المغرب يختتم الاحتفاء بالرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي

مراكش عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2024 بعد الرباط 2022.
الأربعاء 2023/05/03
أهم المتاحف الإسلامية يزور الرباط ويشهد مليونا ونصف مليون زائر

يتصدر المغرب قوائم منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) للتراث الإسلامي، ما دفع إلى اختيار الرباط عاصمة للثقافة بالعالم الإسلامي، في تأكيد على المكانة الخاصة التي تحظى بها باعتبارها مدينة للعيش المشترك. وعلى امتداد عام كامل قدمت التظاهرة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية وغيرها في احتفاء استثنائي اختتمت فعالياته مساء الاثنين.

الرباط - احتضن مسرح محمد الخامس في الرباط مساء الإثنين حفل اختتام فعاليات تظاهرة “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022″، التي نظمت طيلة سنة كاملة ضمن برنامج منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي.

وشهد الحفل حضور وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، والمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة سالم بن محمد المالك، وفعاليات ثقافية عدة من المغرب ومن بلدان عربية وأفريقية.

في كلمته بالمناسبة قال محمد المهدي بنسعيد إن فعاليات "الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022، عرفت نجاحا باهرا". وسلط الوزير الضوء على قيمة "التظاهرات الثقافية والفنية والفكرية ذات المستوى الرفيع" التي شهدتها الرباط في إطار هذا البرنامج، مبرزا على الخصوص احتضان المدينة المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، واللذين يشهدان إقبالا منقطع النظير.

وأكد بنسعيد أن اختتام فعاليات "الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022"، يشكل مناسبة كذلك لتثمين الجهود التي يبذلها المغرب لجعل عاصمة المملكة حاضرة عالمية بمعالمها الثقافية المختلفة. وذكر الوزير أن مدينة مراكش ستكون عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024، مبيّنا أن ذلك يمثل "فرصة لإبراز ما تزخر به عاصمة النخيل من معالم ثقافية وحضارة تاريخية".

اختتام التظاهرة

◙ معالم ثقافية تاريخية وحضارية جعلت الرباط تستحق لقب عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي
◙ معالم ثقافية تاريخية وحضارية جعلت الرباط تستحق لقب عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي

ولم يفت بنسعيد التنويه بالتعاون المشترك الذي يجمع بين المغرب ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة فيما يخص الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي، مشيرا إلى أن “المملكة تمكنت من تسجيل 27 عنصرا تراثيا على قوائم إيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي خلال سنة 2022”.

من جانبه ذكر المدير العام للمنظمة ما تزخر به مدينة الرباط من معالم ثقافية تاريخية وحضارية جعلتها “تستحق بحق لقب عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي”، مبرزا أن الرباط نالت شرف احتضان المتحف والمعرض الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية اللذين زارهما أكثر من مليون ونصف مليون زائر في أربعة أشهر.

محمد المهدي بنسعيد: المغرب يبذل جهدا لجعل عاصمة المملكة حاضرة عالمية بمعالمها الثقافية المختلفة
محمد المهدي بنسعيد: المغرب يبذل جهدا لجعل عاصمة المملكة حاضرة عالمية بمعالمها الثقافية المختلفة

كما أشار سالم بن محمد المالك إلى الأنشطة الثقافية التي احتضنتها عاصمة المملكة في إطار هذه التظاهرة، موضحا أن "الرباط جالت بـ260 نشاطا في آفاق المثاقفة خلال الاحتفاء بها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي"، منها احتضانها للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

وشهد حفل اختتام فعاليات “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022” عرضا موسيقيا شارك فيه جوق الموسيقى الأندلسية، برئاسة الأستاذ أمين الدبي، والفنانات سميرة القادري وكريمة الصقلي وبهاء الرندة، والفنانون سعيد بلقاضي ورشيد زروال، والموسيقار اللبناني مصطفى مطر، إلى جانب أوركسترا الجوق السمفوني.

جاء اختيار مدينة الرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، حسب إيسيسكو، “لما تزخر به المدينة العريقة من موروث ثقافي رفيع، وما تتوفر عليه من مؤسسات ثقافية وفنية عالمية، وما تشهده من حراك ثقافي وفني في محيطها العربي والإسلامي والأفريقي والمتوسطي، ونهضة عمرانية”، كما أنها "مركز إشعاع ثقافي دولي، ووجهة ثقافية وسياحية، تستقطب شرائح واسعة من داخل المملكة وخارجها".

وإلى جانب الرباط ضمت قائمة إيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022 ثلاث مدن أخرى هي القاهرة وباندونغ (أندونيسيا) وياوندي (الكامرون).

ويعد برنامج الاحتفاء بعواصم الثقافة الإسلامية من البرامج الكبرى لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، والذي تسعى من خلاله إلى التعريف بالمخزون الثقافي الإسلامي لعدد من عواصم الدول الأعضاء، وإبراز تنوع وغنى وجمالية مكونات تراثه المادي وغير المادي، وإسهامات علمائه وفنانيه ومبدعيه في مختلف مجالات المعرفة والبناء الحضاري للأمة وللإنسانية جمعاء.

عواصم الثقافة الإسلامية

◙ الرباط تزخر بإرث إسلامي عريق
◙ الرباط تزخر بإرث إسلامي عريق

يهدف هذا البرنامج إلى التعريف بالحواضر الإسلامية ذات العراقة التاريخية والتميز الثقافي، وتسليط الضوء على تراثها الفكري والثقافي والإبداعي، وإبراز التنوع الثقافي للشعوب الإسلامية. كما تهدف إيسيسكو من وراء هذا البرنامج إلى تنشيط الحركة الثقافية في العواصم المحتفى بها، وتفعيل الدور المحوري للعمل الثقافي في تدبير الشأن العام لهذه المدن.

وقد أطلق المغرب فعاليات “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي” لعام 2022 في مارس من العام الماضي خلال حفل أقيم على مسرح محمد الخامس في العاصمة المغربية بحضور عدد من المثقفين والدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين.

◙ فعاليات هذه التظاهرة شكلت مناسبة لتثمين الجهود التي يبذلها المغرب لجعل عاصمته حاضرة عالمية بمعالمها الثقافية المختلفة

وتسلمت أسماء أغلالو، رئيسة مجلس المدينة، شعار برنامج مدن الثقافة بالعالم الإسلامي من المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة.

واختيرت الرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022 عن المنطقة العربية فيما اختيرت مدينة باندونج في إندونيسيا عن المنطقة الآسيوية ومدينة ياوندي في الكاميرون عن المنطقة الأفريقية.

واعتبر المهدي بنسعيد في تصريح سابق أن اختيار العاصمة المغربية عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي “يؤكد المكانة الخاصة التي تحظى بها مدينة الرباط أفريقيا وعربيا إسلاميا ودوليا باعتبارها مدينة للعيش المشترك تتجسد فيها أسمى صور ومعاني التسامح والتعايش”.

ويذكر أن إيسيسكو أطلقت هذا البرنامج في 2005 بهدف تسليط الضوء على تاريخ المدن المختارة وأعلامها ورموزها وإسهامها العلمي والحضاري في التراث الإسلامي وأبرز معالمها الأثرية ومراكزها الثقافية.

 

13