التعرض بانتظام لضوضاء المرور يزيد خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق

منظمة الصحة العالمية: شخص بين كل خمسة أوروبيين يتعرض بانتظام لمستويات من الضوضاء المسائية.
الخميس 2023/05/11
استعمال السماعات لتجنب ضوضاء المرور

برلين - يصعب تجنب الضوضاء الناجمة عن حركة المرور في المدن ولكنها تفوق الإزعاج، حيث تعد خطرا صحيا حقيقيا، ويرى الخبراء أن التعرض بانتظام لضوضاء المرور يزيد خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق.

وأفادت دراسة أجرتها وكالة البيئة الألمانية بأن ضوضاء الطرقات البرية والسكك الحديد والطائرات إذا زادت حول الشخص بواقع 10 ديسيبل، فإن خطر الإصابة بالاكتئاب يمكن أن يرتفع بما يصل إلى 4 و5 و11 في المئة على التوالي.

وبالنسبة إلى اضطرابات القلق، يزيد الخطر بواقع ما يصل إلى 3 في المئة (للطرقات البرية والقطارات) و15 في المئة (لضوضاء الطائرات).

وقال المركز الاتحادي الألماني للتعليم الصحي إن الصحة النفسية للإنسان ليست الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتأثر بالضوضاء، ولكن أيضا جسده.

وتتراجع جودة النوم وتحدث مشاكل في التركيز ابتداء من 30 ديسيبل، وهي وحدة قياس قوة الصوت بالصلة بحاسة السمع الإنساني.

وفوق 60 ديسيبل، يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن يتسبب التعرض لـ85 ديسيبل من الضوضاء حوالي حجم الصوت في طريق سريع في ضرر للأذن الداخلية.

خطر الإصابة باضطراب القلق يتضاعف في حال استيقظ الأشخاص ثلاث مرات أو أكثر خلال المساء جراء الضوضاء

وتظهر دراسة وكالة البيئة الألمانية أن خطر الإصابة باضطراب القلق أو الاكتئاب يتضاعف تقريبا في حال استيقظ الأشخاص ثلاث مرات أو أكثر خلال المساء جراء ضوضاء حركة القطارات.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يتعرض شخص بين كل خمسة أوروبيين بانتظام لمستويات من الضوضاء المسائية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية.

وكشفت دراسة سابقة أجريت على الطرقات الرئيسية التي تسير عليها أكثر من ثلاثة ملايين مركبة سنوياً بعدة مدن ألمانية، أن عدد الأشخاص المعرضين للضوضاء في مدن مثل إرفورت ويينا وفايمار مرتفع بشكل خاص.

ولا تتوقف أضرار هذه الضوضاء عند الإزعاج ولكن لها عواقب صحية خطيرة، وفق ما كشف عنه الخبراء المشرفون على الدراسة التي نشرت نتائجها صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية. وهذه العواقب قد تبدأ باضطرابات النوم وتصل إلى أمراض القلب والأوعية الدموية أو الاكتئاب.

في المقابل كشفت دراسة جديدة شارك فيها خبراء من جامعتي أكسفورد وبكين العلاقة بين الانزعاج طويل الأمد من ضوضاء الشوارع وارتفاع ضغط الدم.

وأجرى الفريق تحليلًا شاملاً بالاعتماد على بيانات السكان على الطرقات المزدحمة مثل عنوان السكن، كما تم تحديد وتيرة ارتفاع ضغط الدم بين المشاركين من خلال تقييم السجلات الطبية.

بعد ذلك قام الباحثون بتقدير العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم في عينة تحليلية لأكثر من 240 ألف مشارك لم يعانوا من ارتفاع ضغط الدم في بداية الدراسة.

وخلال فترة المتابعة التي دامت لأكثر من ثماني سنوات، تم تسجيل 21140 حالة من ارتفاع ضغط الدم الأولي بين المشاركين في الدراسة، حسبما أفاد الفريق. وهو ما يدل على أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من ضوضاء المرور على الطرقات السريعة، قد يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

15