الإمارات وقطر تستعدان لاستئناف العلاقات الدبلوماسية كاملة

مسؤول خليجي يتوقع فتح سفارتي البلدين بحلول منتصف يونيو بينما أكد مصدر لوكالة رويترز سيكون ذلك في غضون أسابيع.
الثلاثاء 2023/04/18
الشيخ محمد بن زايد يزور قطر لأول مرة منذ المصالحة

الدوحة/دبي - قال مسؤولان إن قطر والإمارات بصدد إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارتين وذلك بعد أكثر من عامين من إنهاء دول عربية مقاطعة الدوحة.

وانتهت المقاطعة التي دامت ثلاث سنوات ونصف السنة في يناير 2021. وفي أكتوبر من نفس العام نفسه، استضافت قطر جناحا في معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، وفقا لوكالة الأنباء الحكومية الإماراتية "وام".

وبدأ الخلاف الخليجي في يونيو 2017 بوقف العلاقات الدبلوماسية مع قطر من قبل مصر ودول في مجلس التعاون الخليجي هي السعودية والإمارات والبحرين.

واتهمت الدول المقاطعة قطر بدعم التطرف بسبب علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها الدول الأربعة منظمة إرهابية، وبسبب الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع إيران، التي تشترك معها قطر في أكبر حقل للغاز الطبيعي لديها.

وقال مسؤول إماراتي في بيان ردا على سؤال من رويترز "في الوقت الحالي، يجري تنشيط العلاقات الدبلوماسية بما يشمل إعادة فتح سفارتي البلدين".

وتوقع مسؤول خليجي إعادة فتح السفارتين وتعيين سفيرين جديدين بحلول منتصف يونيو. وقال مصدر ثالث إن العلاقات الدبلوماسية ستستأنف بالكامل في غضون أسابيع.

وتأتي استعادة العلاقات وسط مسعى إقليمي أوسع للمصالحة مع إيران والسعودية التي اتفقت الشهر الماضي على إعادة العلاقات.

وكانت الرياض والقاهرة أول من أعاد تعيين سفيرين إلى الدوحة في عام 2021 بعد اتفاق بقيادة السعودية لإنهاء الخلاف، بينما أعلنت البحرين الأسبوع الماضي أنها ستستعيد العلاقات الدبلوماسية وفقًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأحكام معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

وكانت جميع الدول، باستثناء البحرين، قد أعادت بالفعل روابط التجارة والسفر مع قطر في أوائل عام 2021، عندما اقترحت الإمارات العربية المتحدة أن استئناف العلاقات الدبلوماسية سيستغرق بعض الوقت.

وشهدت العلاقات القطرية – الإماراتية تطورات ملحوظة خلال العامين الماضيين، حيث تبادل الجانبان التصريحات الودّية والزيارات الدبلوماسية، وكان من أبرزها استقبال أمير قطر، أواخر يونيو الماضي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وبحثهما العلاقات الثنائية وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأسبوع الماضي مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد ونائب رئيس الوزراء الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في الدوحة.

وقبل ذلك أجرى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان محادثات في قطر في ديسمبر.

وخلال الزيارة الأولى من نوعها، أشاد رئيس دولة الإمارات بتنفيذ الدوحة مونديال 2022، الذي تستضيفه دولة عربية لأول مرة، باعتباره نجاحا للعرب كافة.

واحتفى إعلام البلدين بالزيارات المتبادلة، وذكر أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية وسبل تنميتها ودفعها إلى آفاق أوسع من التعاون المثمر، بما يعود بالخير والازدهار على البلدين، ويخدم مصالحهما المشتركة، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية.

ويقول مراقبون إن الإعلام القطري في امتحان حفظ الهدوء وتبني الموضوعية وعدم إثارة الفوضى للحفاظ على المصالحة الخليجية، إذ كان من ضمن الأسباب التي أدت إلى توتر العلاقات ومقاطعة الدول العربية للدوحة.

فقد شكلت المصالحة انعكاسا إيجابيا على سكان دول الخليج من ناحية تسهيل التنقل بين دول الخليج وعودة التبادل التجاري بينها، ليشكل رافدا مهما من روافد الاقتصاد في الشرق الأوسط.