استثمارات الشرق الأوسط تدعم مرونة الفنادق الأوروبية

بروكسل - أظهر الاستثمار في الفنادق الأوروبية خلال هذا العام مقاومة للضغوط الاقتصادية واسعة النطاق حول العالم، وذلك بفضل تدفق رؤوس الأموال من دول الشرق الأوسط، بينما تنشغل دول الاتحاد بمحاصرة مشكلاتها المتجدّدة.
وفي ظل طفرة عوائد النفط بسبب الحرب، واصل المستثمرون الخليجيون توظيف أموالهم في العديد من الأسواق العالمية فهم يركزون في جزء من محافظ أعمالهم على الأصول الخاصة بالضيافة في الأسواق الرئيسية.
4.1
مليار يورو استثمار الخليجيين في الربع الأول من 2023 بنمو بلغ 18 في المئة بمقارنة سنوية
ورصد تقرير صادر عن شركة كوشمان أند ويك فيلد أن قيمة الصفقات في الفنادق الأوروبية زادت بنسبة 18 في المئة خلال الربع الأول من عام 2023 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي رغم ارتفاع تكاليف التمويل والضغوط التضخمية المستمرة.
وأشارت فيلد إلى أن القيمة الإجمالية لتلك الصفقات بلغت نحو 4.1 مليار يورو (4.5 مليار دولار) في الفترة الممتدة بين يناير ومارس الماضيين.
وبحسب البيانات، التي نشرتها الشركة الجمعة، وأوردتها وكالة بلومبرغ، فقد وصلت قيمة الاستثمارات إلى نحو 18.6 مليار يورو في الاثني عشر شهرا الماضية حتى مارس الماضي.
وتعزز ذلك عبر نمو تدفق رؤوس الأموال من دول الخليج، والتي تؤكد الإحصائيات أنها زادت بواقع 500 في المئة خلال الربع الأول بمقارنة سنوية بفضل إبرام صفقات كبيرة.
ومن بين تلك العمليات شراء دبي هولدينغ فندق “ويستن باريس فاندوم” في فبراير الماضي. كما اشترى صندوق من أبوظبي فندق “إديشن في ريكيافيك” في أوائل يناير.
وفي الشهر التالي استحوذت مجموعة جميرا المتخصصة في إدارة الفنادق الفاخرة والتابعة لدبي القابضة على فندق “لو ريتشموند” كأوّل استثمار لها في سويسرا ضمن مساعيها نحو مواصلة مسيرة نموها وتوسّعها عالميا.
وتأتي الفنادق في مقدمة القطاعات التي تأثرت بتداعيات الجائحة، ثم الحرب في أوكرانيا، حيث هبطت إجراءات الإغلاق التي طبّقتها الحكومات للحد من تفشي الوباء، بإيراداتها إلى مستويات غير مسبوقة.
ولكن مع استمرار قطاع السفر الترفيهي وسياحة الأعمال في الانتعاش أكثر في العديد من الأماكن في العالم بعد فترة الوباء وخاصة أوروبا، يعمل المستثمرون الخليجيون على اقتناص المزيد من الفرص خلال هذا العام.
قيمة الصفقات في الفنادق الأوروبية زادت بنسبة 18 في المئة خلال الربع الأول من عام 2023 رغم ارتفاع تكاليف التمويل
وأشار التقرير إلى أنَّ الاستثمارات في المنتجعات تمكّنت من الصمود جيدا، إذ زادت بنسبة 50 في المئة تقريبا لتصل قيمتها إلى 3.7 مليار يورو.
وقال خبراء فيلد أن ذلك يؤكد مرونة قطاع الترفيه، حيث تدعم أنماط العمل الأكثر مرونة الطلب على السفر، على الرغم من ظروف الاقتصاد الكلي الصعبة.
ويرى محللون أن الفنادق تعتبر جذابة أيضا في البيئة الحالية لأنَّ استخدام اتفاقيات الإدارة بدلا من عقود الإيجار التقليدية يساعد على التحوط ضد التضخم.
كما أنه بإمكان مالكي العقارات ومشغلي الفنادق مشاركة الدخل الناتج عن كل أصل بدلا من الاعتماد على إيجار ثابت طويل الأجل بهدف تحقيق إيرادات مستدامة.
وتزخر الأسواق الأوروبية بالاستثمارات الخليجية المتنوعة، مثل صناعة الحديد والصلب والرياضة وتوليد الطاقة المائية والحرارية وإنتاج المواد الغذائية والزراعة واستثمارات الطاقة وغيرها.