بي.بي.سي متهمة بالانحياز إلى العائلة المالكة

لندن - اتُهمت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بالافتقار إلى الحياد في تغطيتها للعائلة المالكة والتتويج المرتقب للملك تشارلز. وفي رسالة بعثت بها إلى ديفيد جوردان، مدير التحرير ومعايير السياسة في بي.بي.سي، قالت مجموعة ريبابليك الانتخابية إن هيئة الإذاعة البريطانية “لم تبذل أي محاولة لتكون محايدة أو متوازنة” في تغطيتها للفترة التي تسبق الحدث في مايو المقبل.
واتهم الرئيس التنفيذي للمجموعة غراهام سميث الهيئة بالفشل في “معالجة الأسئلة الجادة المحيطة بالعائلة المالكة الأكثر إثارة للصدمة”، مؤكدا أن “بي. بي. سي في تغطيتها تنحاز علنا إلى القصر”. وقال سميث في تسليط الضوء على استطلاع حديث أجرته مؤسسة يوجوف بتكليف من ريبابليك إن 15 في المئة فقط من عامة الناس عبروا عن تحمسهم للتتويج وجادلوا بأن هيئة الإذاعة البريطانية تخدم مصالح “قلة قليلة من الناس” من خلال المبالغة في الترويج للحدث.
وجاء في رسالة ريبابليك “يجب أن يكون مصدر عار عميق لجميع المتورطين، بدلاً من التقارير الجريئة، لدينا تغطية تافهة وخاوية وغير نزيهة من هيئة الإذاعة البريطانية التي تخشى الازدراء العام وتأثير القصر”. وأضاف “نتيجة إخفاقات بي. بي. سي هي أن التغطية تخدم مصالح قلة قليلة يمكن أن يطلق عليها بشكل معقول اسم الملكيين. وهم بذلك يضرون الأمة بأسرها”.
وأكد “لقد ارتفع التأييد لإلغاء النظام الملكي بنسبة تزيد عن 30 في المئة وانخفض الدعم للملكية بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 في المئة إلى أقل من 50 في المئة. لكن لم ينعكس أي من ذلك على تغطية بي. بي. سي”.
◙ هيئة الإذاعة البريطانية أصدرت بيانا دافعت فيه عن موقفها مدعية أن الحدث له أهمية تاريخية للعديد من الجماهير في المملكة المتحدة وعالميا
وأصدرت هيئة الإذاعة البريطانية بيانًا الاثنين دافعت فيه عن موقفها، مدعية أن الحدث له “أهمية تاريخية” للعديد من الجماهير في المملكة المتحدة وعالمياً ويمثل مناسبة للاحتفال. وقال متحدث باسم بي.بي.سي “نعتقد أن تقاريرنا عادلة ونزيهة على النحو الواجب، وتسعى بي. بي. سي دائمًا إلى عكس مجموعة من وجهات النظر في تغطيتنا الملكية”.
وبالمثل، في العام الماضي، اتُهمت هيئة الإذاعة البريطانية بـ”التغطية المنحازة” بسبب تغطيتها الإيجابية لوفاة الملكة إليزابيث الثانية، وهو ادعاء نفته الهيئة باعتباره غير صحيح. وتابع سميث قائلا إن بي. بي. سي فشلت في الوفاء بتعهدها عام 2011 “بتحقيق التوازن مع مرور الوقت”. وأضاف “مرّ 12 عاما ومازلنا ننتظر”.
وإثر تنصيبه ملكا لبريطانيا يجد تشارلز الثالث نفسه أمام تحديات عديدة، أبرزها -بحسب مراقبين- المحافظة على وجود النظام الملكي في بريطانيا، خاصة مع تزايد الدعوات لتحويل البلاد إلى جمهورية.
وبعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية يعتقد دعاة الجمهورية في بريطانيا أن “نهاية المؤسسة الملكية” التي يبلغ عمرها أكثر من 1000 عام قد تكون “خطوة أقرب”، وفق تقرير لوكالة رويترز. “قد يرث تشارلز العرش، لكنه لن يرث الاحترام والتقدير الممنوحين للملكة”، هذه التصريحات تحدث بها الرئيس التنفيذي لمجموعة ريبابليك الانتخابية غراهام سميث خلال العام الحالي. وأوضح سميث أن “الملكة هي الملكية بالنسبة إلى معظم الناس. بعد وفاتها يصبح مستقبل المؤسسة الملكية في خطر شديد”.
وأظهرت استطلاعات رأي قديمة في بريطانيا أن أغلب البريطانيين يدعمون النظام الملكي، مع تأكيدهم على دعم شخص الملكة نفسها، وهو ما أوجد قناعة لدى الجمهوريين بأنه لا فرصة لتغيير النظام طالما الملكة مازالت على قيد الحياة آنذاك. ولكن الاستطلاعات تظهر أيضا أن الدعم يتراجع بين فئة الشباب البريطانيين، ناهيك عن أنه يقل عندما يتعلق الأمر بتشارلز.
ووصف تقرير نشرته صحيفة الغارديان اختلاف الآراء بين البريطانيين تجاه العائلة المالكة بـ"صدع بين جيلين"، ذلك أن الجيل الأكبر سنا يدعم وجود المؤسسة الملكية، فيما لا تعني هذه المؤسسة أي شيء للجيل الأصغر.