الخطوط الكويتية تقطع خطوة باتجاه نقطة التوازن المالي

الكويت - أكدت الخطوط الجوية الكويتية الأحد أنها تتجه بثبات نحو توديع سنوات من الخسائر بفضل الإستراتيجية التي تتبعها إدارة الشركة، مستفيدة من حزم الدعم الحكومي وعودة تعافي قطاع النقل الجوي بعد الأزمة الصحية.
وقال عيسى الحداد، مساعد الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات، في مقابلة مع رويترز إن الشركة “تسير في الطريق الصحيح للوصول إلى نقطة التعادل بين الأرباح والخسائر بحلول عام 2025، رغم ارتفاع أسعار النفط”.
وتأمل الشركة الحكومية، التي سجلت خسائر متتالية على مدى سنوات، أن تغير صفقة كبيرة لشراء طائرات أعلنتها العام الماضي مع أيرباص من مسارها الحالي، وأن تصل بها إلى تحقيق أرباح في 2025 والتوسع للوصول إلى وجهات جديدة.
ونجحت الشركة العام الماضي في تقليص خسائرها إلى قرابة النصف، وقد سجلت خسائر صافية قدرها 55 مليون دينار (180.26 مليون دولار) مقارنة بخسائر قدرها 107 ملايين دينار (350.5 مليون دولار) في 2019.
وأكد الحداد أن “الأوضاع في تحسن مستمر والطلب عال جدا، والتحدي هو كيف نواكب متطلبات السوق الحالية”.
وأضاف “سياستنا هي تحسين الإيرادات وتقليل المصروفات للوصول إلى نقطة التعادل، وأنا متفائل جدا بأن تكون النتائج أفضل في المرحلة القادمة”.
وأشار الحداد إلى أن التأثير الكبير لأسعار النفط على الشركة كان عندما بلغ سعر برميل النفط 120 دولارا، لكنه انخفض حاليا إلى نحو 75 دولارا، معتبرا أن سياسة الشركة هي تقليل كلفة الوقود بقدر الإمكان.
وارتفعت إيرادات الشركة العام الماضي بنحو 115 في المئة على أساس سنوي، وزادت بنسبة 10 في المئة عن عام 2019 قبل بدء الجائحة التي عصفت بشركات الطيران.
وأعلنت الخطوط الجوية الكويتية في 2022 أنها رفعت حجم طلبية سابقة من أيرباص من 28 طائرة إلى 31 طائرة، في صفقة قيمتها ثلاثة مليارات دولار.
وشملت الطلبية الجديدة شراء تسع طائرات أيرباص “أي 320 نيو”، وست طائرات من طراز “أي 321 نيو”، وثلاث طائرات من طراز “أي 321 نيو أل.آر”، وأربع طائرات “أي 330 – 800 نيو”، وسبع طائرات أي 330 – 900 نيو”، وطائرتين “أي 350 – 900”.
وجاء التعديل حينها لمنح الشركة المزيد من المرونة عبر زيادة عدد الطائرات نحيفة البدن، بالإضافة لتوفير نحو 200 مليون دولار.
وتعد الشركة من أقدم كيانات قطاع النقل الجوي الخليجي، فقد تأسست في 1954، وكانت من أكبر شركات الطيران في المنطقة، إلا أن مكانتها تراجعت بشكل كبير في العقدين الماضيين بعد بروز منافسين أقوى، وهم طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية.
◙ الظروف المالية التي مرت بها الشركة بسبب قيود الإغلاق فرضت إعادة هيكلة أعلى هرم فيها لمواجهة التحديات الكثيرة التي أثرت على أعمالها
ويرجع خبراء سبب ذلك التراجع وعدم قدرة الخطوط الكويتية على الاستحواذ على حصة في سوق النقل الجوي إلى الارتجال في تنفيذ الخطط الإستراتيجية للنهوض بالشركة المتعثرة، كما أن الصراعات السياسية والفساد أحيانا كان لهما دور كبير في التأثير على نشاطها.
وتمتلك الخطوط الكويتية نسبة 9.9 في المئة في شركة ألافكو لتمويل شراء وتأجير الطائرات الكويتية، التي قبلت عرضا مقدما من شركة ماكواري لشراء مجموعة من أصول ألافكو بمبلغ 2.215 مليار دولار.
وفرضت الظروف المالية التي مرت بها الشركة بسبب قيود الإغلاق إعادة هيكلة أعلى هرم فيها لمواجهة التحديات الكثيرة التي أثرت على أعمالها.
وفي تحرك لنفض غبار الأزمة عنها، أصدر وزير المالية الأسبق براك الشيتان في أغسطس 2020 قرارا بإعادة تشكيل مجلس إدارة الشركة لمدة ثلاث سنوات برئاسة علي الدخان، بعد أن قدم رئيس مجلس الإدارة السابق يوسف الجاسم استقالته.