مشروع جبهة سياسية يتشكل في تونس لتحصين مسار يوليو

ملامح تبلور جبهة سياسية واضحة المعالم لدعم المسار الذي خطه الرئيس قيس سعيد.
الاثنين 2023/05/01
منفتحون على دعم المسار الذي خطه الرئيس سعيد

تونس - شكل افتتاح المؤتمر الثاني لحزب الوطنيين الديمقراطيين (الوطد) الذي أسسه القيادي اليساري الراحل شكري بلعيد، ملتقى لقيادات سياسية، أجمعت على ضرورة دعم مسار الخامس والعشرين من يوليو وتحصينه.

وقال متابعون للشأن التونسي إن حضور عدد من القوى السياسية للمؤتمر الذي نظمه حزب الوطد (شق القيادي منجي الرحوي)، وحديثها عن تقاطعات فيما بينها، يمهد لمشروع ولادة جبهة سياسية واضحة المعالم لدعم المسار الذي خطه الرئيس قيس سعيد في العام 2021. وكانت عدد من القوى السياسية في تونس أعلنت دعمها منذ البداية لمسار يوليو، لكن بشكل منفرد، على خلاف قوى المعارضة التي حرصت على بناء تكتلات وتحالفات لمواجهة المسار، على غرار تحالف جبهة الخلاص الذي تتزعمه حركة النهضة الإسلامية.

واعتبر متابعون أن تردد القوى الداعمة لمسار الخامس والعشرين من يوليو، في تشكيل جبهة سياسية موحدة، يعود في جانب منه إلى عدم حماسة الرئيس سعيد للتعاطي مع الأحزاب، ومحاولته وضع مسافة بينه وبينها، رافضا أي غطاء سياسي. وأشار المتابعون إلى أن تلك القوى التي تعتبر نفسها شريكا في المسار، وأنها من مهدت له من خلال المعارك التي خاضتها مع أقطاب السلطة قبل الخامس والعشرين من يوليو 2021، قد ترى أنه قد حان الوقت لتشكيل تحالف سياسي جديد يكون داعما ومحصنا للمسار، حتى من الرئيس نفسه.

عبيد البريكي: المؤتمر فرصة لتعميق النقاش حول الدفاع عن مسار يوليو
عبيد البريكي: المؤتمر فرصة لتعميق النقاش حول الدفاع عن مسار يوليو

وأكّد الأمين العام لحركة "تونس إلى الأمام" عبيد البريكي، في كلمته في المؤتمر، على ضرورة أن يكون المؤتمر في نسخته الثانية نقطة انطلاقة لتعميق النقاش حول الدفاع عن مسار الخامس والعشرين من يوليو. واعتبر البريكي خلال افتتاح المؤتمر الذي تتواصل فعالياته على مدى يومين: الثلاثين من أبريل والأول من مايو، أنّ “هذا المسار مهدد من قوى خارجية ومن قوى داخلية تسعى يوميا إلى تكريس التبعية”.

وأشار إلى أنّ “القوى اليسارية تتشارك وتتقاسم الجانب النضالي مع مسار انطلق من اعتبار أنّ السيادة الوطنية أساس الحريات، ومن ضرورة التمسّك بالكشف عن ملفات الفساد المالي وملفات الإرهاب وإعادة النظر في منوال تنمية جديد يقوم على العدالة الاجتماعية ولم يقبل بإملاءات صندوق النقد الدولي".

وقال الأمين العام لحركة “تونس إلى الأمام”، والذي كان أحد أبرز قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل، وسبق وأن كان أحد أعضاء المكتب التنفيذي لعدة دورات، “آن الأوان أن يتقاسم اليسار أهداف مسار الخامس والعشرين من يوليو للارتقاء بصورة تونس وانتصارا لاستحقاقات الشعب التونسي ولمبادئ الثورة التونسية".

وشدد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي على دور الأحزاب الوطنية في تحصين مسار الخامس والعشرين من يوليو من كلّ الانحرافات، وبالتالي تحقيق الدولة الديمقراطية القادرة على تحقيق مطالب الشعب التونسي والانتصار لقضاياه. وبدا أن المغزواي أراد توجيه رسالة بأن مسار الخامس والعشرين ليس مشروع الرئيس سعيد لوحده، بل هو مشروع مشترك.

ولا تخفي بعض الأحزاب، ومنها حركة الشعب التي نجحت في تحقيق نتائج مهمة في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي قاطعتها قوى المعارضة، امتعاضها مما تعتبره عملية تحييدها من قبل رئيس الجمهورية. ويعقد حزب الوطنيين الديمقراطيين مؤتمره الثاني في ضوء انقسامات تعصف به بين شق يقوده زياد لخضر، والذي يبدو منحازا للاتحاد العام التونسي للشغل في مواقفه السياسية حيال الرئيس سعيد، وشق يقوده النائب في البرلمان المنحل منجي الرحوي، والذي يعد داعما لمسار يوليو.

وكان المكتب السياسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الذي يقوده لخضر قد قرّر في الخامس من يونيو الماضي، فصل الرحوي وسحب عضويته نهائيا من الحزب، بسبب مشاركته في اجتماع هيئة إعداد الدستور الحالي. وأكّد الرحوي، خلال انطلاق فعاليات مؤتمر الوطد، أن التوجه نحو توحيد الديمقراطيين الوطنيين يعد من أولويات جدول أعمال المؤتمر.

وقال “نحن لا نعتبر أنّ هناك انشقاقا وانقساما لحزب الوطد، بل هناك قلة خرجت عن مسار الخط السياسي للوطنيين الديمقراطيين”. وأضاف أنّ مخرجات هذا المؤتمر، الذي يتزامن مع عقد شق لخضر مؤتمرا للحزب، تمّ الإعلان عنها بناء على قرار الدورة الـ33 للجنة المركزية. وتشكل حزب الوطنيين الديمقراطيين في العام 2011 على يد القيادي اليساري شكري بلعيد الذي جرى اغتياله في العام 2013، وسط اتهامات توجه لحركة النهضة بالوقوف خلف العملية، وهو ما تنفيه الأخيرة.

4