هيئات بث غربية تهجر تويتر لتصنيفها تابعة للدولة

قرار الهيئة الكندية يأتي بعد أيام على إعلان الإذاعة الوطنية العامة "أن.بي.آر" الأميركية وقف بث محتواها على تويتر.
الأربعاء 2023/04/19
حيادية على المحك

أوتاوا - أعلنت هيئة الإذاعة الكندية "سي.بي.سي" وقف أنشطتها على منصة تويتر بعد قيام المنصة المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك بوضع عبارة "ممولة من الدولة" على حساب الهيئة، وهو ما اعتبرته مجحفا ويلقي بظلال من الشك على حياديتها.

وجاء قرار الهيئة الكندية بعد أيام على إعلان الإذاعة الوطنية العامة "أن.بي.آر" الأميركية وقف بث محتواها على المنصة بسبب الخلاف حول توصيف المنصة لها، إضافة إلى راديو التلفزيون السويدي وراديو السويد إيكوت لنفس السبب.

وقال ليون مار، المتحدث باسم هيئة الإذاعة الكندية، إن "تويتر يمكن أن تكون أداة فعالة لتواصل صحافيينا مع الكنديين، لكنها تدمر دقة ومهنية العمل الذي يقومون به بالسماح بوصف استقلاليتنا بصورة مزيفة.. لذلك سنعلق نشاطنا على الحساب الرسمي للهيئة على تويتر وعلى كل الحسابات الإخبارية المرتبطة بهيئة الإذاعة الكندية وأخبار راديو كندا".

وذكرت هيئة الإذاعة الكندية وإذاعة راديو كندا الناطقة بالفرنسية التابعة لها أنها “مؤسسة تابعة للتاج”، مما يعني أنها مملوكة بالكامل للدولة، لكنها “تعمل على بعد كاف من الحكومة” ومستقلة تحريريا.

واستقلال هيئة البث الكندية التحريري محمي بموجب قانون البث الكندي. وقالت في بيان إن تويتر أضاف وسم "وسائل إعلام ممولة من الحكومة” على حساباتهما، ووصفتا هذا النوع من التعامل بأنه شبيه بالتعامل مع وسائل إعلام الدول الاستبدادية. وأضاف أن هذا الوسم في حالتهما “غير حقيقي ومضلل". وتابعت "سنقوم بإيقاف نشاطنا مؤقتا على حساب تويتر الخاص بشركتنا وجميع حسابات سي.بي.أس وراديو كندا الإخبارية”.  وحضت “سي.بي.سي” الكنديين على متابعتها على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

هيئة الإذاعة الكندية "مؤسسة تابعة للتاج"، مما يعني أنها مملوكة للدولة، لكنها تعمل على بعد من الحكومة ومستقلة تحريريا
◙ هيئة الإذاعة الكندية "مؤسسة تابعة للتاج"، مما يعني أنها مملوكة للدولة، لكنها تعمل على بعد من الحكومة ومستقلة تحريريا

وقالت منصة تويتر إنه يتم “تعريف المؤسسات الإعلامية الممولة من الدولة بوصفها وسائل الإعلام التي تقدم لها الحكومة بعض أو كل تمويلها، وربما تتفاوت درجة تدخل الحكومة في محتواها التحريري”. وانسحبت الإذاعة الوطنية العامة الأميركية من تويتر بعد وصفها بأنها “وسيلة إعلام تابعة للدولة”، وهو ما يضعها جنبا إلى جانب مع الأبواق الدعائية في الدول المستبدة بحسب الإذاعة.

كما أثارت منصة تويتر غضب هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” ومشاهديها، بعد وضع علامة “وسائل الإعلام الممولة من الحكومة” على حسابها، وفي ضوء ذلك أجرت “بي.بي.سي” مقابلة حصرية مع ماسك للحديث حول حساب بي.بي.سي الرئيسي الموثق. ليعلن ماسك بعدها تحديث هذه العلامة، بما يتماشى مع معايير الشفافية والدقة لتويتر.

وكان زعيم المعارضة الكندي المحافظ بيير بوالييفر الذي يعبّر علنا عن ازدرائه لـ”سي.بي.سي" وطرق تمويلها، قد كتب الأسبوع الماضي إلى إيلون ماسك يحضه على تصنيفها "وسائل إعلام ممولة من الحكومة" على تويتر. وقال إن هذا يأتي "في مصلحة الشفافية"، مشيرا إلى أن ما يقرب من ثلثي تمويلها في السنة المالية 2021 – 2022 كان من الحكومة الفيدرالية.

والاثنين انتقد رئيس الوزراء الليبرالي جاستن ترودو منافسه "لمهاجمته هذه المؤسسة الكندية ومهاجمة الثقافة ومحتواها المحلي الذي يمثل أهمية كبيرة للكثير من الكنديين". ومنذ أن استحوذ ماسك على تويتر، خففت الشركة من قيودها على المحتوى وسمحت بعودة مغردين كانوا قد حظروا لحضهم على الكراهية ونشر معلومات مضللة.

وهو اعتاد منذ سنوات على التعامل بازدراء مع وسائل الإعلام الإخبارية، حيث قام مؤخرا بتثبيت رد تلقائي عبر البريد الإلكتروني عبارة عن رسم تعبيري لبراز على رسائل الصحافيين التي تطلب استفسارات. وتكافح المؤسسات الإخبارية للتخلي عن المنصة التي لا تزال وسيلة تواصل رئيسية للمشاهير والسياسيين والنخب.

وفي السويد، طال الأمر التلفزيون السويدي وراديو السويد إيكوت الممولين من الضرائب العامة، والمستقلين عن الحكومة إداريا وتحريريا. وقد رحب النشطاء اليمينيون السويديون على تويتر بذلك، في إطار حملة مستمرة منذ سنوات لإلغاء خدمة البث العام السويدي، مدعين أنها صوت لأحزاب اليسار وتنشر البروباغندا المعادية لليمين.

واتخذت إدارة راديو السويد قرارا بوقف نشاطها على تويتر احتجاجا على التغييرات التي طالت الموقع، والتي جعلته غير ذي أهمية بالنسبة للشركة كما قالت. وخلافا لما أشيع سابقا، قال الراديو إن قراره ليس مرتبطا بتصنيفه كخدمة ممولة من القطاع العام، معتبرا أن التصنيف يتوافق مع وضع المؤسسة.

وكانت إزالة العلامة الزرقاء للشركات والمشاهير، ثم فرض اشتراك شهري باهظ عليهم أدى إلى احتجاج كبير من قبل الشركات أخيرا ورفض بعضها للأمر، وتهديدها بترك الموقع كليا. ويتهم ماسك بجعل منصة تويتر ساحة للتطرف اليميني، بعد السيطرة عليها، إذ تنتشر عبرها الحسابات التي تروج لنظرية المؤامرة، وبات يصعب التبليغ عن الخطاب العنصري والمتطرف.

5