فرار رئيس ديوان الوقف السني المدان في قضايا فساد يحرج السلطات العراقية

هروب سعد كمبش يعزّز الشكوك في فاعلية المعركة التي أعلنها السوداني ضد الفساد.
الخميس 2023/04/20
هروب كمبش تقف خلفه قوى متنفذة

بغداد - شكل هروب رئيس ديوان الوقف السني السابق في العراق من سجن في مركز شرطة كرادة مريم في العاصمة بغداد، إحراجا كبيرا للسلطات العراقية، وعزز الشكوك في فاعلية المعركة التي أعلن عنها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ضد الفساد.

واعتُقل سعد كمبش، الرئيس السابق لديوان الوقف السني الذي يتولى بصورة رئيسية إدارة المراقد والمساجد السنية وغيرها من ممتلكات مدنية، في الحادي والعشرين من مارس الماضي، بعد ذلك صدر حكم عليه “بالحبس الشديد أربع سنوات” لإدانته “بمخالفة واجبات وظيفته عمدا والتسبب في إضرار المال العام”.

وذكرت مصادر عراقية أن عملية تهريب رئيس ديوان الوقف السني السابق تمت بسيارة من نوع “جكسارة” بيضاء اللون، مما يوحي بأن كاميرات المراقبة رصدت لحظات هروب المتهم.

وقالت مصادر أخرى إن هروب كمبش تقف خلفه قوى متنفذة، مشيرة إلى أن المركز الذي شهد عملية الهروب، يقع بالقرب من المنطقة الخضراء، واللافت أنه يبعد حوالي كيلومتر واحد فقط عن مستشارية الأمن القومي وبمربع أمني مطوّق بمنازل أعضاء مجلس النواب.

وكان وزير الداخلية أمر باحتجاز جميع الضباط الموجودين في المركز المعني، وقد أسفرت التحقيقات الأولوية عن تورط ثمانية من هؤلاء.

كمبش هرب من مركز شرطة في بغداد مساء الثلاثاء بمساعدة ثلاثة أشخاص كانوا ينتظرونه خلف مبنى السجن

وأعلنت مصادر أمنية هروب كمبش من مركز شرطة في بغداد مساء الثلاثاء “بمساعدة ثلاثة أشخاص” كانوا ينتظرونه خلف مبنى السجن، حسبما نقل بيان عن اللواء يحيى رسول المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء.

وقال رسول “بتاريخ الثامن عشر من أبريل الجاري وبعد زيارة النائب أسماء حميد كمبش إلى مركز الشرطه وقت الإفطار (إفطار رمضان) ومغادرتها له، وعند الساعة العاشرة والنصف ليلا هرب المحكوم بمساعدة ثلاثة أشخاص من خلف المركز والوصول إلى عجلتين (سيارتين) كانتا بانتظاره لتأمين هروبه إلى جهة مجهولة”.

وأوضح المتحدث العسكري في بيانه أن التحقيق “سمح بوضع اليد على وثائق وأدلة” ساعدت في “كشف وإلقاء القبض على كل من له علاقة بالهرب والأطراف التي سهلت ذلك”، ومن ثم “أصدر قاضي التحقيق أمرا بتوقيف ضباط ومنتسبي المركز المسؤولين عن حماية الموقوف”.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، رافضا الكشف عن أسمه، إنه تم توقيف ثماني ضباط و18 شرطيا.

وكانت محكمة جنايات مكافحة الفساد المركزية أصدرت حكما بالحبس الشديد لمدة 4 سنوات على كمبش، ويطرح بقاؤه في مركز للشرطة، وعدم تحويله إلى إحدى الوحدات السجنية في العراق، رغم صدور حكم إدانة بحقه، تساؤلات كثيرة.

وتولى كمبش رئاسة ديوان الوقف السني في العراق مطلع عام 2020 بعد أن شغل قبل ذلك منصب وكيل رئيس الديوان للشؤون الدينية والثقافية، وبعدها أعفي من رئاسة الوقف في منتصف العام الماضي.

وتعكس عملية الفرار حجم الفساد المتغلغل في العراق، والذي يبدو أنه سيكون من الصعب استئصاله، مع وجود مافيات متسيّدة للمشهد السياسي بحيث تجد حكومة محمد شياع السوداني صعوبة في الوصول إليها، أو لا تملك القدرة على ذلك.

وكانت الساحة العراقية ضجت مؤخرا بخبر اختفاء أحمد الكناني، المدان باغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي، من سجنه، فيما رفضت السلطات العراقية التعليق على هذه الضجة بالنفي أو الإيجاب.

3