الرئيس التركي من يختاره سنان أوغان

المعارضة التركية تعيد ترتيب أوراقها لهزيمة أردوغان.
الخميس 2023/05/18
هل يحسم سنان أوغان اسم الرئيس الجديد

إسطنبول- يسعى سنان أوغان، المرشح المنسحب من الدور الأول في الانتخابات التركية، للعب دور صانع الملوك، بوضع شروطه على المرشحين للدور الثاني، الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو.

يأتي هذا في الوقت الذي تعيد فيه المعارضة ترتيب صفوفها لخوض الحملة الانتخابية الخاصة بالدور الثاني والتمكن من هزيمة أردوغان.

ويضع سنان أوغان على رأس قائمة شروطه قيام المرشح الذي سيدعمه بتحديد موقف واضح من الأكراد والتعهد بعدم تقديم أيّ تنازلات لهم، وهو شرط من الصعب القبول به خاصة من مرشح المعارضة الذي كان لدعم الأكراد دور مؤثر في النتيجة التي حصل عليها.

أردوغان: حزبي تعرّض لبعض التراجعات. هناك أوجه قصور طفيفة
أردوغان: حزبي تعرّض لبعض التراجعات. هناك أوجه قصور طفيفة

ويعرب أوغان عن تحفظات بشأن علاقات قليجدار أوغلو مع حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد الذي دعم ترشّح زعيم المعارضة الشهر الماضي. لكنه يعارض أيضا تحالف أردوغان مع حزب الدعوة الحرة (هدى بار)، وهي جماعة يمينية متشددة على ارتباط بحزب الله الكردي.

وقال “نريد نهجا يتم تبنيه ضد المنظمات الإرهابية بكافة أشكالها”، داعيا الأحزاب السياسية “للنأي بنفسها عن الإرهاب“.

ولفت إلى أن على أيّ شخص يدعمه أن يرفض “الإرهاب” بشكل حازم، علما بأن السياسيين الأتراك يستخدمون هذا المصطلح للإشارة إلى عناصر أكراد محظورين يقاتلون من أجل الحكم الذاتي.

ويواجه حزب الشعوب الديمقراطي إمكانية حظره من قبل المحكمة على خلفية علاقاته المحتملة بحزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمةً إرهابية.

وأكد أوغان “أنا ضد أيّ منظمة لا تنأى بنفسها عن الإرهاب“.

وتعرّض أوغان لضغوط من أجل الانسحاب من السباق بعدما أنهى مرشّح رابع هو القومي محرم إنجه حملته الانتخابية قبل أربعة أيام فقط من الانتخابات.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان مستعدا للمصالحة مع أردوغان بعدما اختلف مع حلفائه في الائتلاف، قال أوغان “يجب ألا يكون هناك أيّ مكان للحقد إذا كنت تطمح لحكم الدولة“.

وفاز سنان أوغان (55 عاما) الذي خاض الانتخابات في اللحظة الأخيرة بـ5.2 في المئة من الأصوات في اقتراع الأحد، ليحرم بذلك أردوغان من فرصة تحقيق الفوز من الدورة الأولى لأول مرّة منذ 20 عاما.

ونال أردوغان 49.5 في المئة من الأصوات بينما حصل كمال قليجدار أوغلو على 44.9 في المئة، في نتيجة مخيّبة للآمال بعدما أشارت الاستطلاعات إلى احتمال فوز زعيم المعارضة.

وفي مقابلة مع فرانس برس، قال أوغان الذي ترشّح كمستقل إنه منفتح على الحوار لكنه قد يحتاج إلى بضعة أيام لاتّخاذ قرار بشأن إن كان سيدعم أيّ المرشّحيْن ومن منهما.

وأضاف “سيتم التوصل إلى قرار بعد محادثات مع كل من أردوغان وقليجدار أوغلو“.

◙ سنان أوغان يضع على رأس شروطه تحديد المرشح الذي سيدعمه موقفه من الأكراد والتعهد بعدم تقديم أي تنازلات لهم

ويقول مراقبون إن موقف أوغان ربما يكون أكثر تأثيرا بالنسبة إلى أردوغان منه إلى قليجدار أوغلو، وإن ناخبيه هم جزء من جمهور الحركة القومية.

وأفاد كبير الخبراء الإستراتيجيين السياسيين مات غرتكن بأن معظم الأصوات التي نالها أوغان كانت لأردوغان الذي تضم قاعدته الشعبية قوميين ومحافظين متديّنين.

وأوضح “في الدورة الثانية، لن يحصل أردوغان بالضرورة على غالبية أصوات أوغان، لكن حصوله على خُمس تلك الأصوات سيمكنه من الفوز إذا تساوى كل شيء آخر”.

لكن المعارضة تحاول التعافي سريعا من أدائها الانتخابي المخيّب للآمال وقد أطلقت هجوما جديدا لهزيمة أردوغان في الدورة الثانية المقررة في 28 مايو.

واجتمع قليجدار أوغلو مع خمسة آخرين من قادة تحالفه الأربعاء من أجل التخطيط لإستراتيجية أقوى لوضع حد لهيمنة أردوغان المستمرة منذ عقدين.

وذكرت تقارير إعلامية أن قليجدار أوغلو أقال فريق العلاقات العامة التابع له ويخطط لتعيين رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المعروف بعلاقته المتوترة مع أردوغان قائدا لحملته.

ويشكّل تسليم زمام الحملة إلى إمام أوغلو وواضعة إستراتيجيات رئيس البلدية جنان قافتنجي أوغلو تحوّلا بالنسبة إلى زعيم المعارضة التركية.

وبدأت معركة قليجدار أوغلو المضادة بفيديو الثلاثاء حدق خلاله مباشرة في الكاميرا وضرب بيده على طاولته عدة مرّات قبل أن يضرب على صدره قائلا بصوت مرتفع “أنا هنا! أنا هنا!”.

وأما أردوغان فبدا أكثر ارتياحا بكثير لدى تقييم أدائه عبر برنامج تلفزيوني بُثّ في وقت متأخر الثلاثاء.

وأقر الرئيس البالغ 69 عاما بأن حزبه الإسلامي خسر بضعة مقاعد في البرلمان وشهد “أوجه قصور طفيفة”.

وأظهرت نتائج أولية أن حصة تحالفه المحافظ تراجعت من 333 إلى 322 في البرلمان الذي يضم 600 مقعد.

وقال أردوغان في مقابلة “للأسف، تعرّض حزبي لبعض التراجعات. هناك أوجه قصور طفيفة”، و”علينا القيام باستعداداتنا للتخلص منها. نجري حساباتنا الداخلية ونتّخذ الخطوات اللازمة”.

ونادرا ما يصدر إقرار من هذا النوع عن الرئيس التركي الذي قضى فترة في الحكم تعد الأطول لأيّ زعيم في تركيا.

وذكر أردوغان أنه سيزور مناطق في جنوب شرق البلاد نهاية الأسبوع ضربها زلزال فبراير المدمّر الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص.

◙ المعارضة تحاول التعافي سريعا من أدائها الانتخابي المخيّب للآمال وقد أطلقت هجوما جديدا لهزيمة أردوغان في الدورة الثانية المقررة في 28 مايو

وأضاف أن فريقه سيلتقي الناخبين الشباب في إسطنبول وأنقرة في محاولة للفوز في أهم مدينتين في تركيا حيث هزم إمام أوغلو ومنصور يافاش حلفاء أردوغان في انتخابات 2019 البلدية.

وتترافق المرحلة الثانية للحملة مع اضطرابات في الأسواق التركية هبطت الليرة التركية على إثرها إلى مستويات تاريخية أمام الدولار.

وبدأ المستثمرون يأخذون فوز أردوغان، والاستمرارية طويلة الأمد لسياساته الاقتصادية غير التقليدية، بعين الاعتبار.

وتنبع كلفة تأمين التعرّض للديون التركية من المخاوف المرتبطة بإمكانية مواجهة القطاع المصرفي للبلاد، الذي كان مزدهرا في الماضي، صعوبات كبيرة.

وشكّل قرار أردوغان إجبار المصرف المركزي التركي على مكافحة التضخم المرتفع إلى مستويات تاريخية، عبر معدلات فائدة أكثر انخفاضا، ضغوطا غير مسبوقة على الليرة.

وحذّر بعض المحللين من أن تركيا قد تضطر إلى فرض ضوابط على رأس المال ما لم يغيّر أردوغان سياسته بعد أن تعهّد بإبقاء معدلات الفائدة منخفضة طالما أنه في المنصب.

وذكرت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني أن “تركيزنا بعد الانتخابات سيكون على مسألة إن كانت السياسات المالية والنقدية ستصبح أكثر مصداقية وثباتا”.

1