الشباب حجر عثرة أمام طموح أردوغان إلى ولاية ثالثة

20 في المئة من الشباب سيصوتون للرئيس التركي وحزبه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
الاثنين 2023/05/01
هل حسم أردوغان أمر الانتخابات

إسطنبول - تشير استطلاعات الرأي إلى رفض الشباب لاستمرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السلطة وطموحه إلى ولاية رئاسية ثالثة، وأحد أبرز أسباب هذا الرفض هو ارتفاع مستويات التضخم والتضييق على حرية التعبير.

يبلغ عمر علي فرلي 18 عاما ولم يعرف سوى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السلطة، هذا الطالب سيصوت في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو الجاري لصالح مرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو.

وقال “لقد سئمت من الاستيقاظ كل يوم وأنا أفكر في السياسة. حين يرحل الرئيس أردوغان، سيتمكن الشباب من التركيز على امتحاناتهم والتعبير عن آرائهم بحرية”.

كمال كيليتشدار أوغلو حريص على محو الصورة العلمانية جدا لحزبه والتي لطالما شكلت نفورا للناخبين المحافظين

على غرار عمر هناك 5.2 مليون من الناخبين الشباب نشأوا في ظل حكم أردوغان، أي حوالي 8 في المئة من المقترعين، وهم مدعوون إلى الادلاء بأصواتهم في الانتخابات المرتقبة.

وقال كمال كيليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي - ديمقراطي)، مرشح تحالف من ستة أحزاب معارضة، أمام شبان في منتصف أبريل الماضي في أنقرة “عبركم سيأتي هذا الربيع”.

وبحسب استطلاع للرأي أجري حديثا فإن 20 في المئة فقط من شريحة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما سيصوتون للرئيس التركي وحزبه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 14 مايو، والتي تعتبر الأخطر على أردوغان منذ توليه السلطة في 2003.

مع اقتراب الانتخابات يتنافس أردوغان (69 عاما) وكيليتشدار أوغلو (74 عاما) على وعود لاستمالة جيل الشباب (مثل إلغاء الضريبة على شراء الهواتف النقالة وحزمة إنترنت مجانية وبطاقة الشباب) إلى حد أن المرشح الثالث محرم إنجه يحاول الظهور كمرشح الشباب.

ويقول أرمان باكيرجي، الباحث في معهد الاستطلاع كوندا، إن “التصويت لصالح أردوغان أقل لدى الشباب. الناخبون الذين يصوتون للمرة الأولى هم أكثر حداثة وأقل تدينا من الناخب العادي وأكثر من نصفهم غير راضين عن الحياة التي يعيشونها”.

وفي حي كاسيمباسا الشهير في إسطنبول يعبر الشباب صراحة عن سأمهم. يقول غوكان جيليك (19 عاما) “أردوغان يجب أن يرحل! كل جيراني سيصوتون له، لكن أنا لن أصوت له”.

من جهته يؤاخذ فرات يورداييت (عامل النسيج البالغ من العمر 21 عاما) الرئيس التركي على أنه بنى مطارا ثالثا في إسطنبول “بدلا من الاهتمام بالناس”.

ويقول “سأصوت لصالح محرم إنجه. لكن بغض النظر عمن سيتم انتخابه، سيكون دائما أفضل من أردوغان”.

وسيصوت صديقه بلال بويوكلير (24 عاما) لأردوغان لكنه يقر في الوقت نفسه بأن الرئيس التركي “مسؤول جزئيا” عن نسبة التضخم التي تبلغ 50 في المئة وعن انهيار الليرة التركية.

وقال “لا يمكنني إيجاد وظيفة بسبب اللاجئين السوريين ولا يمكنني الزواج، إنه مكلف جدا. لكنني لا أرى أي بديل”.

ويضيف هذا الشاب “لا يمكنني التصويت لصالح كيليتشدار أوغلو بسبب الدين. لقد داس بحذائه سجادة صلاة!”، مشيرا إلى خطأ فادح قام به هذا المرشح واستغله كثيرا الرئيس المنتهية ولايته والصحافة المؤيدة للحكومة.

مع اقتراب الانتخابات يتنافس أردوغان وكيليتشدار أوغلو على وعود لاستمالة جيل الشباب مثل إلغاء الضريبة على شراء الهواتف النقالة وحزمة إنترنت مجانية 

لكن كمال كيليتشدار أوغلو حرص على محو الصورة العلمانية جدا لحزبه والتي لطالما شكلت نفورا للناخبين المحافظين.

وقد وصل المرشح إلى حد اقتراح قانون يضمن وضع الحجاب، وهي وسيلة لاستمالة قاعدة النساء المحافظات اللواتي يصوتن تقليديا لأردوغان الذي سمح للطالبات المحجبات بالذهاب إلى الجامعة.

وعد كيليتشدار أوغلو في نهاية مارس خلال نداء وجهه إلى الشابات المحافظات قائلا “السيد كمال لن يدعكن تفقدن مكتسباتكن”.

وتحالف حزبه أيضا مع ثلاثة تنظيمات من التيار الإسلامي المحافظ، ويعدّ ذلك “رسالة مصالحة موجهة إلى الناخبين المتدينين، ويفترض أن تترك أثرا في صناديق الاقتراع”، بحسب رأي سيدا ديميرالب المحاضرة في العلوم السياسية في جامعة إيشك بإسطنبول.

وتقيم سيفجي (20 عاما) في حي أيوب، إحدى المناطق المحافظة جدا في إسطنبول. وستصوت في 14 مايو لكنها لا تريد “خلط السياسة بالدين”، وهي قلقة بشكل خاص على وضع الاقتصاد.

تقول هذه الشابة التي اضطرت إلى العمل لتمويل دراساتها المستقبلية “أردوغان هو العقبة الرئيسية أمام أحلامي”.

ويقاطعها صديقها معددا النجاحات التي تنسب إلى أردوغان. فتهز برأسها قائلة “حتى لو كان رئيسا جيدا، يجب ألا يتمكن من الحكم لمثل هذه المدة الطويلة”.

2