حكومة عبدالحميد الدبيبة مكبلة أمام غطرسة الميليشيات في الزاوية

اشتباكات مسلحة في الزاوية راح ضحيتها شخصان وأصيب عدد آخر بينهم امرأة وطفل.
السبت 2023/05/13
وعود الدبيبة لا تلقى طريقها إلى التنفيذ

الزاوية (ليبيا) - تقف حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا مكبلة أمام تمادي الميليشيات في مدينة الزاوية، رغم الوعود الكثيرة التي أطلقتها الحكومة خلال الأيام الماضية بشأن حرصها على إنهاء حالة الانفلات الأمني في المدينة الواقعة على بعد 40 كلم غرب العاصمة طرابلس.

وواجهت الزاوية السبت يوما آخر عصيبا، على خلفية اشتباكات مسلحة راح ضحيتها شخصان وأصيب عدد آخر بينهم امرأة وطفل، وسط حالة من الرعب أصابت سكان المنطقة.

وأفاد جهاز الإسعاف والطوارئ بليبيا بأن “اشتباكات جرت وسط الزاوية والحصيلة الأولية وجود قتيلين”. وطالب الجهاز “فرقة من المناطق القريبة من مدينة الزاوية، بإعلان حالة النفير والدعم لفرع الزاوية”.

وقالت مصادر أمنية بمدينة الزاوية إن الاشتباكات جرت في منطقة ضي الهلال بين مجموعة مسلحة تسمى “الشرفاء” وأخرى تتبع جهاز مكافحة الإرهاب (حكومي).

وناشد “الهلال الأحمر” الليبي، بفرع الزاوية، في بيان على صفحته بفيسبوك “الأطراف المتنازعة هدنة لاستخراج العائلات المحاصرة في مناطق النزاع وتستغيث للخروج”.

عدم تحرك حكومة الوحدة متوقع، حيث إن الميليشيات التي تنشط في الزاوية هي موالية لهذه الحكومة، والدبيبة لا يريد أي صدامات معها خشية أن يفقد دعمها

وكانت مدينة الزاوية شهدت خلال الأيام الماضية خروج مسيرات احتجاجية تطالب بإخراج الميليشيات المسلحة، التي يحملونها مسؤولية تفشي الجريمة.

وقد تعهدت حكومة عبدالحميد الدبيبة خلال لقاء مع وفود أهلية من الزاوية بالعمل سريعا على الاستجابة لمطالب أهالي المدينة، وبالفعل أعلنت عن تشكيل خلية أزمة لكن لا شيء تحقق حتى الآن.

ويرى متابعون أن عدم تحرك حكومة الوحدة متوقع، حيث إن الميليشيات التي تنشط في الزاوية هي موالية لهذه الحكومة، والدبيبة لا يريد أي صدامات معها خشية أن يفقد دعمها.

وسبق وأن وجهت قيادات في هذه الميليشيات رسالة تحذير لحكومة الوحدة من مغبة التفكير في إخراجها من المدينة، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى سقوط سريع لطرابلس، على يد قوات حفتر (في إشارة إلى الجيش الليبي).

واستنكر الكاتب والمحلل السياسي عبدالله المقري عدم تدخل الحكومة المنتهية لوقف نزيف الدماء في الزاوية.

وقال المقري في تدوينة عبر حسابه الرسمي على فيسبوك “صراع دموي في الزاوية والميليشيات المملوكة لدولة الدبيبة تتفرج على هذه المبارزة، والتي أصبحت مظهرا من الصراع كطبيعة فبراير التي دارت الدائرة على من التحق بها وفق مقولة السلف مردود”.

 وأضاف المقري “يبدو أن عبدالله باتيلي رئيس بعثة الدعم في ليبيا أصيب هو الآخر بعدوى الصمت، واختفى عن الأنظار“.

وشدد المحلل السياسي علي حسين على أن مدينة الزاوية تحتاج إلى حرب تحرير من الجريمة.

وقال حسين في تغريدة عبر تويتر “مدينة الزاوية التي لا تبعد عن طرابلس ومقر حكومة عائلة الدبيبة سوى 40 كيلومترا، وتقع في نطاق المنطقة الغربية، لا تحتاج سوى إلى حرب تحرير بأتم معنى الكلمة بدون أي تجميل أو طبطبة، لأن ما يحدث فيها تجاوز مرحلة العبث والفوضى وأصبحت غارقة في الجريمة”.

4