هل يستطيع السوداني تطوير جهاز المخابرات بعيدا عن أعين حلفاء إيران؟

رئيس الوزراء العراقي يشيد بجهود رجال جهاز المخابرات في تعزيز الأمن القومي للبلاد، ودورهم في محاربة الإرهاب داخل العراق وخارجه.
السبت 2023/04/29
المخابرات من اكثر الاجهزة الامنية الحساسة في العراق

بغداد - دعا رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة رئيس جهاز المخابرات العراقية، محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتطوير عمل جهاز المخابرات ورفع مستوى أدائه، لرصد المخاطر ومواجهة التحديات التي تواجه العراق وحفظ أمنه فيما يظل الجهاز محط اهتمام قوى سياسية موالية لايران ومجموعة من الميليشيات التي تمتلك نفوذا في الدولة وخارجها.
وأشاد السوداني خلال اجتماع  لمدراء المديريات والدوائر في جهاز المخابرات الوطني" بجهود رجال جهاز المخابرات في تعزيز الأمن القومي للبلاد، ودورهم في محاربة الإرهاب داخل العراق وخارجه"، حسب بيان للحكومة العراقية.
وشهد الاجتماع استعراض تقرير مفصل عن عمل دوائر الجهاز، وأنشطته خلال الفترة الأخيرة، وسير تنفيذ خططه الأمنية.
ويعتبر جهاز المخابرات جهازا حساسا في العراق حيث سعت القوى السياسية الموالية لايران السيطرة عليه لتنفيذ مخططاتها.
وعقب تولي السوداني رئاسة الحكومة السنة الماضية مثلت رئاسة الجهاز سببا في الصراعات والتوترات بين فصيلين من الحشد الشعبي الموالي لإيران هما عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي.
وطالبت عصائب أهل الحق خلال تشكيل الحكومة بمنصبي الأمن الوطني والمخابرات مقابل تنازلها عن حصصها الوزارية، لكن كتائب حزب الله تمسكت بدورها بالمنصبين، ما فجر خلافات بين القوتين الشيعيتين المدججتين بالسلاح.
واعتقد كثير من المراقبين حينها ان منح منصب مدير الاستخبارات لفصيل شيعي يفتح الباب أمام هيمنة هذا الفصيل من جهة وكذلك منح إيران فرصة لتغلغل أوسع في مفاصل الدولة العراقية لكن السوداني قرر في النهاية تولي المنصب لانهاء حالة الجدل.
ويؤكد السوداني مرارا سعيه لتأسيس مخابرات وأجهزة أمنية قوية وجمهورية بعيدة عن الصراعات السياسية وقادرة على مواجهة الإرهاب بكفاءة لكن ذلك صعب في بلد تتنازعه المصالح السياسية والولاء للخارج خاصة إيران التي تعتبر العراق حديقة خلفية لنفوذها.
وعقب تولي السوداني منصبه ادى زيارة الى مقر جهاز الاستخبارات واجتمع بمدراء وضباط في الجهاز حيث اكد حينها على ضرورة دعم دور الجهاز باعتباره مؤسسة أمنية على عاتقها مهام كبيرة لحماية البلاد.
كما دعا حينها إلى ضرورة محافظة الجهاز على مسار عمله وفق الاختصاصات التي يتولاه بموجب الدستور وميثاق العمل الداخلي للأجهزة الأمنية والقوانين ذات الصلة بتنظيم عمل تلك الأجهزة.