الانتقالي الجنوبي يعلن استعداده خوض معركة مصيرية لتحرير الشمال

حضرموت (اليمن) – تعهد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني اللواء الركن فرج البحسني وهو أيضا نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بعدم تخلي أبناء الجنوب عن إخوانهم في المناطق الشمالية مؤكدا استعدادهم لخوض معركة مصيرية لتحرير الشمال من قبضة جماعة الحوثي الذين رفع في وجهها ثلاث لاءات "لا حوار ولا مصافحة ولا سلام"، وذلك في خضم رسائل سياسية بشأن مصير الجنوب.
وقال اللواء البحسني تصريحات صحافية بعد ساعات من وصوله إلى مدينة سيئون بمحافظة حضرموت شرقي البلاد إن "أبناء الجنوب لن يتخلّوا عن إخوانهم في المناطق الشمالية الذين قاوموا الميليشيا، بل سيدعمونهم في سبيل التخلص من ميليشيا الحوثي".
وتابع البحسني "سنخوض أي مصير مع أبناء الشمال للتحرر من ميليشيات الحوثي، ولن نضع أيدينا في أيادي ميليشيات الحوثي بأي حال من الأحوال".
وبشأن التسويات مع جماعة الحوثي رفض اللواء البحسني أي سلام أو وحدة معها، قائلا إنها "عدو واضح، وإذا كان هناك تسوية سريعة فلا يمكن أن نتوحد مع ميليشيا الحوثي"، مضيفا "حتى أبناء شمال اليمن يرفضون التوحد مع هذا الميليشيات الإرهابية".
وأكد أهمية الحل العادل للوضع في اليمن، والذي سينهي أي مبررات لأي إشكاليات في المستقبل، مشددا على أهمية التفاف أبناء جنوب اليمن حول بعضهم البعض عبر التضامن الواسع لمواجهة خطر ميليشيا الحوثي.
وقال "ما دام العدو الحوثي واضحا والحلول واضحة يجب أن نستعد الآن عبر التضامن الواسع، وعلى كل القوى السياسية أن تجتمع للحوار وعلى رؤية وفكرة ماذا يريد الجنوب في المرحلة المقبلة".
وكشف عن زيارات ميدانية مرتقبة سينفذها خلال الأيام القادمة، لتقييم عمل السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، وكذلك السلطات المحلية بالمديريات، والمرافق الحيوية المهمة، للاطلاع عن كثب على مستوى أدائها، وستشمل الأجهزة العسكرية والأمنية أيضًا.
واعتبر اللواء البحسني تعيينه نائبا لرئيس المجلس الانتقالي "مهمة سياسية جديدة"، مشيرا إلى أن القيادة الجنوبية والقوى السياسية في جنوب اليمن تستعد لعمل مداولات في حضرموت في ظل الاستحقاقات السياسية المقبلة.
وشدد على ضرورة أن يستعد أبناء الجنوب كافة ويسخروا جهودهم لنيل الاستحقاقات القادمة.
وأشار إلى أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تحضر لعقد دورة للجمعية الوطنية في الـ21 من مايو في حضرموت.
ولفت إلى أن أبناء حضرموت لن يختلفوا أبدًا حول مصير محافظتهم، كون المواقف التي تمت على خلفية المتغيرات من أجل تعزيز الخيار الأفضل للمحافظة وتثبيتها في خارطة المسار السياسي الجديد.
وتأتي تصريحات عضو مجلس القيادة الرئاسي في ظل تصعيد حوثي في عدد من جبهات القتال، كان آخرها في الضالع والحديدة وتعز، بالإضافة إلى إجراء جماعة المدعومة إيرانيا مناورات عسكرية لتهديد جنوب اليمن.
وتجري تطورات الميدانية وعسكرية للحوثيين رغم الجهود المكثفة لإحلال السلام في اليمن، ما يكشف نوايا الجماعة الحوثية "المبيتة" في الانقلاب على اتفاق التهدئة.
ووصل اللواء البحسني مساء السبت إلى مدينة سيئون بعد زيارة خارجية ناجحة شملت عدد من الدول العربية، لمعالجة بعض القضايا المهمة، وذلك بعد أيام من اختياره نائبا لرئيس المجلس الانتقالي عقب التوقيع على ميثاق الشرف الجنوبي الذي نص على دولة فيدرالية جنوبية.
والأربعاء الماضي أصدر رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي سلسلة من القرارات تضمنت إعادة تشكيل الهيئات القيادية في الانتقالي، واستحداث هيئات جديدة، وتم بموجب هذه القرارات تعيين ثلاثة نواب للزبيدي في المجلس، من بينهم عضوان في مجلس القيادة الرئاسي هما عبدالرحمن المحرمي وفرج البحسني، إلى جانب اللواء أحمد سعيد بن بريك.
وعين الزبيدي 23 عضوا جديدا في المجلس الانتقالي، بينهم قادة مكونات جنوبية شاركت في اللقاء التشاوري الجنوبي، إلى جانب قيادات عسكرية وسياسية وقبلية جنوبية بارزة مثل اللواء هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع اليمني الأسبق في أول حكومة بعد وحدة 1990، ونائب وزير الداخلية علي ناصر لخشع، ومحافظ المهرة السابق راجح بن كريت، والشيخين القبليين البارزين عبدالرب النقيب وعبدالله آل عفرار.
وتضمنت القرارات التي أصدرها الزبيدي تعيين رؤساء لعدد من هيئات المجلس، ومن أبرزهم ناصر الخبجي رئيسا للهيئة السياسية وشؤون وحدة المفاوضات، وسالم العولقي رئيسا لهيئة الإعلام، إلى جانب رؤساء لهيئات الاقتصاد والخدمات، والمجتمع والمرأة والشباب والتدريب والتأهيل والإغاثة الإنسانية ودعم صناعة القرار والتطوير المؤسسي.
واشتملت قرارات رئيس المجلس الانتقالي على قرار باستحداث القيادة التنفيذية العليا لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي والتي تضم في عضويتها وزراء الجنوب في حكومة المناصفة ومحافظي محافظات الجنوب ومن يرى رئيس المجلس ضرورة إضافته لعضويتها. كما أصدر الزبيدي قرارا بتشكيل “مجلس المستشارين” بالمجلس الانتقالي الذي يضم في عضويته 392 عضوا، ويعتبر المجلس وفقا لقرار إنشائه “هيئة مركزية استشارية لرئيس المجلس وهيئة الرئاسة وهيئاته المركزية؛ والغرفة التشريعية الثانية للمجلس إلى جانب الجمعية الوطنية”، ويضم المجلس أعضاء من المكونات الجنوبية حديثة الانضمام للانتقالي مع مراعاة التوزيع الجغرافي والسكاني للجنوب.
وبموجب قرارات إعادة الهيكلة التي أصدرها عيدروس الزبيدي، يتحول المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مظلة تضم عددا من أبرز المكونات والقوى الجنوبية، كما يصبح الانتقالي ممثلا بحسب التحولات الجديدة، بثلاثة أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي.
وتعزز هذه القرارات من حضور المجلس الانتقالي وقوته الشعبية والسياسية بعد توسيع دائرة المشاركة فيه، وهو الأمر الذي ينعكس على موقف المجلس كممثل للجنوب في أي مشاورات سياسية قادمة حول الحل النهائي للأزمة اليمنية، التي يطالب الجنوبيون بأن تتضمن حقهم في تقرير مصيرهم واستعادة دولة الجنوب إلى حدودها ما قبل اتفاق الوحدة اليمنية في مايو 1990.