الرئاسة التركية تستغل سخرية "شارلي إيبدو" من أردوغان في الدعاية الانتخابية

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لم يغب عن هذه المناسبة، فقد وصف في تغريدة المجلة بـ"الدنيئة".
الخميس 2023/05/18
بعض السخرية للتوظيف السياسي

أنقرة - توالت تنديدات مسؤولين أتراك رفيعي المستوى بمجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية بعد أن نشرت رسما كاريكاتوريا اعتُبر “مسيئا” للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن ذلك لم يمنع من استغلال الرسم للدعاية الانتخابية وتجييش الناخبين لصالح حزب العدالة والتنمية.

وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخرالدين ألطون على تويتر “أخاطب شارلي إيبدو ومشتقاتها، مهما فعلتم فلا يمكنكم ردع رجب طيب أردوغان، ولا يمكنكم إبعادنا عن طريقنا”.

وتابع ألطون قائلا إن نشر هذا الرسم الذي وصفه بـ”القبيح” للرئيس التركي يثبت “الأسلوب المقزز” للمجلة.

وأضاف إن نجاح أردوغان بالانتخابات الرئاسية التركية “أزعج فاقدي الشرف وحرمهم النوم وشتت مزاجهم السيء وتسبب في تقيئهم ضغائنهم وكرههم”، على حد قوله.

إبراهيم قالن: انزعاج شارلي إيبدو وجنونها يثبت أننا على الطريق الصحيح
إبراهيم قالن: انزعاج شارلي إيبدو وجنونها يثبت أننا على الطريق الصحيح

وأظهر الرسم الكاريكاتوري على غلاف المجلة الفرنسية الرئيس أردوغان عاريا في حوض استحمام وقد ضربته الكهرباء، مرفقا بتعليق “الطريقة الوحيدة للتخلص من أردوغان”.

ونقلت وكالة الأناضول التركية بشكل متتال تصريحات السياسيين الأتراك الذين استنكروا الرسوم الساخرة، وشنوا هجوما على المجلة أشبه بدعاية انتخابية لحث الناخبين على التصويت للرئيس أردوغان، معتبرين أن المجلة تستهدف تركيا وحانقة عليها باعتبارها تسير “على الطريق الصحيح”.

ونقلت الأناضول عن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قوله أن الشعب التركي سيرد على المجلة في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 28 مايو الجاري. وأضاف قالن “انزعاج شارلي إيبدو وجنونها إلى هذا الحد يثبت أننا على الطريق الصحيح”.

وشهدت تركيا الأحد انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث تنافس في الرئاسية الرئيس أردوغان مرشح تحالف الجمهور، وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو مرشح تحالف الأمة، وسنان أوغان مرشح تحالف “أتا” (الأجداد).

بدوره اعتبر رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب أن نشر مجلة شارلي إيبدو صورة ساخرة لردوغان دليل على “عدائها لتركيا والعالم الإسلامي والدين الحنيف”. وذهب شنطوب لاختصار الشعب التركي بأكمله في شخص أردوغان قائلا “الانتقادات والإساءات الموجهة إلى الرئيس أردوغان تستهدف المواطنين الأتراك كلهم”، متابعا أن “الشعب قدم الرد اللازم لهم يوم الانتخابات”.

ولم يغب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن هذه المناسبة، فقد وصف في تغريدة المجلة بـ”الدنيئة”.

ولفت إلى أن المجلة التي “لم تأخذ نصيبها من الإنسانية” تواصل الإساءة للأمة التركية. متابعا أن المجلة التي تمدح الشر لا تستطيع هزيمة الإرادة الحرة للأمة التركية عبر الألاعيب المختلفة.

من جهته، انتقد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي (الحاكم) عمر جليك المجلة، وقال في تغريدة إن “المجلة هي نشرة جرائم الكراهية. استهداف كل بؤر الكراهية هذه لرئيسنا، هو نتاج عقليتهم الفاشية”. وأضاف أن الشعب التركي “يواصل تلقينهم جميعًا دروسا في الديمقراطية، وأظهر للعالم بأسره مرة أخرى التزامه بالقيم الديمقراطية”. وتابع قائلا “رئيسنا كزعيم فاز في الانتخابات مرات عديدة، أظهر احترامه للإرادة الديمقراطية في كل مناسبة”.

وسبق أن أظهرت الرسوم الكاريكاتيرية على غلاف شارلي إيبدو أردوغان جالسا بملابسه الداخلية ممسكا بمشروب معلب مع امرأة ترتدي الحجاب، وأثارت غضبا تركيا واسعا، حيث جاءت بالتزامن مع التوتر بين تركيا وفرنسا.

وأصدرت الرئاسة التركية حينها بيانا باللغة الفرنسية تعلن فيه أن أنقرة ستتخذ “الإجراءات القانونية والدبلوماسية اللازمة ضد الرسم الكاريكاتوري” الذي نشرته شارلي إيبدو فيما فتحت النيابة التركية تحقيقا قضائيا بحق المجلة.

وتحاول السلطات التركية الاستثمار في ملف نشر صور مسيئة للرسول الكريم من قبل المجلة وجلب التعاطف العربي والإسلامي باستغلال المشاعر الدينية.

وفي فبراير الماضي احتفت وسائل الإعلام التركية بقرصنة شاب تركي لموقع المجلة، ردًّا على كاريكاتير نشرته المجلة تبدي فيه سخرية من الزلزال الأخير الذي ضرب عددًا من الولايات الجنوبية في تركيا.

5