حجاب صحافيات لبنانيات في حضرة وزير الخارجية الإيراني يثير الجدل

أثار ظهور مراسلات لبنانيات بغطاء الرأس في السفارة الإيرانية موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر أن الصحافة قضية ومسؤولية قبل أي أمر آخر، وكان يجب بهذه المناسبة إبداء التضامن مع ثورة الإيرانيات ضد إجبارية الحجاب.
بيروت - يتناقل المستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية منذ أيام صور مراسلات لبنانيات يرتدين الحجاب في المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في السفارة الإيرانية في بيروت في ختام زيارته إلى لبنان، حيث اعتبر ناشطون أن هذه الخطوة مرفوضة، خصوصا أن عبداللهيان دبلوماسي وليس رجل دين.
وقد تباينت التعليقات بين منتقد لقبول الصحافيات ارتداء الحجاب، وبين مدافع عنهن لتأديتهن مهمة إعلامية واحترامهن البروتوكول داخل السفارة.
واستغرب الكثيرون تجاهل الصحافيات اللبنانيات لقضية المرأة الإيرانية التي تخوض معركة ضد إجبارها على غطاء الرأس، واعتبروا أنه كان أجدر بالمراسلات احترام حقوق الإيرانيات وكرامتهن والتضحيات التي قدمنها في سبيلها إذ واجهن القتل والاعتقال والاختطاف والتعذيب.
ومن هذه التعليقات، قالت الإعلامية جويس تابت:
وقال ناشط:
وجاء في تغريدة:
واعتبر البعض أن اضطرار صحافيات لبنانيات لارتداء الحجاب لتغطية خبر في السفارة الإيرانية في وقت تُقتل فيه المرأة في إيران لعدم ارتدائها الحجاب، هو سير نحو المزيد من القمع والإعدام.
وقالت ناشطة:
وذكرت مغردة:
في المقابل، قال ناشطون إن الهجوم الكبير على الإعلاميات غير مبرّر وغير مقبول، معتبرين أن "وضع الحجاب أمر طبيعي لأن هناك بروتوكولات لكل سفارة".
وظهر في العديد من المناسبات، إعلاميات بالحجاب أثناء مقابلة رجال الدين، كاعتراف بسلطة رجل الدين، بغية تفادي الانتقادات التي قد تلحق بهن بحال رفضن، أو ببساطة رفض طلبهن بإجراء المقابلات.
وأعاد البعض نشر صورة لزيارة السفيرة الأميركية في لبنان، دوروثي شيا، المجلس الأعلى للإسلام الشيعي في لبنان، إلى جانبها مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان، ماري إيلين، وهما ترتديان الحجاب.
وكتب مغرد:
وكتب الصحافي حسن فقيه:
لكن بالنسبة إلى ناشطين فإن القضية تتعلق هنا بمسألة خصوصية إيران في ظل ثورة النساء ضد إجبارية غطاء الرأس، ففي سبتمبر الماضي وفي أوج التظاهرات في إيران، كان من المفترض أن تجري كريستيان أمانابور مراسلة "سي.إن.إن"، مقابلة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في نيويورك خلال حضوره قمة للأمم المتحدة، غير أن رئيسي امتنع عن حضور المقابلة بعد أن رفضت أمانابور ارتداء الحجاب معتبرة أن قانون الولايات المتحدة لا يملي عليها ذلك.
ورأى مغردون أن موقف أمانابور كان متقدماً وشجاعاً لرفضها ارتداء الحجاب. ووجه مغردون الشكر للصحافية لاتخاذها "الموقف المبدئي الصحيح ضد الاستبداد".
وغرد كريم سادجادبور محلل السياسة الإيرانية – الأميركية في مؤسسة كارنيغي، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن العاصمة “جيد كريستيان أمانابور. يجب أن تنتهي الأيام التي يطلب فيها المسؤولون الإيرانيون من المراسلات والمسؤولات ارتداء الحجاب من أجل إجراء المقابلات والاجتماعات".
ورأت مغردة في الحالة اللبنانية:
وبالنسبة إلى الكثير من اللبنانيين فإن ارتداء غطاء الرأس في السفارة الإيرانية يشير إلى رمزية سلطة الأمر الواقع المفروضة عليهم من قبل حزب الله المرتهن لإيران، وليس إلى بروتوكول يجب احترامه كما في الدول الأخرى.
وأشاد العالم بشجاعة النساء الإيرانيات اللواتي تحدين قمع نظام الملالي في طهران على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني على يد "شرطة الأخلاق".
وكان الموت المفاجئ لمهسا أميني، الشرارة التي أطلقت الانتفاضة، وهي الفتاة الكردية البالغة من العمر 20 عاما حيث أرسلت إلى مركز إعادة تعليم لعدم ارتدائها الحجاب بطريقة مناسبة، ولأن شعر رأسها برز من تحت الحجاب. وانتهت في حالة غيبوبة وتحت التنفس الاصطناعي وماتت بعد ثلاثة أيام في 16 سبتمبر. وتحولت الهتافات والاحتجاجات على موتها إلى مطالب بتغيير النظام، حيث هتف المتظاهرون "الموت للدكتاتور" و"عارنا هو قائدنا العقيم" و"لا نريد جمهورية إسلامية" و"نساء حياة حرية".
وقد لاقت الثورة النسائية تعاطفاً في العالم، بما فيها الدول العربية.