلال سنوات الحرب على سوريا زاد تعلقي بهذه الهواية أكثر حتى وصل عدد اللوحات المعلقة على جدران منزلي إلى ما يقارب اثنتين وثلاثين لوحة بازل".
والبازل لعبة مخصصة في الأصل للأطفال، تساعدهم على تطوير مهاراتهم وتعتمد على جمع القطع مع بعضها البعض لتشكل صورة أو لوحة متكاملة، في أقل مدة زمنية.
وأوضح الأمير أن عدد قطع البازل التي تحتاجها اللوحة يبدأ من 500 قطعة وتخرج لوحة قياسها 50×35 سنتيمترا، ويتدرج عدد القطع ليصل إلى 13200 قطعة وتشكل لوحة جدارية بقياس 3×1.5 متر وتتطلب تقنيات بحسب اللون والموضوع والصورة والأهم عدد القطع وشكلها، مشيراً إلى أن تركيبها يحتاج إلى خطة محكمة واستمرارية إضافة إلى الصبر وعدم اليأس.
ولفت الأمير إلى أنه يستمتع كثيرا خلال الفترات التي يقضيها في إنجاز اللوحات التي قد تحتاج اللوحة الواحدة منها فقط إلى ما يزيد على عامين، بدءا من القطعة الأولى وتشكيل الإطار وصولا إلى مكعب البازل الأخير حين يشعر بسعادة الإنجاز ويقف أمام اللوحة في نهاية المطاف لتذكره بالمراحل والمحطات التي مرت بها، وينمو شغفه ويراوده التحمّس لتركيب المزيد من اللوحات بدقة وألوان ومواضيع مختلفة، وهو الأمر الذي اعتبره خارجا عن المألوف ويثير استغراب من حوله.
وطرح الأمير احتمالات متعددة من حيث عدد القطع والموضوعات التي يصورها في لوحاته وقضى في إنجازها أعواما من العمل الجاد والبحث عن قطع البازل وجمعها وتركيبها، فهناك لوحات عدد القطع المركبة فيها كبير وموضوعاتها معقدة، على عكس بعض القطع الأخرى التي اعتبر موضوعها سهلاً نسبيا.
وتمنى الأمير أن يصبح هذا النوع من الفنون ملجأ للأفراد لملء أوقات الفراغ بما هو مفيد ذهنيا ونفسيا، فهو وسيلة ذهنية من الدرجة الأولى تعتمد على التركيز والتفكير العميق والتخطيط الذهني والتجربة للوصول إلى حل مشكلة ما.
يذكر أن الفنان طوني الأمير هو في الأصل فنان موسيقي حاصل على إجازة في الموسيقى اختصاص آلة الباصون النفخية ويعمل مدرسا في المعهد العالي للموسيقى بدمشق وهو أيضا عازف باصون أول بالأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية.