اكتئاب الحمل يرتبط بإصابة الطفل باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة

لندن - توصل العلماء إلى أن المشكلات الصحية التي قد تتعرّض لها الأم قبل الحمل وأثناءه، ترتبط بدرجة كبيرة ومباشرة بخطر إصابة الطفل باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بنسبة 86 في المئة أكثر من الأطفال الذين لم تتعرّض أمهاتهم للمشكلات ذاتها. ونشرت جامعة كامبريدج البريطانية نتائج دراسة حول مدى إمكان التنبؤ باحتمال إصابة الطفل بأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، عن طريق متابعة عوامل محددة تتعرض لها الأم قبل شهور الحمل وخلالها.
وبينت الدراسة أن العوامل تتمثل في إصابة الحامل باكتئاب الحمل، وولادة طفل ذكر، وتدخين الأم أثناء الحمل أو تعرّضها للتدخين السلبي، وتناولها المسكّنات الأفيونية، ومعاناة الأب والأم أو أحد أفراد العائلتين من مرض نفسي أو عقلي، وكون عمر الأم أو الأب أقل من 20 سنة، وانخفاض دخل الأسرة، وتناول الأم أدوية غير موصوفة.
ويمكن للحمل أن يكون فترة سعادة وتوتّر. وتشير الأبحاث إلى أن حوالي 7 في المئة من النساء الحوامل يصبن بالاكتئاب أثناء الحمل. وقد تكون المعدّلات أعلى في البلدان منخفضة ومتوسّطة الدخل.
◙ انخفاض دخل الأسرة ومعاناة الأم من مرض نفسي يزيدان من خطر إصابة الطفل باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
ويعدّ الاكتئاب، وهو الاضطراب المزاجي الذي يسبّب الشعور المتواصل بالحزن وفقدان الاهتمام، أكثر اضطراب مزاجي شائع بين العامة. وتصيب هذه الحالة النساء بنسبة الضعف عن الرجال، ويصل الظهور الأولي للاكتئاب إلى ذروته خلال السنوات الإنجابية للمرأة.
وبعض أعراض الاكتئاب، بما في ذلك التغيّرات في النوم ومستوى النشاط والشهية والرغبة الجنسية، تشبه أعراض الحمل. ونتيجة لذلك، قد تعزو الأم أو مزوّد الرعاية الصحية الخاص بها هذه الأعراض إلى الحمل ، بدلا من الاكتئاب.
وقد تحجم النساء أيضا عن التحدّث إلى مزوّدي الرعاية الصحية الخاصين بهن حول التغييرات في المزاج أثناء الحمل، بسبب وصمة العار المرتبطة بالاكتئاب. هناك أيضا ميل للتركيز أكثر على الصحة البدنية للمرأة أثناء الحمل، بدلا من التركيز على الصحة العقلية.
وتتماثل مؤشرات الاكتئاب وأعراضه خلال الحمل مع تلك التي تحدث في حالة الاكتئاب لدى عامة الناس. ولكن هناك دلائل إضافية قد تشير إلى الاكتئاب خلال فترة الحمل، ومنها القلق المفرط بخصوص المولود، وتراجع الثقة بالنفس، مثل الشعور بالتقصير كأم، وعدم القدرة على الإحساس بالمتعة من خلال الأنشطة التي تجد الحامل ممتعة عادة.
ومن الدلائل أيضا سوء الاستجابة للطمأنة، وسوء الالتزام بالرعاية خلال الحمل، والتدخين أو شرب الكحوليات أو تناول الأدوية غير المشروعة، وسوء زيادة الوزن بسبب النظام الغذائي الناقص أو غير الملائم، والتفكير في الانتحار. وتشير بعض الأبحاث إلى أن نوبات الاكتئاب تحدث بشكل متكرر خلال الثلث الأول والثالث من الحمل.