"الحلم الأخير".. رواية عن واقع إنسان العصر الطامح إلى التغيير

الكاتب يحرص على تنويع تقنيات السرد خلال مسار الرواية الأمر الذي يشد القارئ إلى الأحداث المتلاحقة.
الثلاثاء 2023/05/16
واقع الإنسان المعاصر

عمان- يرصد الكاتب محمد زعاترة في روايته “الحلم الأخير” مجموعة من القضايا اليومية التي يعيشها الإنسان في واقعه المعاصر، والتي تتصل بعلاقته مع محيطه، والشروخ الاجتماعية التي تحول بينه وبين تحقيق أحلامه.

ومهد المؤلف للتشابكات التي تنطوي عليها الرواية، الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون”، بنص يخاطب العقل الباطن ويمكن للقارئ تفسيره استنادا إلى خبرته ورؤيته الشخصية للأحداث “أطل من نافذة سماء مكسورة، محاولا نثر ضوئه على مفازة جرداء لا أصل لها ولا قعر تعرف له نهاية بين أخاديد تلك اللئيمة، كراع حبس أغنامه عن الماء وجلس منتظرا ليسمع صوت سقوط حجر ألقي في بئر قبل أن يصل إليه فمات، حركة ما أخذت مكانها في ساعته الزمنية، ولكنه عجز عنْ تعريف ماهيتها؛ أكانت شروعا في نوم أم رغبة في صحو لم يحدث مذْ كان في هذه الدنيا وحيدا؟”.

الشاب العربي الطامح إلى التغيير
الشاب العربي الطامح إلى التغيير

يبين زعاترة في هذا النص ملامح الشخصية الرئيسة في الرواية، وهو يعزوها إلى صميم الواقع الذي تعالجه؛ فالبطل “هو الشاب العربي الطامح إلى التغيير، غير راض عنْ واقعه وواقع أمته، إذ تنحرف بوصلته عن العمل والبناء عندما يصطدم بأمراض المجتمع من كِبر وحسد وغيرة ضارة”.

ويحرص الكاتب على تنويع تقنيات السرد خلال مسار الرواية؛ الأمر الذي يشد القارئ إلى الأحداث، ويربط المتون بالهوامش جاعلا من الكل وحدة فنية واحدة، إذ ينتقل من الحوارات المكثفة والمونولوجات الداخلية، إلى الوصف والغوص في أعماق الشخصيات، إلى الشعر، إلى الرسومات التي أنجزها المؤلف نفسه، إلى استخدام عنوانات فرعية أعطت لمشاهد الرواية طابعا سينمائيا.

ومن الأساليب التي حفلت بها أجواء الرواية ما يصف به البطل إحدى الحالات التي مر بها “كل شيء جميل ويدعو للخوف والقلق ينساب في رأسه.. وداعة طائر وردي نادر خجل ورد الحنون الأحمر، مواء القطة خوفا على أولادها، التعب الذي يقاسيه وعل جبلي من مناطحة صخرة صماء، الألم الذي تلاقيه الحجارة الصغيرة المفتتة منْ جراء النطح”.

يذكر أن زعاترة أصدر قبل هذه الرواية كتابا في النقد الأدبي بعنوان “الغفران في الميزان”، ومجموعة قصصية بعنوان “رجل واحد”.

12