ثلاث سنوات سجنا بحق مدير قناة الأجواء الجزائرية بعد بث مشهد إباحي

الجزائر - أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة سيدي امحمد التابعة للعاصمة الجزائرية حكما يقضي بسجن مدير قناة “الأجواء” زوبيري بوشاقور ثلاث سنوات نافذة، مع أمر آخر لجهات الاختصاص بالقبض عليه لتنفيذ العقوبة، وذلك بعد نحو ستة أشهر على الفضيحة التي تسببت بموجة غضب عارمة في الجزائر، ودفعت السلطات حينها إلى إغلاق القناة. وقضت المحكمة أيضا بمعاقبة رئيس تحرير قناة “الأجواء” وصحافية بالسجن لمدة عام منها ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ.
وبدأت الأزمة حينما عرضت قناة “الأجواء” الجزائرية فيلم “لعبة الموت”، لأيقونة أفلام القتال بروس لي، والذي تضمّن مشهدا عاطفيا جمع بين بطلي الفيلم، ظهرت فيه الممثلة عارية الصدر لثوان، لكن تلك الثواني كانت كفيلة بخلق موجة متصاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي من المحافظين الجزائريين المطالبين بتوقيع أقصى عقوبة في حق مرتكبي تلك “السقطة”.
البيان الذي أصدرته القناة وأعربت فيه عن أسفها واعتذارها للشعب الجزائري، لم يشفع لها أمام السلطة
ولاقت هذه المطالبات صدى لدى سلطة الضبط السمعي البصري، فأصدرت قرارها بإغلاق قناة “الأجواء” نهائيا. وأوضحت أن قرارها قد جاء بعد بث القناة لقطات “تتنافى مع قيم المجتمع في الجزائر” والدين الإسلامي. وكانت إدارة قناة “الأجواء” قد أصدرت حينها بيانا أعربت فيه عن أسفها واعتذارها للشعب الجزائري عن “الخطأ الفادح” الناجم عن بث تلك المشاهد.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنفجر فيها مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر دفاعا عن “الآداب العامة”، ففي رمضان الماضي، أثيرت ضجة حول مسلسل “حب الملوك”، الذي بثته قناة النهار، وتحديدا بسبب مشهد تضمن إيحاءات جنسية بين المدير وسكرتيرته، نجم عنها إيقاف بث المسلسل، مع أوامر بإعادة مراقبته وحذف اللقطات المستفزة للجمهور، وقد تقدمت حينها قناة النهار باعتذار.
تكرر الموقف بصيغة أخرى مع مسلسل “بابور اللوح”، حين ثارت عاصفة عليه في مواقع التواصل متهمة صنّاعه بعدم احترام مبادئ الدين الإسلامي، لتخرج مديرة القناة حينها وتدافع عن قناتها قائلة إن ما يُبثّ عبر منصات التواصل الاجتماعي هو مشاهد محذوفة من المسلسل.
وفي العقد الأخير، أغلقت قنوات جزائرية عدة أبوابها إما بسبب الضائقة المالية، أو بقرار سياسي، أو بحصار مادي، أو بسبب مخالفات إدارية لا تتوافق مع القانون الجزائري. لكن “الأجواء” هي القناة الأولى التي تم إغلاقها بقرار من سلطة الضبط، على خلفية بث محتوى “خادش للحياء”.