"أكاديمية الضحك" كوميديا سورية عن الصراع بين الكتابة والرقابة

المخرج سمير عثمان الباش يناقش في المسرحية مسألة الرقابة المسبقة على النصوص المسرحية في سوريا.
الخميس 2023/05/18
مسرح يسخر من الواقع

دمشق- تفتح مسرحية “أكاديمية الضحك” بأسلوبها الفريد العديد من الأبواب الخفية وراء نصها الذي يعد من أهم أعمال الدراماتورغ والسيناريست والمخرج الياباني المعاصر كوكي ميتاني، ليعدها ويترجمها ويخرجها الدكتور سمير عثمان الباش، وهي تعرض حاليا على خشبة مسرح القباني في دمشق.

المسرحية مأخوذة عن نص للكاتب الياباني المعاصر كوكي ميتاني (1961)، وهذه ليست المرة الأولى التي يعمل فيها المخرج سمير عثمان الباش على أحد النصوص المجهولة تقريبا بالنسبة إلى الجمهور السوري، فقد دأب أستاذ مادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية على الاستعانة بنصوص مسرحية من لغات مختلفة -منها الروسية واليابانية- بعد أن يقوم بترجمتها وإعدادها بنفسه.

بوكس

ويناقش الباش في هذا العمل مسألة الرقابة المسبقة على النصوص المسرحية في سوريا، وذلك عبر قصة كاتب (كرم حنون) يأتي إلى مكتب رقيب النصوص المسرحية (لجين إسماعيل) لأخذ الموافقة على نصه الذي ينوي الشروع في التدرّب عليه بعد أسبوع مع فرقة تسمى “أكاديمية الضحك”.

“أكاديمية الضحك” نموذج يشير إلى أسلوب كوكي ميتاني الخاص في كتابة الكوميديا، كما تضيء بعض زوايا فكرة موضوعها الرئيسي هو المسرح من خلال الصراع بين الكتابة والرقابة، لكن العمل لا يكتفي بمعالجة هذا الموضوع بل يثير أسئلة طريفة ويطرح العديد من المسائل الحيوية بالنسبة إلى المتلقي السوري بصفة خاصة والمتلقي العربي بصفة عامة.

وتحدث بطلا العمل لجين إسماعيل وكرم حنون في تصريح لهما عن دورهما في هذا العمل الذي يدور حول قصة كاتب يحاول جاهدا الحصول على ختم الموافقة من مسؤول الرقابة ليبصر نصه النور، لكن المسؤول غليظ الطباع يطلب منه تعديلات كارثية تذهب بالعمل إلى موقع سخيف غير الذي كان يطمح إليه وسط مواقف كوميدية.

وأجاد بطلا العمل إيصال رسالة العمل بمنتهى الحرفية وهذا ليس بغريب عن لجين إسماعيل الذي لم ينقطع عن المسرح منذ سنة تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2015 حتى هذه اللحظة، والممثل الطموح كرم حنون الذي حصل على مركز متقدم بتخرجه في مدرسة الفن المسرحي بإشراف الدكتور الباش.

وفي هذه المسرحية تكمن المفارقة في أن المراقب الذي يتعامل معه الكاتب على أنه قاس وعديم الإحساس وجشع يتضح فجأة أنه يمتلك ضميرا حيا، حيث يتحول عبر سبعة لقاءات من شخص بعيد كل البعد عن الفن إلى شريك في صناعة الكوميديا لينتهي العرض بأصوات ضحكات الجمهور وتقديم الزهور لمبدعي العمل احتراماً وتقديرا لهما.

يستمر عرض مسرحية “أكاديمية الضحك” يوميا إلى غاية الـعشرين من مايو الحالي على خشبة مسرح القباني.

14